الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الفاشر

أعلنت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، اليوم الجمعة، أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب البلاد، في سياق الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.

وأوضح التقرير أن كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تورطا في فظائع واسعة النطاق تصل إلى جرائم حرب، شملت عمليات قتل متعمد وعنف جنسي وعنف على أساس النوع، إلى جانب نهب وتدمير سبل العيش، وصولاً في بعض الحالات إلى حد الاضطهاد والإبادة.

وقال محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة، في بيان رسمي: "ارتكبت قوات الدعم السريع المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، بما يشمل عمليات قتل وعنف جنسي وعنف قائم على أساس النوع ونهب وتدمير سبل العيش على نطاق واسع، ووصلت في بعض الأحيان إلى حد الاضطهاد والإبادة."

وأشار التقرير إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في ظل تصاعد النزاع في دارفور، الذي خلف آلاف الضحايا ومئات آلاف النازحين، مع استمرار تعذر وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل بسبب العمليات العسكرية المكثفة وعمليات الحصار المستمرة.

وتعكس النتائج الصادرة عن البعثة الأممية حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها القوات الحكومية شبه العسكرية والمسلحة، والتي تستوجب وفق الخبراء المساءلة الدولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، في ضوء القوانين الدولية التي تجرم الإبادة والقتل والتعذيب والعنف الجنسي أثناء النزاعات المسلحة.

ويعد تقرير البعثة جزءاً من الجهود الأممية المستمرة لمتابعة الوضع الحقوقي في السودان، وتقديم توثيق شامل للانتهاكات التي تمس المدنيين، بما يسهم في فرض رقابة دولية على الأطراف المسلحة وحماية المدنيين في مناطق النزاع.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

اظهار أخبار متعلقة