حذر اللواء احتياط عاموس مالكا، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، من أن حكومة بنيامين
نتنياهو تُلحق ضررا مباشرا بالأمن القومي الإسرائيلي قائلا، إنها "تشكل خطرا أمنيا أساسيا على الدولة".
وقال مالكا في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن عنوان "مرة أخرى.. حكومة نتنياهو تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل"، هنا ليس جديدا، ففي تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2023، أثناء الانقلاب، وفي ضوء تحذيرات رؤساء الأجهزة الأمنية ووزير الدفاع، قلتُ في كل محاضرة، إن نتنياهو يُشكل خطرا أمنيا على إسرائيل، ويُلحق الضرر بالأمن القومي عمدًا وعمدًا. وما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول أثبت صحة هذا الكلام".
وأضاف، أن "هذا المقال لا يهدف إلى تحليل توقعاتي، بل إلى الإشارة مرة أخرى، في هذه الأيام بالذات، إلى أن الحكومة الإسرائيلية وزعيمها يضران عمدا بالأمن القومي الإسرائيلي إلى مستوى يشكل خطراً أمنياً أساسيا".
وأوضح مالكا، أن "أحداث الأيام الأخيرة تُعزز شعور إسرائيل بالتفكك والعزلة الدولية. ولعل مؤتمر الدول العربية في قطر، وخطاب إسبارطة لنتنياهو، ودخول قوات الجيش إلى
غزة، في حين تجاهل رئيس الوزراء تحذيرات قادة المؤسسة الأمنية، هي الرموز الدالة على التسونامي الذي يُهدد البلاد".
وأكد أن "هذا ليس أمرا مفاجئا من الخارج. إنه سلوك متعمد من رئيس وزراء يُفكّر في بقائه لا في نجاة الرهائن، في حرب ضدّ حراس البوابة لا في قرار استراتيجي، في إدامة حرب لا نهاية لها لا في النفوذ السياسي، في استعباد أيديولوجية مسيحية لا في تعزيز الأمن القومي".
وتابع الكاتب، "كان أمام إسرائيل فرصتان على الأقل للخروج من المأزق بنجاح من خلال استغلال الفرص المتاحة. ولكنهما أُهملتا عمدا، ففي نهاية العام الماضي أعلن نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2024: "لقد دمرنا تقريبا كل كتائب حماس الإرهابية".
وأردف، أنه "إذا كنا قد دمّرنا قبل عام 23 من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، وهو انتصار عسكري بكل المقاييس، وفي أواخر سبتمبر ومنتصف أكتوبر 2024، تم القضاء على نصر الله والسنوار، فهل كانت هناك لحظة أنسب من هذه لإنهاء الحملة العسكرية المكثفة؟ ماذا فعلنا خلال العام الماضي لتحويل هذا إلى إنجاز سياسي إقليمي ذي فرص سياسية ذات قيمة استراتيجية؟
تم تفويت التاريخ عمدا".
ومضى قائلا، "في حزيران/ يونيو الماضي، كانت عملية الأسد الصاعد في إيران واتخذت خطوة عملياتية أخرى مؤثرة، ألحقت ضررا بالغا برأس محور الشر، وقد أتاح ذلك للحكومة الإسرائيلية فرصة ثانية لإعلان انتصارها على محور الشر - إيران وحماس وحزب الله - والتحول إلى مسار سياسي انتهازي.
الموعد الثاني تم تفويته عمدا أيضا!".
ثم جاءت الخطوة المتطورة لحماس - حملة التجويع، حيث حققت هذه الحملة نجاحًا دوليا مذهلا لحماس، وهزيمة سياسية غير مسبوقة لإسرائيل، مما جعلها، من نواح عديدة، معزولة عالميا، على حافة الانهيار، وفق الجنرال الإسرائيلي.
وقال مالكا، إن الدعم الدولي لقيام دولة فلسطينية في أسوأ توقيت ممكن لإسرائيل ساحق. يضاف إلى ذلك تهديدات بفرض عقوبات صارمة من أصدقاء إسرائيل، وصولًا إلى فرض حظر عسكري وعقوبات وإعادة تقييم للعلاقات، وغيرها.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه ما كان لهذه الخطوة أن تُتخذ لو استطاعت الحكومة الإسرائيلية إدخال هيئة حكم مدنية إقليمية ودولية إلى القطاع، تحل محل سيطرة حماس على سكانه. لكن الحكومة الإسرائيلية اختارت إدامة الحرب بدلًا من استغلال إنجازاتها العسكرية سياسيا.
وتابع الجنرال الإسرائيلي السابق، أن الدول العربية المعتدلة بما فيها مصر والإمارات تدرس إنشاء قوة دفاع إقليمية لمواجهة العدوان الإسرائيلي، بل وتُرسل تلميحات قوية حول مخاوفها بشأن استمرار اتفاقيات السلام.
وذكر مالكا أن "إسرائيل بأفعالها وتقصيرها، وحّدت صفوفها ضدنا في العالم العربي، بما في ذلك الدول غير المعتدلة! وبدلاً من توسيع اتفاقيات إبراهيم، قبلنا تشكل مخاطر على هذه الاتفاقيات، بل وحتى على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن".
وختم متسائلا، "أين كان من الممكن أن نكون قبل عام من الآن مع الخطوات الإستراتيجية الحكيمة وأين نحن اليوم؟"، مضيفا أن "نتنياهو وحكومته يشكلان خطرا أمنيا كبيرا على دولة إسرائيل ومكانتها الدولية وأمنها القومي".