في تصريحاته المتكررة أشار الوزير الارهابي الصهيوني بن غفير على ضرورة أن يمتلك كل يهودي صهيوني
سلاحاً لقتل
الفلسطينيين؛ الأمر الذي يؤكد بأن اسرائيل عصابة مسلحة بكل معنى الكلمة وليست دولة .
ثكنة استعمارية مسلحة
نفى الدكتور المؤرخ الفلسطيني الراحل الياس شوفاني في كتابه
(العلاقة بين الثكنة والمركز) والصادر قبل اربعة عقود خلت، نفى صفة الدولة عن إسرائيل،
ووصفها بالثكنة العسكرية. والحق بأن الصهيونية وبمساعدة بريطانيا التي كانت محتلة
لفلسطين؛ قد أسست ثكنة عسكرية ومجتمعا عسكريا مسلحا اعتقاداً منها بأن الثكنة
العسكرية وحدها القادرة على البقاء بما تمتلك من قوة مسلحة تزودها بها الدول الأوروبية
ثم أمريكا فيما بعد؛ وتالياً فإن هذه الثكنة منذ إنشائها (1948 ـ 2025) وحتي اليوم
تشن حرباً وعدواناً شرساً مستمراً منذ عام 1948 على أهل الأرض بكل الوسائل؛ فمن
سرقة وطن وموارد وتقتيل واغتيال وخطف وأسر؛ وصولاً إلى عمليات إبادة جماعية مكتملة
الأركان. إن هذه الواقعة غير المعقولة التي تمت على أرض فلسطين لا يمكنها
الإستمرار في البقاء فالبقاء بذهنية الثكنة العسكرية، والسلوك تأسيساً على هذه
الذهنية أمر متناقض جداً مع مفهوم الدولة، ولا يمكن أن تقوم دولة لجماعة استعمارية
والشعب الفلسطيني ابن الأرض متجذر في هذه الأرض وجوداً مادياً وروحياً وثقافياً .
شعب فلسطيني متجذر
من نافلة القول أن قطاع غزة والضفة الغربية
بما فيها القدس والداخل المحتل إنما هي مجتمعات فلسطينية طبيعية تكونت تاريخيا عبر مئات السنوات، وفي محيط عربي
هويته مشتركة مع الهوية الوطنية الفلسطينية. وتشكل هذه المجموعات الفلسطينية على أرض
فلسطين التاريخية (27009) كيلومتر مربع؛ نحوخمسين في المائة من إجمالي تعداد الشعب
الفلسطيني الذي وصل إلى (15) مليون فلسطيني خلال العام الجاري 2025.
لخص الشاعر الراحل الحاضر بيننا محمود دوريش بمقولته "هذه الأرض لا تتسع لهويتين إما نحن أو نحن؛ نحن الباقون وهم العابرون"، لخص مستقبل الصراع بين الشعب الفلسطيني والثكنة الصهيونية المسلحة.
وبطبيعة الحال هذا مختلف عن الثكنة
الصهيونية المسلحة والمارقة على التاريخ الفلسطيني؛ والتي تعتمد سياسة ممنهجة
للتضييق على الفلسطينيين بغرض تهجيرهم؛ فمن الجدران العازلة والأسوار والأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة والحواجز
العسكرية الأمنية بين القرى والمدن الفلسطينية وصولاً إلى عسكرة كل السكان
الصهاينة وتسليحهم والخوف الدائم والقلق على الأمن؛ بكونها ثكنة وعصابة منفلتة
تشكلت على حساب وطن الشعب الفلسطيني الوحيد فلسطين وبدعم غربي مطلق وخاصة
بريطانيا؛ ولتتعهد غالبية نظم الغرب في إستمرارها كثكنة عسكيرية مسلحة وخاصمة
امريكا ؛وتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب تؤكد ذلك .
الأرض لا تتسع لهويتين
لخص الشاعر الراحل الحاضر بيننا محمود دوريش
بمقولته "هذه الأرض لا تتسع لهويتين إما نحن أو نحن؛ نحن الباقون وهم
العابرون"، لخص مستقبل
الصراع بين الشعب الفلسطيني والثكنة الصهيونية المسلحة.
والثابت أن الفلسطيني أينما يعيش في فلسطين أو في المهاجر القريبة والبعيدة هو ابن
الحياة ومحب الحياة في أرض آبائه وأجداده. الصراع الدائر بين الفلسطيني والصهيوني
صاحب الثكنة العسكرية هو صراع وجودي بين محب للحياة والشاعر بالأمان والانتماء
لوطن مسلوب من قبل عصابة مارقة.
والماثل للمتابع أنه رغم عمليات الإبادة
الجماعية التي ارتكبتها الثكنة الصهيونية منذ عام 1948 والتي ذهب ضحيتها (170) ألف
شهيد فلسطيني بينهم الثلث خلال العامين الأخيرين؛ فضلاً عن مليون ومائة األف أسير
استشهد منهم المئات تحت التعذيب في الزنازين والمعتقلات الصهيونية. على الرغم من
الآلام الكبيرة التي لحقت بالفلسطينيين إلا أنهم متجذرون في وطنهم وسيتم تفكيك
الثكنة والعصابة المنفلتة وهزيمتها في نهاية المطاف من جنبات الوطن الفلسطيني؛ خاصة
وأنه قد مرّ على التاريخ الفلسطيني غزاة كثر انهزموا على صخرة صمود وثبات الشعب
الفلسطيني. والأرض لا تتسع لهويتين إما نحن أو نحن .. نعم نحن الشعب الفلسطيني
أصحاب الأرض.