قضايا وآراء

إسرائيل وصوت الحق الفلسطيني الهادر

نبيل السهلي
"تمسك الشعب الفلسطيني بوطنه الوحيد فلسطين"- جيتي
"تمسك الشعب الفلسطيني بوطنه الوحيد فلسطين"- جيتي
أنشأ الغرب الاستعماري العصابة المنفلتة إسرائيل في 15 أيار/ مايو من عام 1948 على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية؛ ومنذ ذلك الحين تعهد باستمرارها حتى تكون خنجره في قلب المنطقة العربية؛ وتاليا نهب خيرات شعوبها. وقامت النظم الغربية وخاصة أمريكا بتسليحها بأنواع الأسلحة الفتاكة؛ جنبا إلى جنب مع مساعدة الدولة المارقة في جذب مزيد من يهود العالم إلى فلسطين المحتلة ليكونوا أداة التقتيل وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني؛ التي ذهب ضحيها منذ عام 1948 (170) ألف شهيد فلسطيني ثلثهم خلال العامين الأخيرين؛ هذا إضافة إلى أكثر من 1.2 مليون أسير استشهد منهم المئات تحت التعذيب في معتقلات وزنازين المحتل الصهيوني.

الكراهية لصاحب الوطن

يلحظ المتابع بالصوت والصورة من خلال متابعة فيديوهات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص وقيادات يهودية صهيونية إسرائيلية، وصولا إلى وزراء في حكومة مجرم الحرب المطلوب للعدالة نتنياهو، أن الصهيونية تعلم الكراهية والحقد الدفين والفاشية وصولا إلى الدعوة إلى التقتيل وخاصة الأطفال، وشعاراتها العنصرية ضد الآخرين وخاصة الفلسطينيين تؤكد ذلك، حيث ظهرت بشكل جلي خلال ارتكاب المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني على مدار الساعة على امتداد فلسطين التاريخية وخاصة في قطاع غزة.

وقد وضع متخصصون صهاينة مناهج تعليمية خاصة للمستعمرين في كافة المراحل التعليمية، حيث تعلمهم من خلالها بأنهم "شعب الله المختار"، والآخرون هم مجرد خدم وعبيد ويجب قتلهم؛ وخاصة العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون أصحاب الحق بفلسطين التاريخية بمساحتها 27009 كيلومترات مربعة.

استراتيجية الإبادة الجماعية
وصل صوت الحق الفلسطيني الهادر إلى جهات الأرض الأربع، وتغير المزاج العام في دول كثيرة في العالم وانحاز إلى جانب الحق الفلسطيني. وكان ذلك عاملا ضاغطا على نظم وازنة في العالم (أمثال بريطانيا وفرنسا) للاعتراف العريض بالدولة الفلسطينية

تبعا للحقد الدفين، لخّص بن غوريون، أول رئيس وزراء للدولة المارقة، استراتيجيتها المبنية على المجازر والتقتيل والإرهاب وعمليات الابادة الجماعية قائلا: "الوضع في فلسطين سيسوى بالقوة العسكرية". وبعد مرور أكثر من 77 عاما على إنشاء العصابة المنفلتة، ومن خلال استمرار مجازرها في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، توضحت بشكل جلي لا لبس فيه المنطلقات الاستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية وعصاباتها الفاشية، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، فكانت المجازر وعمليات الإبادة الجماعية المنظمة من قبل العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي فيما بعد، ضد أهل القرى والمدن الفلسطينية، من أبرز العناوين للتوجهات الصهيونية والإسرائيلية، ولا سيما لجهة حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال اليهود الصهاينة مكانهم؛ من أجل الإخلال بالميزان الديموغرافي والتهويد في نهاية المطاف.

فلسطين الوطن الوحيد

رغم عمليات الابادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية وتكميم الافواه في الداخل المحتل المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ نتابع يوميا رفض الغزيين الرحيل، وتشبثهم بوطنهم فلسطين وغزة قطعة غالية منها، وكذلك أهل الضفة الغربية بما فيها القدس، والداخل المحتل، ومطالبة اللاجئين بالعودة إلى ديارهم ووطنهم؛ الأمر الذي يؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بوطنه الوحيد فلسطين. وبهذا وصل صوت الحق الفلسطيني الهادر إلى جهات الأرض الأربع، وتغير المزاج العام في دول كثيرة في العالم وانحاز إلى جانب الحق الفلسطيني. وكان ذلك عاملا ضاغطا على نظم وازنة في العالم (أمثال بريطانيا وفرنسا) للاعتراف العريض بالدولة الفلسطينية؛ الأمر الذي يؤكد عدالة القضية الفلسطينية بالنسبة لشعوب الأرض.

ومن نافلة القول؛ يبقى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ناقصا حتى تقوم الدول المعترفة وأحرار العالم بالضغط على أمريكا وإسرائيل للانصياع، بغرض ترسيخ الفكرة على الأرض.. وهنا نقول للمستعمرين الصهاينة كما قال الشاعر الحاضر محمود درويش: "الأرض لا تتسع لهويتين؛ إما نحن أو نحن".. نعم نحن الشعب الفلسطيني؛ وليذهب المستعمرون الصهاينة إلى بلدانهم الأصلية وهم ينحدرون من 110 دول في العالم.
التعليقات (0)

خبر عاجل