أصدرت "
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" تقريرا صادمًا وثّق ثمن النزاع السوري الباهظ الذي دفعه
الفلسطينيون منذ اندلاع الثورة عام 2011.
كما سلط الضوء بشكل خاص على معاناة النساء الفلسطينيات. وكشف التقرير، الصادر الجمعة، عن مقتل 4965 فلسطينياً في سورية خلال السنوات الـ14 الماضية، بينهم 570 امرأة و287 طفلا، مشيرا إلى أن أكثر من نصف الضحايا سقطوا في
دمشق وريفها، فيما بلغ عدد الضحايا في
مخيم اليرموك وحده 1596 شخصاً.
وتناول التقرير حجم المعاناة التي تكبدتها النساء الفلسطينيات، إذ قضت 570 امرأة بسبب القصف العشوائي على المنازل، الرصاص الطائش، قناصة الأطراف المتقاتلة، الحصار، الحرمان من الغذاء والدواء، والغرق أثناء محاولات الهروب عبر البحر.
كما أشار إلى وفاة 36 امرأة تحت التعذيب في سجون النظام، ووجود 273 امرأة معتقلة أو مختفية قسرياً، في مؤشر صارخ على أن العنف لم يستثن النساء في الصراع الدموي.
ووفق التقرير، كانت النساء الفلسطينيات تتحمل أعباء إضافية بعد فقدان المعيل، إذ اضطرت الكثيرات إلى أن يصبحن معيلات لأسرهن في ظل التهجير القسري والنزوح المستمر، فيما تواجه أخريات تحديات صحية ونفسية جسيمة.
وقد وثّق التقرير شهادات لعائلات فلسطينية أكدت أن النساء دفعن ثمنا يفوق قدرتهن، مستمرات في البحث عن مصير بناتهن المختفيات، وسط غياب أي إجابة من السلطات السابقة في سورية.
وتشير بيانات التقرير إلى أن أبرز أسباب الوفاة للفلسطينيين كان التعذيب في سجون النظام السابق، حيث سقط 1298 شخصاً نتيجة للتعذيب، تلاه القصف الذي أودى بحياة 1230 شخصاً، ثم الرصاص المباشر الذي حصد أرواح 1110 آخرين.
اظهار أخبار متعلقة
كما بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين لم يُعرف مصيرهم بعد سقوط النظام 5370 شخصا، ما يثير الشكوك حول وفاتهم تحت التعذيب، على غرار أكثر من 113 ألف سوري لا يُعرف مصيرهم حتى اليوم.
ويأتي هذا التقرير، الذي حمل عنوان "الحصاد الموجع"، ليلقي الضوء على حجم الانتهاكات التي طالت الفلسطينيين، ويؤكد الحاجة الماسة لتوثيق جرائم الحرب والنزاع المسلح، وضمان محاسبة المسؤولين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات اللواتي واجهن أهوال النزاع في سورية.