أثار تعيين "اللجنة القانونية
العليا" التي شكلها شيخ عقل الدروز
حكمت الهجري في
السويداء، العميد شكيب
أجود نصر، في منصب قيادة الأمن الداخلي لمحافظة السويداء، وهو أحد أبرز ضباط
النظام السابق، تساؤلات عن دور "فلول النظام" في الأحداث الدامية التي
شهدتها السويداء مؤخراً.
ونصر الذي كان يشغل منصب رئيس فرع
"الأمن السياسي" في طرطوس، يتهم بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة بحق
السوريين خلال شغله لعدد من المناصب الأمنية في عهد النظام البائد.
تعيين أجود نصر، سبقه تسريبات عن مشاركة
واسعة لفلول النظام في معارك السويداء، وخاصة أن العديد من التقارير أشارت إلى
لجوء المئات من ضباط النظام البائد إلى السويداء، قبيل سقوط النظام البائد.
وفي هذا السياق، يؤكد الباحث في مركز
"جسور للدراسات" وائل علوان، أن المجلس العسكري في السويداء يضم عدداً
كبيراً من ضباط النظام، وهو ما يشكل واحداً من التحديات التي تعيق إنشاء علاقة بين
المجلس العسكري في السويداء والحكومة السورية.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن الأمر ذاته ينسحب على منطقة
شمالي شرق
سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي المنطقة التي
هرب إليها العشرات من ضباط وعناصر جيش النظام (الفلول) البائد، الذين يتهموا
بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السوريين.
وفي رأي علوان، فإن الدولة السورية
ستشترط تسليم الضباط من السويداء و"قسد"، لكن السؤال: "هل تستجيب
الأطراف لمطلب
دمشق؟".
بدوره، أوضح الكاتب والمحلل السياسي
باسل المعراوي، أن الانهيار السريع لجيش النظام، حول السويداء لمكان آمن للضباط
الهاربين، وبالتأكيد فإن أعدادهم كبيرة لأن معظم تشكيلات جيش النظم كانت
تتواجد في الجنوب السوري.
وأضاف لـ"
عربي21" أن المجلس
العسكري في السويداء تشكل باكراً بعد أيام من سقوط
نظام الأسد، ليكون بؤرة لأي عمل
عسكري يستهدف تعطيل مسيرة العهد الجديد.
استفزاز دمشق
وعن دلالات تعيين شكيب نصر من قبل حكمت
الهجري، اعتبر المعراوي، أن الهدف استفزاز الحكومة في دمشق، وتقديم السويداء
مركزاً للثورة المضادة على العهد الجديد.
وتابع بأن الهجري يسعى للحصول على تأييد
كل المتضررين من إسقاط نظام الاسد وذلك لتشكيل رأس حربة أو نموذج لتشجيع قوى أخرى
في الساحل وشرق سوريا (قسد) لزعزعة استقرار السلطة الجديدة.
ويدل المعراوي على ذلك، بمشاركة الشيخ
الدرزي حكمت الهجري في مؤتمر دعم "اللامركزية" الذي نظمته
"قسد" قبل أيام في القامشلي، بمشاركة رئيس ما يسمى بـ"المجلس
الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا" غزال غزال.
حاجة تنظيمية
لكن في المقابل، يرى الكاتب والسياسي
جمال درويش من السويداء، أن تعيين شكيب نصر جاء "حاجة تنظيمية" لسد
الفراغ، بعد انسحاب الحكومة من السويداء.
وأوضح لـ"
عربي21" أن السويداء
لا تريد دخول الفوضى، ومن الضرورات التي فرضها المشهد تشكيل لجنة عليا في
المحافظة، من مهامها تشكيل لجان.
ويصف درويش العميد شكيب نصر بـ"رجل
الدولة"، ويقول: "الضابط كان موجوداً في وزارة الداخلية في العهد
السابق، وبالتأكيد إن كانت له انتهاكات في السابق، فإنه سيتعرض للحساب في ظل قانون
سوري ومحاسبة".
اظهار أخبار متعلقة
ورفض السياسي اعتبار أن "السويداء
تعد ملاذاً آمناً لفلول النظام"، مؤكداً " أن الكثيرين من رموز النظام
يسرحون ويمرحون في دمشق".
ما دقة الأنباء عن افتتاح معبر مع
الأردن؟
إلى ذلك، طالب أهالي السويداء بافتتاح
معبر بري يصل السويداء بالمملكة الأردنية، معتبرين أن افتتاح المعبر يُنهي حالة من
الحصار التي تفرضها الحكومة السورية على المحافظة، علماً أن دمشق نفت أي وجود
لحصار السويداء، مؤكدة أن قوافل المساعدات تصل بانتظام.
وفي هذا الجانب، يؤكد الباحث الأردني
المختص بالشأن السوري صلاح ملكاوي لـ"
عربي21"، أن الأردن لا يُعير أي
مطلب من جماعات سورية الاهتمام في حال لم يكن المطلب من تقديم الحكومة السورية في
دمشق، لأن علاقة عمان هي مع دمشق، وليست مع جماعات عرقية أو مذهبية.
ويضيف ملكاوي، أنه لا بد من مراعاة
مصلحة الأردن، مشيراً إلى وجود معبر نصيب- جابر مع سوريا، ومعبر "الجمرك
القديم" (مغلق حاليا)، وقال: إن "المعبر الحالي يكفي حاجة الأردن،
بالتالي ما هي مصلحة الأردن من افتتاح معبر ثالث".
وبحسب الباحث الأردني، فإن افتتاح معبر
لها مع دولة جارة هو شأن سيادي، موضحاً أن "الأردن لن يرد على مطالب من
جماعات سورية، دون طلب رسمي من دمشق، وخاصة أن الخلاف بين السويداء ودمشق هو شأن
سوري داخلي".
محادثات في الأردن
في الأثناء، كشف مصادر سورية وأمريكية،
أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، يجري اتصالات مكثفة مع وزير
الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، ونظيره التركي هاكان فيدان، إضافة لوزراء خارجية
عرب آخرين، استعداداً لعقد جولة مفاوضات بين الحكومة السورية وممثلين عن الدروز في
العاصمة الأردنية عمّان.
وقالت المصادر الأمريكية إن هناك رغبة
دولية وإقليمية بإنجاح المؤتمر، وإن الأطراف الدبلوماسية تسعى لإقناع الشيخ حكمت
الهجري بالحضور شخصيا.