أشاد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، بخطاب الرئيس السوري أحمد الشرع، معتبراً أنه
"خطاب وطني مسؤول، يُعيد بوصلـة الوعي إلى مسارها الصحيح، ويعبّر عن رؤية
متزنة تدرك تعقيدات اللحظة وتواجهها بالحكمة لا بالشعارات".
وقال الصلابي في تصريحات خاصة
لـ
"عربي21"، إن الرئيس الشرع حين تحدث عن أن "الكيان
الإسرائيلي لا
يكف عن زرع النزاعات والصراعات" ورفض تحويل
سوريا إلى "ساحة لتجارب
الآخرين"، فإنه يؤسس لخطاب دولة مقاومة عاقلة، ترى في تماسك الجبهة الداخلية
ضرورة للرد على
العدوان، لا ذريعة للمزيد من الانقسامات.
وأضاف الصلابي أن "خطاب الرئيس الشرع
يعبّر عن إدراك عميق لسنن التمكين وصراع الحضارات، لا سيما حين أكد أن إسرائيل
تسعى لتفكيك سوريا لأنها قلب الأمة المؤثر"، مشدداً على أن بلاد الشام اليوم
تشهد صعوداً روحياً وحضارياً مقلقاً للمشروع الصهيوني وحلفائه، وهو ما يفسر حجم
العدوان الذي تتعرض له.
دعوة للالتفاف حول القيادة الجديدة
وفي خطوة لافتة، دعا الصلابي الشعب السوري،
ثم عموم الأمة العربية والإسلامية، إلى الالتفاف حول القيادة السورية الجديدة،
ودعمها بكل الوسائل السياسية والاقتصادية والشعبية، مؤكداً أن سوريا اليوم تخوض
معركة لا تخصها وحدها، بل تمس حاضر الأمة ومستقبلها.
وقال: "سوريا اليوم
تواجه أخطر مراحلها، وهي بحاجة إلى دعم حقيقي وصادق من أبنائها أولاً، ومن محبيها
في كل مكان، لأن التفافنا حول القيادة الجديدة هو الرد العملي على مخططات الفوضى
والتمزيق التي يديرها العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه".
الاتحاد يدين العدوان ويدعو إلى تحرك عاجل
وفي السياق ذاته، أصدر الاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين بياناً شديد اللهجة، أدان فيه العدوان الصهيوني الغادر على
العاصمة دمشق، واعتبره "انتهاكاً سافراً لشرف الأمة الإسلامية وضربة موجعة
لكرامة العرب والمسلمين".
وجاء في البيان، الذي حصلت
"عربي21" على نسخة منه، أن الاتحاد: يدعو إلى قمة عربية
وإسلامية عاجلة، لمواجهة ما وصفه بـ"العبث الصهيوني المنظم بمقدرات الأمة"، ويطالب
بـ"تحالف عسكري واقتصادي فاعل" يضم الدول الإسلامية الكبرى، ويدعو إلى
مصالحة وطنية سورية شاملة، تبدأ من لقاء عاجل للعلماء والمرجعيات الدينية في دمشق،
برعاية مجلس حكماء وطني.
كما أكد الاتحاد على استعداده لإرسال وفد
يرأسه رئيس الاتحاد للمشاركة في جهود المصالحة، ودعا إلى "رفض التحريض
الطائفي والمذهبي، وتحكيم صوت العقل والعدل، ومعاقبة كل من يسعى لإشعال نار الفتنة".
واختتم الاتحاد بيانه بدعوة المجتمع الدولي
إلى "تحمل مسؤولياته في وقف العربدة الصهيونية التي تهدد أمن واستقرار الشرق
الأوسط والعالم".
اظهار أخبار متعلقة
الشرع: قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى..
ونجحنا في إحباط المخطط الإسرائيلي
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد كشف في
كلمة مصورة فجر اليوم أن ما جرى في محافظة السويداء لم يكن صدامًا داخليًا عابرًا،
بل جزءًا من مشروع صهيوني خطير يسعى لتفجير الداخل السوري وتقويض جهود الدولة في
فرض الأمن، مؤكداً أن استهداف الجيش الإسرائيلي لمقرات عسكرية ومدنية في دمشق
والجنوب السوري، جاء ردًا على النجاحات التي حققتها الدولة في مواجهة المجموعات
الخارجة عن القانون.
وشدد الشرع على أن القيادة السورية اختارت
طريق العقل والمسؤولية، لا التهور والانجرار إلى حرب مفتوحة تخدم العدو وحده،
مؤكدًا أن التدخلات الأمريكية والعربية والتركية لعبت دورًا في منع تصعيد كارثي.
وقال: "لسنا ممن يخشون الحرب، لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار".
وأكد أن الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن،
والدولة ماضية في حفظ كرامتهم وحقوقهم، كما دعا السوريين جميعًا إلى الوقوف صفًا
واحدًا خلف مشروع الدولة، لمواجهة التحديات وتفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي
الذي يسعى لتقسيم البلاد وتحويلها إلى ساحة فوضى دائمة.
وختم الرئيس بالقول: "سوريا لن تكون
ساحة تجارب للمؤامرات ولا موطئ قدم لأطماع الآخرين، وسنحاسب كل من أساء إلى أهلنا،
ولن نسمح بتكرار الفوضى تحت أي ذريعة".
وأمس الأربعاء، شنت مقاتلات إسرائيلية غارة
على محيط القصر الرئاسي بدمشق، في تصعيد جديد للهجمات التي تستهدف مواقع حساسة في
سوريا.
وقبلها، أفادت وكالة الأنباء السورية
الرسمية، بأن "طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارات على دمشق"، أسفرت عن
مقتل 3 أشخاص وإصابة 28 آخرين.
كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على
مدينة درعا وطريقها الدولي، ومحيط مدينة قطنا بريف دمشق، وفق وكالة "سانا".
وتنفذ إسرائيل منذ أشهر عدوانا عسكريا
متكررا على سوريا، رغبة في جعل جنوب البلد العربي "منزوع السلاح"، مع
زعم بـ"حماية الدروز" في سوريا.
والإثنين، دخلت قوات من الجيش السوري
السويداء، بعد أن اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية
وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق
مصادر محلية للأناضول.
وأكدت المصادر أن معظم الضحايا من عناصر
المجموعات المسلحة، بينما تضرر بعض المدنيين جراء الاشتباكات التي أسفرت عن أكثر
من 30 قتيلا و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية
"سانا"، مساء الاثنين.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024،
بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا
تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت
الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة
مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى
التدخل لإنهاء الانفلات.
اظهار أخبار متعلقة