"الكيان الإسرائيلي الذي عوّدنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية" بهذه الكلمات بيّن الرئيس السوري الانتقالي، أحمد
الشرع، أنّ دولة
الاحتلال الإسرائلي لا تهدف إلّا إلى تقسيم
سوريا، وزرع الفتنة فيها.
وخلال كلمة توجّه بها للشعب السوري، الخميس، أضاف الشرع، أنّ: "دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى: تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض".
وفيما أورد الشرع، للشعب السوري، آخر التطورات في السويداء، وتصعيد الاحتلال الإسرائيلي المتزامن معه، والذي وصفه بكونه: "محاولات لاستهداف استقرار سوريا وزرع الفتن بين أبنائها"، أردف بالقول: "عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في السويداء، إن الشعب السوري قدّم الكثير في ثورته من أجل أن تظل سوريا حرة أبية، ولا يزال على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد".
تغيّر في الخطاب
الشرع الذي قال يوما، إنّ بلاده و"إسرائيل" لديهما أعداء مشتركين، وإنّ زمن التفجير والقصف والانتقام بلا داعي يجب أن يتوقف، معبّرا عن رغبته بالعودة إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1947. عاد اليوم ليتّجه نحو خطاب آخر، مبرزا للمخاوف الصارخة من تمكّن الاحتلال الإسرائيلي من سوريا، خاصة في خضمّ هذه المرحلة الانتقالية التي توصف بـ"الحرجة".
وأكّد الشرع، في خطابه للشعب السوري، أنّ: "امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أنّ الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، قد تكون قادراً على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها"، مسترسلا: "نحن أبناء هذه الأرض، والأقدر على تجاوز كلّ محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتنٍ مفتعلة".
"الدولة السورية هي دولة الجميع، وهي كرامة الوطن وعزته، وهي حلم كلّ سوري في أن يرى وطنه يعيد بناء نفسه من جديد، من خلال هذه الدولة، نتّحد جميعاً دون تفرقة، من أجل أن نعيد لسوريا هيبتها، ونضعها في مقدمة الأمم التي تعيش في أمن واستقرار" وفقا للشرع، خلال الخطاب ذاته، الذي لاقى تفاعلا واسعا، خاصة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
لقاء سوري إسرائيلي.. لماذا؟
على هامش زيارة أجراها الشرع إلى أذريبجان، السبت، أفادت وكالة "فرانس برس" أنّ مسؤول سوري قد التقى مع آخر إسرائيلي، في باكو، مشيرة إلى أنّ: الشرع لم يشارك في هذه المحادثات.
وبحسب المصدر الذي وصفته الوكالة الفرنسية، بـ"المطّلع" فإنّ: "المحادثات تتمحور حول الوجود الإسرائيلي العسكري المستحدث في سوريا"، في إشارة إلى مناطق توغّلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب سوريا، بعد سقوط حكم بشار الأسد، قبل أكثر من سبعة أشهر.
بدوره، قال موقع "i24NEWS" العبري، إنّ: "الشرع حضر اجتماعا واحدا على الأقل مع مسؤولين إسرائيليين في أذربيجان"، فيما زعم أنّ: "لقاءين أو ثلاثة عقدت بين الجانبين، بحضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى جانب أحمد الدلاتي، منسق الحكومة السورية للاجتماعات الأمنية، وجرت اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى".
إلى ذلك، تحدّثث عدد من التقارير الإعلامية، المتفرٍّقة، على أنّ: "السلطات الانتقالية أقرّت منذ وصولها إلى الحكم في كانون الأول/ ديسمبر بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة الأسد من الرئاسة" مؤكدّة في الوقت نفسه أنّ: "دمشق لم تعلن رسميا عن محادثات مباشرة".
وكانت سوريا قد أعلنت في وقت سابق في تموز/ يوليو عن استعدادها للتعاون مع واشنطن، من أجل العودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، من ناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
وفيما كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أعربت عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع كلّ من سوريا ولبنان، كانت دمشق قد قالت إنّ توقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل" "سابقة لأوانها"، وذلك وفقا لما نقله التلفزيون السوري الرسمي، عن مصدر رسمي، آنذاك.
اظهار أخبار متعلقة
وفي 7 تموز/ يوليو، خلال زيارة للبنان، أوضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أنّ: "الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ"، فيما أبرز عضو الكونغرس الأمريكي، كوري ميلز، محاور لقاء جمعه مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، بالعاصمة السورية دمشق، بالقول إنّ الأخير "أبدى انفتاحا على تحسين العلاقات مع إسرائيل".
تجدر الإشارة إلى أنّ ما بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وسوريا، لم يكن سلاما يوما، حيث أنّهما قد خاضا ثلاث حروب كبرى، بينما لا تزال دمشق تطالب باستعادة كامل مرتفعات الجولان التي احتلتها "إسرائيل" خلال عام 1967 وضمتها لاحقًا، واعترف ترامب بالمنطقة تحت السيادة الإسرائيلية عام 2019.