أطلقت مجموعة من أسر السجناء
السياسيين وسجناء الرأي في
مصر بياناً عاماً ناشدت فيه الشعب المصري وقواه الحية، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن ذويهم القابعين خلف القضبان، والذين لم يُدانوا بأي جرم سوى تعبيرهم السلمي عن الرأي، أو انخراطهم في أنشطة سياسية واجتماعية مشروعة.
وجاء في البيان، الذي حمل توقيعات شخصيات أكاديمية وسياسية وصحفية بارزة، أن "الصمت لم يعد خياراً، وأن استمرار هذا الظلم يعد وصمة في جبين دولة تتحدث عن الجمهورية الجديدة فيما تعج سجونها بآلاف الأبرياء".
"كفى صمتاً"
وقال ذوو المعتقلين: "نحن أسر السجناء السياسيين وسجناء الرأي، نصدر هذا البيان ونحن مثقلون باثنتي عشرة سنة من الألم والمعاناة، عشناها في ظل الصمت المفروض، نكابد خلالها فراق أبنائنا وآبائنا وأزواجنا، دون ذنب أو محاكمة عادلة، سوى أنهم عبروا عن رأي، أو حملوا فكراً لم يرضَ عنه النظام القائم".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف البيان أن مئات الأسر المصرية تحولت حياتها إلى "جراح مفتوحة لا تندمل"، بفعل الاعتقالات التعسفية والأحكام الجماعية التي وُصفت بالجائرة، والتي أكدت منظمات حقوق الإنسان الدولية أنها افتقرت إلى أدنى معايير العدالة، وشابها كثير من الانتهاكات القانونية والإنسانية.
احتجاج أسبوعي
أكد الموقعون أن استمرار احتجاز المعتقلين بعد مرور أكثر من عقد على الأحداث التي أُوقفوا على خلفيتها٬ يُعد مخالفة صريحة للدستور المصري وللاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدولة.
وقد حدد البيان مجموعة من المطالب العادلة التي وصفها بأنها "الحد الأدنى لتحقيق الإنصاف"، وجاءت على النحو التالي:
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين وسجناء الرأي.
- مراجعة شاملة لملفات المعتقلين، خاصة من صدرت بحقهم أحكام جماعية أو أُدينوا بناءً على تحريات أمنية دون أدلة مادية.
- وضع ضمانات حقيقية تحول دون إعادة اعتقال الأفراد على خلفيات سياسية أو فكرية.
- التحقيق الجاد في الانتهاكات التي تعرّض لها السجناء داخل أماكن الاحتجاز، ومحاسبة المسؤولين عنها.
اظهار أخبار متعلقة
ودعا البيان إلى تنظيم
إضراب رمزي عن الطعام يوم الجمعة من كل أسبوع، تعبيراً عن التضامن مع السجناء المضربين حالياً في قطاع (2) بسجن بدر (3)، الذين يخوضون احتجاجاً مفتوحاً ضد ظروف احتجازهم، وما يتعرضون له من تعذيب نفسي وجسدي، ومنع من الزيارة، وسوء في الرعاية الصحية، وتدوير متواصل للقضايا.
وطالب الموقعون المشاركين في الإضراب الرمزي بتوثيق مشاركتهم علنًا عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن "الصمت اليوم يعني استمرار الظلم غدًا، وأن السعي إلى العدالة هو الطريق الوحيد لمستقبلٍ حر وآمن لهذا الوطن".
الموقعون على البيان: ( أستاذ العلوم السياسية أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب غد الثورة أيمن نور
- أستاذ الاقتصاد أحمد سعيد - الناشط السياسي أمين محمود – الكاتبة الصحفية بهيجة حسين – الشاعر وأستاذ العلوم السياسية تميم البرغوثي – الكاتب الصحفي جمال الجمل – أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة – الأمين العام للمؤتمر القومي العربي حمدين صباحي)
وفي ختام البيان، شدد أهالي المعتقلين على أن كرامة الإنسان لا ينبغي أن تكون رهناً بتوجه سياسي، وأن الدولة العادلة تُبنى على الحرية لا القمع، وعلى الإنصاف لا الانتقام.