حقوق وحريات

المخابرات المصرية توقف برامج إعلاميين انتقدوا الحكومة.. ماذا قالوا؟

أجهزة الأمن توقف مذيعين مقربين من النظام المصري لـ"تجاوزهم السقف المسموح"- يوتيوب
أجهزة الأمن توقف مذيعين مقربين من النظام المصري لـ"تجاوزهم السقف المسموح"- يوتيوب
في خطوة تعكس تصاعد القبضة الأمنية على الإعلام المصري، أعلنت "لجنة حماية الصحفيين" (CPJ) أن شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، المرتبطة مباشرة بجهاز المخابرات العامة المصرية، أنها أوقفت بث ثلاثة برامج تلفزيونية بارزة خلال الشهر الجاري، بسبب تجاوز مقدميها لـ"الخطوط الحمراء" في تغطية قضايا تتعلق بسلامة الطرق وانتقاد أداء الحكومة.

وأوضحت اللجنة، في بيان صدر الثلاثاء من مقرها في واشنطن، أن القرار أثار مخاوف متزايدة بشأن سيطرة الدولة على الإعلام، وتضييق هامش النقد حتى داخل المنصات المحسوبة على النظام.


لميس الحديدي و"شركات الجيش"
وبحسب تقارير صحفية مستقلة، فإن الإعلامية المصرية الموالية للنظام لميس الحديدي كانت أولى الضحايا، بعد أن قررت "المتحدة"، في 16 تموز/ يوليو الجاري، إنهاء عقدها وإيقاف برنامجها الشهير "كلمة أخيرة" الذي يُبث عبر قناة "أون تي في"، وذلك بعد توقفه المؤقت مطلع الشهر.

وذكر موقعي "المنصة" و"صحيح مصر" أن الحديدي أُقيلت بسبب خرقها التوجيهات التحريرية الصارمة، بعد أن أشارت خلال أحد الحلقات إلى مسؤولية شركات تابعة للجيش عن مشروعات طرق، في سياق الحديث عن حادث مروري مأساوي أودى بحياة 19 شخصا، غالبيتهم من الفتيات اليافعات.

خيري رمضان.. الإقصاء أثناء البث
وفي حادثة مشابهة، تعرض الإعلامي المصري الموالي للنظام خيري رمضان للإقصاء بشكل مفاجئ أثناء بث مباشر لحلقة برنامجه "مع خيري" على قناة "المحور"، التابعة لتحالف إعلامي تقوده شركة "المتحدة"، في السادس من تموز/ يوليو الجاري.

وبحسب إفادات، تم إجبار رمضان على قطع الحلقة إلى "فاصل إعلاني غير مجدول"، وذلك بعد أن سمح ببث شهادات لسائقي شاحنات تحدثوا عن سوء البنية التحتية للطرق وتكرار الحوادث. ولم يُعرض البرنامج منذ تلك الواقعة.

إبراهيم عيسى.. من الشاشة إلى "اليوتيوب"
أما الإعلامي المصري المؤيد للنظام إبراهيم عيسى، فقد أفادت مصادر صحفية بأن قناة "القاهرة والناس" المنضوية تحت مظلة "المتحدة" أيضًا قررت مؤخرًا إنهاء تعاقده، بعد أن أطلق قناة يوتيوب خاصة به تضمنت انتقادات غير مباشرة للحكومة.

وعلقت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين، سارة قدح، على هذه التطورات بالقول: "تكشف هذه الإيقافات عن مدى عدم تسامح السلطات المصرية مع أي تغطية إعلامية تتجاوز الخطوط الحمراء السياسية أو تنتقد أداء الدولة".

وأضافت: "يجب أن يتمتع الصحفيون بالحق في محاسبة المسؤولين دون خوف من الرقابة أو الانتقام، حتى داخل المنصات الإعلامية التابعة للسلطة نفسها".

اظهار أخبار متعلقة


الإعلام الأمني.. منابر للرواية الرسمية فقط
وفي السياق ذاته، قال الصحفي المصري المنفي في كندا والمعلق الإعلامي مصطفى الأعصر للجنة حماية الصحفيين، إن الإعلام المصري "يخضع بشكل شبه كامل لسيطرة الأجهزة الأمنية"، مشيرا إلى أن "أي صحفي يبتعد عن الرواية الرسمية يُعاقب، حتى لو كان يعمل في قنوات مملوكة للأمن".

ولم ترد شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" على طلبات اللجنة بالتعليق على ما ورد.

وتُعد "المتحدة" واجهة شبه رسمية للإعلام المصري، بعد أن استحوذت خلال السنوات الماضية على معظم القنوات والصحف الكبرى في البلاد، ودمجتها في منظومة واحدة تديرها الأجهزة السيادية.

وفي ظل هذا الإغلاق المتزايد لمساحات التعبير، ترى منظمات دولية أن البيئة الإعلامية في مصر باتت من بين الأكثر تقييدًا في المنطقة، مع تراجع تصنيف البلاد في مؤشرات حرية الصحافة بشكل متواصل منذ عام 2013.
التعليقات (0)

خبر عاجل