سياسة عربية

الأمن الجزائري يفرّق وقفة داعمة لغزة في العاصمة.. ابن مقّري بين المعتقلين

الجزائر تمنع المظاهرات العامة منذ 2021 بموجب مرسوم تنفيذي يفرض ترخيصًا مسبقًا لأي تجمع أو مسيرة.. (واج)
الجزائر تمنع المظاهرات العامة منذ 2021 بموجب مرسوم تنفيذي يفرض ترخيصًا مسبقًا لأي تجمع أو مسيرة.. (واج)
نشر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، الدكتور عبد الرزاق مقري، تدوينة كشف فيها النقاب عن أن قوات الأمن الجزائرية فرّقت وقفة سلمية نُظمت بساحة الشهداء في العاصمة نصرة لغزة، واعتقلت عددًا من المشاركين، بينهم ابنه الأصغر أحمد ياسين.

وقال مقري في التدوينة التي نشرها على صفحته الرسمية على "فيسبوك": "وقف عدد من الشباب في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة نصرة لأهلنا في غزة، وحتى يرسل الجزائريون لأهلنا في فلسطين رسالة بأننا معهم، وللكيان وحلفائه الأمريكان بأنهم لن يستفردوا بأبنائنا وإخواننا وأخواتنا المظلومين في أرض الرباط.. ولكن للأسف الشديد فرقتهم القوات الأمنية، واعتقلت عددًا منهم، من بينهم ابني الأصغر أحمد ياسين."

"الملثم شكانا إلى الله".. والرسالة لا تصل

في إشارة ذات دلالة وجدانية، قال مقري: إن هذه الوقفة كانت مدفوعة أيضًا بنداء رمزي من غزة، قائلاً: "خصوصاً بعد أن شكانا الملثم إلى الله"، في تعبير يستحضر أحد أشهر المشاهد التي خرجت من القطاع المحاصر، حيث ظهر أبو عبيدة في كلمة مصورة، وهو يوجّه عتابًا مريرًا إلى الأمة، شاكياً تخاذلها.



قانون يمنع التظاهر.. وانتقائية التطبيق؟

من الجدير بالذكر أن الجزائر تمنع المظاهرات العامة منذ 2021 بموجب مرسوم تنفيذي يفرض ترخيصًا مسبقًا لأي تجمع أو مسيرة، وهو ما يُستخدم قانونيًا لتبرير تفريق الوقفات والتجمعات السلمية.

الجزائر، التي تُعرف بدعمها التاريخي لفلسطين، تعيش "المفارقة الصارخة"، حيث يتكرر تأكيد الموقف الرسمي الداعم للمقاومة الفلسطينية، بينما تُواجه التحركات الشعبية المؤيدة بغلق الساحات والاعتقالات. وقد شهدت ولايات أخرى محاولات تضامن مشابهة تعرضت للتفريق، ما يطرح تساؤلات حول مدى اتساق الخطاب السياسي مع واقع الحريات العامة.

ويأتي تفريق الوقفة في الجزائر العاصمة، في وقت كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد دعت إلى يوم غضب عالمي أمس الأحد، احتجاجًا على حرب الإبادة والتجويع المتواصلة في قطاع غزة، والتي دخلت شهرها العاشر دون توقف.

وقد شهدت عدة عواصم عربية وغربية مظاهرات شعبية حاشدة، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تُندد بالعدوان الإسرائيلي، وتدعو لوقف الحرب ورفع الحصار، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، في حين غاب الصوت الشعبي الجزائري عن هذا الحراك العالمي تحت طائلة المنع الأمني، في مفارقة تؤكد أن الانحياز لفلسطين بات مكلفًا حتى في أكثر العواصم دعمًا لها تاريخيًا.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)

خبر عاجل