شهد وسم تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وسط دعوات لحراك عالمي واسع الأحد، يشمل مظاهرات وإضرابات تضامنا مع
غزة التي يجوعها الاحتلال.
وامتلأت منصات "إكس" و"فيسبوك" و"إنستغرام" بمنشورات مؤلمة ومقاطع مصورة تظهر أطفالا ونساء وشيوخا يعانون من
الجوع والهزال، وسط مشاهد الخراب، في وقت تطالب فيه أصوات من داخل وخارج غزة بتدخل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء.
وتفاعل نشطاء ومغردون على وسم "#غزة_تموت_جوعا"، داعين إلى مشاركة عربية ودولية واسعة في الحراك الذي سيبدأ الأحد على مستوى عالمي.
ولم يعد بمقدور
الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوعين الحصول عليه.
ومنذ مطلع آذار/ مارس الماضي تغلق دولة الاحتلال جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
اظهار أخبار متعلقة
"الطعام صار أمنية"
وكتب المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، في منشور عبر منصة "تلغرام": "في غزة، لم يعد الطعام حقا، بل صار أمنية مؤجلة، تتكرر كل ليلة على شفاه الأمهات، وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعا يحتضنون الهواء بدل الحليب، ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود".
وأضاف البرش، في منشوره السبت: "في غزة، الجوع لا يقرع الأبواب، بل يسكن البيوت ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي".
وأكد أن الخبز بات "عملة نادرة في غزة"، بينما لا يشكل حليب الأطفال المفقود غذاء لهم فقط بل "هو وعد بالحياة أجهضه الحصار وصار حلما مستحيلا في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ".
دعوات لحراك دولي واسع
وتفاعل نشطاء مع دعوات الإضراب والنزول للشوارع تضامنا مع أهالي قطاع غزة، ورفضاً لسياسة التجويع، وحثوا على أوسع مشاركة في مسيرات جماهيرية.
وكتب الناشط محمود هدهود في موقع "فيسبوك": "قررت من اليوم بدء إضراب جزئي عن الطعام تضامنا مع الشعب الفلسطيني المجوّع في قطاع غزة، بقصر حصتي اليومية من الطعام إلى ما يقارب نصف احتياجاتي الأساسية من السعرات الحرارية، حتى تنتهي المجاعة في قطاع غزة".
وفي الأردن خرجت مسيرات مسائية، تطلب بإغلاق السفارة الإسرائيلية في الأردن، وطرد السفير، وإلغاء اتفاقية الغاز مع دولة الاحتلال.
وأغلقت الأجهزة الأمنية الأردنية كافة مداخل ومخارج حي الطفايلة وحي المحاسرة في عمّان، منعاً لمسيرة دعت لها فعاليّات شعبيّة نصرةً لغزّة تحت عنوان (لا تكن خصمًا).
وفي اليمن، خرجت مسيرات حاشدة رفضا لتجويع أهالي غزة، وتعبيراً عن الغضب الشعبي المتزايد تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد المشاركون أنّ ما يتعرض له أهالي غزة من حصار وتجويع وقصف ممنهج يعد جريمة ضد الإنسانية، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هذا العدوان المتواصل.
وشهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، واحدة من أضخم التظاهرات المؤيدة لفلسطين منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مشهد جماهيري ورسمي غير مسبوق من حيث الحجم والتنوع.
وتأتي هذه المظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع تحالف دعم فلسطين وعدد من أبرز الحركات البريطانية المناهضة للحرب والتمييز، في إطار المسيرة الوطنية التاسعة والعشرين منذ أكتوبر 2023.
وخرجت أيضا مظاهرات حاشدة في مدن ألمانية ودنماركية وسويدية تضامنا مع أهالي قطاع غزة، ورفعت شعارات: "لا لحرب الإبادة والتجويع في القطاع".
بدورها، طالبت حركة حماس في بيان نداء إلى "لأمة والأحرار في العالم لحراك عالمي إنقاذا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الموت قصفاً وجوعاً وعطشاً، ليكن يوم غد الأحد والأيام القادمة صرخة غضب عارمة في وجه الاحتلال الصهيوني وضد التجويع الممنهج في قطاع غزة".
وطالبت الحركة أحرار العالم بإطلاق "كل أشكال المسيرات الجماهيرية الحاشدة، والفعاليات
التضامنية، ورفع الصوت عاليا، وممارسة كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والعمالية والطلابية، تضامنا مع غزة وضد حرب الإبادة والتجويع، حتى وقف العدوان الوحشي وإنهاء الحصار الظالم".
وناشدت ليكون الأحد وما يليه "أياما عالمية لفضح وإدانة جرائم الإبادة والتجويع الصهيونية ضد الأبرياء والمدنيين في غزة من الأطفال والنساء والمرضى".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.