سياسة عربية

صاروخ إسرائيلي يسرق ضحكة الرضيع "هاني" في غزة ويفقده قدمه (شاهد)

غارة إسرائيلية تُخمد ضحكة الرضيع هاني وتحولها إلى ألم ومعاناة دائمة- الأناضول
غارة إسرائيلية تُخمد ضحكة الرضيع هاني وتحولها إلى ألم ومعاناة دائمة- الأناضول
في غرفة العناية المركزة بمستشفى غزة المعمداني، يرقد الرضيع هاني زيارة، ذو الأربعة أشهر، على سرير صغير لا يليق بحجم الألم الذي يحمله جسده الغض، بعد أن فقد قدمه في قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي دمّر منزل عائلته بمدينة غزة، وتركه مصاباً بجروح بالغة في أنحاء جسده.

ضحكات هاني التي كانت تملأ المكان قبل القصف، تحولت إلى أنين صامت، لا تكاد تسمعه سوى والدته، التي تجلس إلى جواره تغالب دموعها، وتحاول أن تُلملم ما تبقى من حكاية ابنها الذي لم يُمهله الاحتلال حتى يتعلم المشي، فقطع ساقه قبل أن يخطو خطوته الأولى.


"صاروخ سرق ضحكته"
تروي الأم تفاصيل اللحظة التي غيّرت حياة هاني للأبد، فتقول: "كان الانفجار قوياً، اختلط الركام بالغبار، ولم نعد نعرف من نادى على من". 

ثم تضيف بحسرة: "بحثت عن هاني بين الحجارة، حتى عثرت عليه بقدم مبتورة ووجه مغطى بالدم، لم أصدق أنه ما زال حياً".

ومع هاني، أُصيب جميع من في المنزل خلال القصف، لكن حالته كانت الأشد، إذ لم ينجُ جزء في جسده من الإصابة. 

تقول والدته: "هاني يعاني من تهتك في المثانة والشرج، وجروح عميقة في الأمعاء، إلى جانب شظايا منتشرة في كل أنحاء جسده"، مشيرة إلى أنه خضع لعدة عمليات، لكنه لا يزال بحاجة لتدخلات جراحية إضافية عاجلة.


منع السفر يعمق المأساة
طالبت الأم وناشدت العالم ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة نقل هاني إلى الخارج، لتلقي العلاج في ظروف طبية لائقة، بعد الانهيار الكامل الذي ضرب المنظومة الصحية في غزة. 

وتقول: "لم يعد لدينا دواء ولا مستلزمات طبية، لم يبقَ سوى الألم... إنقاذ هاني ممكن فقط إذا خرج من هنا".

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما بين 12 إلى 14 ألف حالة في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل، من بينهم أكثر من 4 آلاف و500 طفل، بحسب بيان نُشر في 25 فبراير/ شباط الماضي. لكن مع استمرار إغلاق معبر رفح منذ أيار/ مايو 2024، واقتصار المغادرة على حالات نادرة بتنسيق دولي عبر "كرم أبو سالم"، بات الأمل في العلاج خارج القطاع أشبه بالمستحيل.

اظهار أخبار متعلقة


ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، استهداف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر المنشآت الصحية، وأخرج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة، بحسب بيانات وزارة الصحة، ما جعل الوصول إلى أبسط أشكال الرعاية الصحية أمراً بالغ التعقيد، لا سيما للجرحى من الأطفال.

وتصاعدت نداءات الاستغاثة الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية والطبية في القطاع، ووصفت وزارة الصحة بغزة الوضع مؤخراً بأنه "كارثي"، وسط تفشي الأمراض، ونقص حاد في الأدوية، وانعدام أي مقومات للرعاية الحرجة.

والرضيع هاني ليس سوى نموذج من بين آلاف الأطفال الذين تعرضوا لإصابات مروعة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة. 

كما يُقدّر عدد المفقودين بأكثر من 11 ألفاً، مع نزوح ما يزيد عن 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة يقطنون غزة.
التعليقات (0)

خبر عاجل