رغم تزايد التقارير المكثفة حول قرب التوصل إلى اتفاق بين المقاومة والاحتلال، لم يتضح بعد أين وصلت المفاوضات بشأن قضية الرهائن، وفيما ترى المقاومة عدم وجود تقدم كبير، لكن تفاؤل
الاحتلال لا يزال مستمرا، مع العلم أنه في الاتفاقين السابقين، لم يحدث التقدم إلا نتيجة للضغط الأمريكي، وهو النوع الذي لم نشهده بعد في هذه المرحلة، وفي الوقت نفسه، يوضح الجيش أن المرحلة الهجومية من العملية انتهت، وينقل القرار للمستوى السياسي.
أمير بار شالوم المراسل العسكري لموقع
زمان إسرائيل، أكد أن "حقيقة أن الوفد الإسرائيلي أكمل بالفعل أكثر من عشر جولات من المحادثات في الدوحة، وبقائه هناك يشير إلى شيء واحد، فمن الواضح هذه المرة أن الاحتلال عازم على التوصل لاتفاق، لأنه في الماضي، بعد جولة أو جولتين غير مثمرتين، كان يُطلب من الوفد الانسحاب والعودة، لكن هذه المرة لم يحدث هذا، فقبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن قبل أسبوعين، بدا الأمر وكأن التوصل للصفقة أصبح مسألة وقت".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو يواصل بث التفاؤل، وفي محادثة توضيحية أجراها مع البابا عقب الهجوم على الكنيسة اللاتينية في
غزة، قال إنه سيتم قريبا جدا إطلاق سراح الرهائن، فيما انضم الرئيس دونالد ترامب لهذه الكلمات خلال عطلة نهاية الأسبوع، دون الخوض في التفاصيل، مع العلم أنه فيما يتعلق بصفقات الرهائن مع حماس، هناك حقيقة يجب الإشارة إليها أن الصفقتين السابقتين نوفمبر 2023 ويناير 2025، لم تتما إلا نتيجة للضغوط الأميركية غير القابلة للتنازل".
واستدرك بالقول إنه "في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على ممارسة ضغوط أميركية بالقدر الذي تم تسجيله في السابق، لكن لابد من توضيح أنه من الممكن أن تكون هناك تنسيقات تجري خلف الكواليس بشأن إيران وسوريا و/أو السعودية، تتطلب اهتمام الجانبين، ولذلك يكتفون في الوقت الراهن بالتصريحات المتفائلة فقط، وفي هذه الأثناء، اتضح أن رئيس الموساد ديفيد برنياع وصل واشنطن بهدف "طرح" خيار "النفي الطوعي" لفلسطينيي القطاع، فيما يعتقد البعض أن المدينة الإنسانية المخطط لها هي بداية لعملية "تشجيع" مغادرتهم".
وأشار أنه "بحسب الوضع الحالي، لن يتمكن الاحتلال من إقامة المدينة، على افتراض انسحابها من محور موراج ضمن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، وبدون السيطرة على المحور الفاصل بين خانيونس ورفح، حيث من المفترض أن تُبنى المدينة، لن يتمكن الجيش من عزل المنطقة من الناحية الأمنية، ولن يوقع أحد في الجيش على خطة لإنشاء مدينة فلسطينية عدد سكانها مليون نسمة إن لم يكن ممكنا تأمينها من جميع الجهات".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "الجيش لا يعجب بهذه الفكرة، على أقل تقدير، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مصر بشأن المدينة المخطط لها، التي تنتظر كيف ستتطور الأمور، وتدرك أن التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن سيضع حدا لهذه الفكرة، لأن آخر شيء يريده المصريون هو تجمع مليون شخص من سكان غزة في مجمع صغير مزدحم على حدودهم، وهي ترى أن إغلاق الحدود، وإخراج سكان غزة من أراضيها لا يمثل مصلحة أمنية قومية لها، وبالتالي فإن ردها المحتمل هو تعزيز كبير للقوات العسكرية على الحدود، وصولا لما يتناقض مع اتفاق السلام مع الاحتلال".
وأضاف أن "هناك خطوة حدثت لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الذي تستحقه، وهي إشارة الجيش بأن الهجوم على غزة المسمى "عربات غدعون"، قد انتهى، والآن يلقي الجيش باللوم على المستوى السياسي المطالب باتخاذ القرارات بشأن المكان الذي سيذهب إليه، والجيش لا يخفي رغبته في المضي قدماً في صفقة الرهائن، وعلى النقيض من المستوى السياسي، حرص رئيس الأركان إيال زامير منذ توليه منصبه على وضع إطلاق سراح الرهائن على رأس قائمة أولويات الحرب، لكن رئيس الوزراء لم يفعل ذلك إلا بعد نجاح الهجوم على إيران".
وأوضح أنه "من وجهة نظر الجيش، فإن وقف إطلاق النار في غزة مهم لتجديد القوات يشكل ضرورة فورية، وعلى النقيض من الحملات السابقة، فقد تم هذه المرة تفعيل القوة النظامية بأكملها تقريبا لتحل محل قوات الاحتياط، ولهذا السبب بدأت تظهر في الأسابيع الأخيرة علامات الاستنزاف بين الجنود النظاميين أيضا، وترددت أصداؤها بشكل رئيسي بين الآباء القلقين عليهم، ويبدو أن حماس تدرك استعداد الاحتلال للتوصل إلى اتفاق، ولذلك فمن الممكن الاعتقاد بأن الاتفاقات في الغرف الخاصة تقرب الأطراف من التوصل لصفقة".