أعلن وزير
الخارجية
العماني بدر بن حمد البوسعيدي، الجمعة، انتهاء الجولة الخامسة من
المحادثات غير المباشرة بين
إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج
النووي الإيراني، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية روما، مؤكداً أنها أحرزت
"تقدماً غير حاسم".
وقال البوسعيدي
عبر حسابه على منصة "إكس": "انتهت اليوم الجولة الخامسة من
المحادثات بين إيران والولايات المتحدة"، مضيفاً أن المحادثات شهدت "بعض
التقدم لكنه ليس حاسماً"، معرباً عن أمله في توضيح القضايا المتبقية خلال
الأيام المقبلة، بما يمهد الطريق نحو اتفاق مستدام ومشرف للطرفين.
في السياق ذاته،
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رئيس الوفد الإيراني في
المفاوضات، أن
المحادثات مع الولايات المتحدة معقدة وتتطلب المزيد من الجولات لاستكمالها، لكنه
أشار إلى وجود إمكانية للتقدم من خلال المقترحات التي تقدم بها الوسطاء العمانيون.
اظهار أخبار متعلقة
وقال عراقجي في
منشور على "إكس": "إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب:
عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، عدم التخصيب يعني عدم وجود اتفاق. حان وقت
اتخاذ القرار".
كما أوضح مصدر
إيراني مقرب من فريق التفاوض لوكالة "رويترز" أن الجولة القادمة من
المحادثات قد تعقد في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، التي تتوسط في هذا الملف الحساس،
مع تحديد موعد ومكان الجولة المقبلة لاحقًا، مع توقعات باستمرار المحادثات لبضعة
أيام.
وتأتي هذه
الجولة استكمالاً لسلسلة من المحادثات غير المباشرة التي بدأت في 12 نيسان / أبريل
2025، عقب رسالة أرسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني
علي خامنئي في آذار/ مارس 2025، دعا فيها إلى استئناف المحادثات مع تهديد ضمني
باستخدام القوة، وقد ردت إيران عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عمان، مما مهّد لعقد
عدة جولات تفاوضية في مسقط وروما.
اظهار أخبار متعلقة
وكانت الجولة
الخامسة قد شهدت حوارًا صعبًا، خصوصاً بعد تأكيد المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق
الأوسط ستيف ويتكوف، في 18 أيار / مايو، على أن تخصيب إيران لليورانيوم يشكل
"خطًا أحمر" للولايات المتحدة، مستبعدًا قبول تخصيب محدود، في موقف يعكس
تشدداً أمريكياً مقارنة بإشارات سابقة.
من جانبها، تؤكد
طهران حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية
المفروضة عليها مقابل الحد من بعض الأنشطة النووية، وهو ما لا تزال واشنطن ترفضه
بشكل قاطع.
ويُعد هذا الملف
من أبرز نقاط التوتر في العلاقات الإيرانية الأمريكية منذ انسحاب واشنطن من
الاتفاق النووي عام 2018، مما أدى إلى تصعيد سياسي واقتصادي مستمر بين الطرفين.
وتلعب سلطنة
عمان دور الوسيط الحيادي في هذا الملف، حيث قدمت مقترحات تهدف إلى تقريب وجهات
النظر بين واشنطن وطهران، وترى أنها قادرة على تسهيل التوصل إلى اتفاق مرضٍ
للطرفين، وأكد وزير الخارجية العماني أن المحادثات ستستمر حتى حسم الخلافات
العالقة.