في ذروة الجدل المحتدم في الجزائر حول
محاكمة المؤرخ الدكتور محمد الأمين بلغيث بسبب دفاعه العلني عن العربية، يكتب
المفكر والكاتب الجزائري الدكتور أحمد بن نعمان، خصيصاً لـ"عربي21"،
مقالاً عميقاً يعيد فيه طرح سؤال الهوية في دول المغرب العربي من زاوية لغوية
وثقافية، لا عرقية.
أحمد بن نعمان، الذي يقدّم نفسه باعتباره "أمازيغياً
بيولوجياً، عربياً اختيارياً وحضارياً"، يفكك من خلال هذا النص وهم
"النقاء العرقي العربي"، ويرفض اختزال العروبة في الأنساب، مؤكداً أنها
مشروع حضاري ولساني، يجمع أبناء الأمة بمختلف أصولهم في وحدة جامعة تتجاوز
الجغرافيا والدم.
مقاله هذا، الذي يُنشر لأول مرة، هو بيان فكري في لحظة سياسية دقيقة، يربط الماضي بالمستقبل، وينتصر للعربية باعتبارها الوعاء الحضاري الجامع
للأمة الإسلامية.
مغالطة يجب تجاوزها
كيف يمكن لدعاة العرق العربي النقي الواحد
في المغرب أو المشرق العربيين من الذين انطلت عليهم المغالطة (الاستحمارية)
الغبية.. أن يثبتوا ذلك النقاء العرقي حتى في الجزيرة العربية، فضلا عن مصر أو
لبنان أو السودان أو بلاد المغرب النوميدي أو البربري عموما بعد نزوح مسلمي
الأندلس ويهودها المهجرين إليها والمنصهرين فيها من مختلف الأعراق بالملايين عبر
عشرات السنين!! ؟
وكأنني بأحد يناقش أصحاب هذا الاتجاه
(الحصاني) قائلا: إذا جاريناكم في القول بأن المجتمع العربي ذو أصل عرقي واحد يرجع
إلى الجزيرة العربية.. فمن يثبت لنا، علميا ومنطقيا، أن سكان الجزيرة العربية
أنفسهم عرب اقحاح قحطانيون (غير مستعربين) أو عدنانيون (مستعربون) قبل الإسلام أو
بعده، ونحن نعلم علم اليقين أن أقواما مختلفي الأجناس والألوان جاؤوا إلى الجزيرة
العربية ذاتها قبل الفتح الإسلامي، وبعده بصفة خاصة، واستقروا بين السكان الأصليين
مثل إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل الكلداني (العراقي) من ناحية الأب والمصري من ناحية الأم هاجر القبطية!؟
وأصبحوا كلهم بعد جيل أو جيلين فقط عربا مستعربين عدنانيين مثل سكان فرنسا
الحاليين من كل أقطار المعمورة بمن فيهم أبناء الأطلسين بشمال افريقيا (من العرب
والبربر) المسلمين المندمجين في ثقافة الأمة الفرنسية حاليا اندماجا كليا ومنهم
الزعماء والوزراء والسفراء؟!!
ولهذا السبب الخاص بالانتماء والاكتساب
اللساني بالاستعراب العدناني قال الرسول (ص) في حديث معروف (لا ترفعوني فوق
عدنان!!!) وكأنه استبق مناورات فرنسا الصهيونية و"البربرنسية" منذ بضعة
عشر قرنا بوحي من الله!؟ لأن عددنا هذا هو أحد أسلافه قبل الجد الأكبر إسماعيل بن
إبراهيم عليه السلام المذكور آنفا!؟ فكيف
يمكن لدعاة العرق العربي النقي الواحد في المغرب أو المشرق من الذين انطلت عليهم
المغالطة (الاستحمارية) الغبية.. أن يثبتوا ذلك النقاء العرقي حتى في الجزيرة
العربية، فضلا عن مصر أو لبنان أو السودان أو بلاد المغرب عموما بعد مسلمي الأندلس
المهجرين إليها والمنصهرين فيها بالملايين؟
كان الأحرى بهؤلاء العرب أنفسهم أن يعتقدوا برسول الإسلام (ص) القائل بأن الجميع عباد لرب واحد ومعتنقون لدين واحد، وأبناء لأب من تراب واحد، ومتحدثون في الجزيرة العربية بلسان واحد.. وأن العربية (أي العروبة بمصطلح القوميين العرب اليوم) ليست بأحدكم من أب أو أم وإنما هي باللسان فمن تحدث العربية (كلسان قومي له) فهو عربي"، (حديث رواه ابن عساكر.) ومحتوى هذا الحديث (ممن لا ينطق عن الهوى) هو ما تعتمده كل النظريات الأنثروبولوجية (علم الإنسان) اليوم بعد 14 قرنا بالنسبة لنظرية الهوية القومية!؟
وهكذا أصبح الوافدون الجدد السابقون
واللاحقون لا يختلفون في أي شيء عن العرب الأصليين المقيمين قبل ذلك في الجزيرة
منذ آلاف السنين وأصبح منهم بعد ذلك المؤمنون والكفار والمهاجرون والأنصار
والمجاهدون الفاتحون لمعظم الأمصار حاملين لواء الإسلام ولسان القرآن إلى كل
البلدان مبتدئين بتعريب أنفسهم مستبدلين إياه بلسان الإسبان والرومان وصلبانهم
لعدة قرون قبل الخيانات المتلاحقة لملوك الطوائف مثلما نعيشه اليوم بالذات في هذا
الزمان من مصر وسوريا والعراق ولبنان واليمن والحجاز وفلسطين وفي قلبها عاصمة
الطوفان بأكناف بيت المقدس وعسقلان أرض العزة والكرامة والشهادة من جهة عباد الله
الأشداء، والغدر والخيانة والخذلان من ملوك الطوائف وأمراء العربان في هذا الزمان
الذي يحكمه فرعون عصره وهامان جيشه.. وكان
الأحرى بهؤلاء العرب أنفسهم أن يعتقدوا برسول الإسلام (ص) القائل بأن الجميع عباد
لرب واحد ومعتنقون لدين واحد، وأبناء لأب من تراب واحد، ومتحدثون في الجزيرة
العربية بلسان واحد.. وأن العربية (أي
العروبة بمصطلح القوميين العرب اليوم) ليست بأحدكم من أب أو أم وإنما هي باللسان
فمن تحدث العربية (كلسان قومي له) فهو عربي"، (حديث رواه ابن عساكر.) ومحتوى
هذا الحديث (ممن لا ينطق عن الهوى) هو ما تعتمده كل النظريات الأنثروبولوجية (علم
الإنسان) اليوم بعد 14 قرنا بالنسبة لنظرية الهوية القومية!؟
كما رأينا بأن الأمم هويات والهويات ثقافات
والثقافات كلها مكتسبة 100% إراديا وليس عرقيا (كما أثبتنا هنا في مقالينا ليوم 10 يناير 2025 ويوم 7 فبراير
2025)، والأمثلة عندنا بالمئات من أمريكا وبريطانيا والبرازيل والبرتغال وفرنسا
وشمال إفريقيا وتركيا وإيران والعراق والسودان وإسبانيا والأرجنتين وروسيا
وأوكرانيا وقبرص واليونان والهند وباكستان.. وذلك ما ذهب إليه قبل قرن من الزمان
أحد كبار علماء الأمة المحمدية وثوارها المخلصين الصادقين الذين دفعوا حياتهم فداء
لوحدتها التي عرفنا إرهاصاتها (الجنينية) وما نزال نجهل منعرجات مسالكها (كأمة
واحدة ) بنص الآية التي يصلي بها المسلمون بالملايين والملايير في مشارق الأرض
ومغاربها من غانة إلى فرغانة!؟!؟
وهذا الشهيد هو الذي نادى بتجسيد الآية
المذكورة الواضحة التي لا تقبل التأويل "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم
فاعبدون" (الأنبياء 92) ولم يقل عز وجل (وإن هذه أممكم المتعددة بتعدد
ألسنتكم والوانكم..). فكان الفضل الأكبر لهذا العالم الرباني جمال الدين الأفغاني
الذي أدرك ضرورة تأصيل الإسلام في العرب، ونشر العربية في المسلمين، إدراكا منه
بأن بقاء الأمم القوية في التاريخ، يتطلب بالضرورة عاملين اثنين يعلوان فوق كل
الاعتبارات والعوامل المكتسبة الأخرى مثل اعتناق الإسلام واكتساب لسان القرآن،
وهما عاملان أساسيان لقيام الأمم وبقائها ويتمثلان في قوة الإيمان الدافع، ووحدة
اللسان الجامع.. فلا وجود للمسلمين بدون قوة الإيمان ووحدة الأوطان، ولا حضارة لهم
بدون وحدة اللسان المعرب عن ما في الفكر والوجدان، والمزيل للحواجز المصطنعة بين
الشعوب في الأوطان، كما نرى الآن في واقع المسلمين الأتراك والأكراد والسوريين والعراقيين
والمصريين الذين لا يتواصلون ولا يتفاهمون
فيما بينهم في غالب الأحيان الا بترجمان!!؟
فعن هذا القانون الحضاري يقيم جمال الدين
الأفغاني البرهان فيقول: "إن الأمم المحكومة إذا يسر لها المحافظة على
جامعاتها من دين ولسان وتاريخ ولم تستحل وتنحل في غيرها، فهي أقرب الناس للفرص،
وأعلق الخلق بإعادة مجدها وتجديد إعادة سيرتها الأولى".
وبعد أن وضع شهيد وحدة الأمة ومهندس هذا
القانون العام الذي لا بد منه لقيام الحضارات وبقائها والمتمثل في وحدة المعتقد
ووحدة اللسان، المعبر عنهما في النص بالجامعات المتكاملة والمتفاعلة في التاريخ،
وبالتاريخ كعنصر ثالث يرمز ويحافظ على صيرورة بقاء الأمة في بوتقتها الثقافية واللسانية
الجامعة الصاهرة.. نجده يستنطق التاريخ ويستشهد بوقائعه الحية على صحة هذا القانون
فيقول: "هذه شبه جزيرة البلقان التي افتتحها العثمانيون وبقيت في حوزتهم وتحت
سلطانهم لعدة أجيال فماذا أحدثت في تلك الممالك من آثار العمران؟ وإذا كان الجواب
"لا شيء" حينئذ يضطرنا الإنصاف إلى أن نقول: إن الدولة العثمانية في
فتوحاتها، وما شاهدناه من تفريطها (في عدم تبني اللسان العربي) لم تكن لتحسن
الاستعمار.!!؟؟.
وبعد أن وصف الأستاذ ما كان سببا للزوال
والضياع لأمتنا في تلك البقاع، نجده في مكان آخر يحدد لنا ما كان ينبغي أو يجب أن
يكون عليه المسلمون، وهو ما يهمنا أن نركّز عليه الحديث في هذا المقام، والمقال
لكونه متعلقا بما هو حاضر وما هو آت من أيام أمتنا الواحدة (نظريا) والمتعددة
(عمليا) فيقول في هذا السياق: "لننظر
في فتوحات (الدولة العثمانية) للممالك الإسلامية من مصر والشام فحلب فبغداد وتونس،
وسائر الممالك العربية، فنراها قد تمكنت من الفتح مع قليل من المقاومة والحروب،
وكان لجامعة الدين التأثير العظيم في قبول الحكم العثماني، ولو أن الدولة قبلت من
يوم استقلالها، وعملت بالفكرة من عهد السلطان محمد الفاتح أو السلطان سليم بأن
يتخذ اللسان العربي، وهو لسان الدين، لسانا رسميًا وتسعى بكل قوتها وجهدها لتعريب
الأتراك لكانت في أمنع قوة وآمن حصن من الانتفاض والخروج عن سلطانهم، ولكنها فعلت
العكس، إذ فكرت بتتريك العرب، وما أسفهها سياسة وأسقمه من
رأي.! لأنّ تدين الأتراك
بالدين الإسلامي، على جهل باللسان العربي جعل له في القلوب منزلة، ساقت وتسوق
الأمة العربية للعطف عليهم مع سائر المسلمين، فما قولك لو تعربت، وانتفى من بين
الأمتين تلك النعرة القومية، وزال داعي النفور والانقسام بين الترك والعرب، وصاروا
أمة عربية بكل ما في اللسان من معنى، وفي الدين الإسلامي من عدل، وفي سيرة أفاضل
العرب من أخلاق، وفي مكارمهم من عاداتهم.!!!
لا ريب لو تيسر ذلك لكان إعادة عصر الرشيد
للمسلمين ميسورا تحت لواء سلطان عادل همام، مثل محمد الفاتح أو السلطان سليمان، أو
السلطان سليم غير عسير.. ولكن عدم قبول فكرة السلطان الفاتح أو السلطان سليم
لتعميم اللسان العربي خطأ بين".
ويؤكد هذا الخطأ الاستراتيجي المميت والمقلص
لظل آخر دولة للخلافة الإسلامية على يد أحد أبنائها (القوميين العنصريين) كنتيجة
حتمية للخطوة الأولى التي خطاها بعض الأسلاف، فيقول ما نصه: "لقد كاشفت
السلطان عبد الحميد في أكثر هذه المواضيع في خلوات عديدة، فكان يسمع بكل إصغاء
ولكنه في النتيجة كان قليل الاحتفاء بكل ما قلته له، وفهمت من أوضاعه وأسارير وجهه
أنه لا يعتقد أن قبول اللسان العربي، وفكرة الفاتح والسلطان سليم، بذلك صوابا
".!!؟
ثم يورد الحجج الدامغة والناطقة للبرهنة على
نفاذ بصيرته وشديد أسفه على ضياع، بل تضييع وحدة الأمة المحمدية في جغرافيتها
(وثوابتها الطبيعية) فيقول: "فلو أنصف الأتراك أنفسهم وأخذوا بالحزم
واستعربوا وترأسوا ذلك الملك، وعدلوا في أهله، وجروا على سنن الرشيد والمأمون على
الأقل ولا نقول على سنن وسيرة الخلفاء الراشدين، فمن كان من دول الأرض أغلى منه
مملكة أو أعز جانبا ؟!! ولكن مع الأسف، أن إخواننا الأتراك لم يحسنوا من أعمال
الدنيا غير (الحرب)، وهم فيما عدا ذلك وفي ما يختص بشؤون العمران، أقل روية وعملا
من سواهم !!؟!
يسوؤني وأنا ممن يحبهم، وأتأثر كلما تذكرت ما ارتكبوه من الخطأ في
عدم قبولهم اللسان العربي، لسان الدين الطاهر، والأدب الباهر، وديوان الفضائل
والمفاخر! ذلك اللسان الذي لو تجرد من الكلمات العربية والفارسية لكان أفقر
الألسنة على وجه الأرض.. فكيف يعقل تتريك العرب وقد تبارت الأعاجم في الاستعراب
وتسابقت، وكان اللسان العربي لغير المسلمين، ولم يزل، من أعز الجامعات وأكبر
المفاخر.. (ولعله يقصد هنا ما قام به المسيحيون العرب من خدمة جليلة للغة العربية
وخاصة في لبنان وحتى الآن!؟).
لا وجود للمسلمين بدون قوة الإيمان ووحدة الأوطان، ولا حضارة لهم بدون وحدة اللسان المعرب عن ما في الفكر والوجدان، والمزيل للحواجز المصطنعة بين الشعوب في الأوطان، كما نرى الآن في واقع المسلمين الأتراك والأكراد والسوريين والعراقيين والمصريين الذين لا يتواصلون ولا يتفاهمون فيما بينهم في غالب الأحيان الا بترجمان!!؟
وهذا الأمر من الوضوح والظهور للعيان بما لا
يحتاج معه إلى دليل أو برهان، ويؤكد هذا المعنى في مكان آخر بقوله: "لا جامعة
لقوم لا لسان لهم، ولا لسان لقوم لا آداب لهم، ولا عز لقوم لا تاريخ لهم، ولا
تاريخ لقوم إذا لم يقم منهم أساطين تحمي وتحيي آثار رجال تاريخها". ويتخذ
الأستاذ أمثلة حية عن عدم نجاح أي استعمار لأية ديار في العالم إذا لم يتمكن من
صهر المستعمرين عقيدة ولسانا،!؟ فيقول: "هذا بعض ما لآداب اللسان من التأثير
المادي، أما التأثير المعنوي فيكفي أنه من أكبر الجوامع التي تجمع الشتات وتنزل من
الأمة منزلة أكبر المفاخر. فكم رأينا من دول اغتصب ملكها الغير فحافظت على لسانها
محكومة وترقبت الفرص ونهضت بعد دهر فردّت ملكها، وجمعت من ينطق بلسانها إليها،
والعامل في ذلك إنما هو اللسان قبل كل ما سواه، ولو فقدوا لسانهم لفقدوا تاريخهم
ونسوا مجدهم، وظلوا في الاستعباد ما شاء الله".
وكم يصدق هذا القانون (الرباني) عندما نطبقه
على واقع بلاد المسلمين، فنجد مثلا أن بلاد الموحدين، في مغرب شمس الله (أقصد بلاد
المغرب الإسلامي الناطق بالعربية) كادت تصبح أندلسا ثانية على يد الغاصب الصليبي
(الإسباني) ثم الفرنسي بعد ذلك وحتى الآن تقريبا وقانون
اللغة العربية المقبور في
الجزائر منذ ما يقرب من نصف قرن لصالح لغة المحتل (الفرنسية) التي يقال إنها
أجنبية في اللسان والسيدة في الميدان حتى الآن يشهد على ذلك مع الأسف الشديد
والتعزية الحارة لكل شهيد من أجل أساس الهوية الوطنية والحرية والحكم الرشيد !؟!؟
ولولا استماتة الأحرار من أهل تلك الديار في
المحافظة والدفاع عن اللسان المرتبط بالآذان وأثبتوا ذلك التمسك بالجهاد
والاستبسال ضد محاولة استبدال محتوى القلوب والعقول بعد الاستحواذ على أخصب
الحقول!! إدراكا منهم أنه إذا أمكن أن يوجد في الدنيا (مسلم فرنسي) أو (عربي
مسيحي) فإن منطق المنطق لا يقبل وجود (العربي الفرنسي) أو (المسلم المسيحي) في تلك
الديار المسلمة الناطقة باللسان العربي المبين، فهنا تكمن القضية (محور الصراع
الحضاري والهوياتي على ساحة الأمة المحمدية مشرقا ومغربا!؟)
وللحديث بقية عما يجري وراء الستار من دسائس
الاستعمار الذي خرج بالحديد والنار، وفي نفسه الشيء الكثير من الحقد والرغبة في
الثأر من الثوار والأحرار في تلك الديار من عبد الكريم الخطابي وعبد العزيز
الثعالبي وبن باديس وعمر المختاراا!. فهذا ما يجعل قانون جمال الدين الأفغاني
(وليس العربي القحطاني) في قومية الأمة المحمدية المتكاملة العناصر (بين وحدة
الوجدان ووحدة اللسان) يجعله صالحا لحاضر ومستقبل الأخلاف كما كان صالحا لسائر
الأسلاف وسيظل كذلك إلى يوم الدين أن شاء الله رب العالمين بفضل العلماء العاملين
والساسة النبهاء الراشدين المنتخبين من المخلصين..
ذلك هو مفهوم العروبة في اعتقادنا، ولا
يسعنا في الختام إلا أن نذكر بعض دعاة القومية العربية الناصرية المصرية او
البعثية العلمانية السورية والعراقية (الخاوية على عرو شها من الروح الإسلامية والإيمانية)
التي يتصف بها أولئك الذين يندفعون إلى تبني فكرة العنصرية والعرقية (العربية أو
البربرية والكردية) في بناء القومية وكذلك دعاة إسقاط الإسلام من حسابهم في بلاد
المشرق والمغرب العربيين، ونحذرهم جميعا من شرك منصوب بمكر ودهاء من ألد الأعداء
في الأولين والآخرين يجعلهم كلاعب الكرة الذي يقذفها بعد جهد جهيد في مرمى فريقه
العتيد من حيث كان ينوي رميها في مرمى الفريق المنافس فيسجل الهدف على نفسه بحمقه
لحساب خصمه!؟!؟ فهنيئا لللاعب الماهر العتيد وسحقا للخاسر الجاهل البليد والمتعصب
العنيد الذي يخطئ ويعيد ويلدغ من جحر العدو اللدود أكثر من مرتين ثم لا يخجل ان
يقول هل من مزيد ؟!
*كاتب ومفكر
جزائري