صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: ترامب "يقطع الكعكة" دون انتظار نتنياهو ويتركه مع الفتات

ترامب أجرى تفاهمات في المنطقة دون علم نتنياهو- جيتي
ترامب أجرى تفاهمات في المنطقة دون علم نتنياهو- جيتي
يسعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى التظاهر برباطة جأشه، وعدم إبراز أجواء الطوارئ، أو الأزمة في مواجهة ‏الأحداث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ‏فبينما يريد الوزيران إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش إطالة أمد الحرب في غزة لأجل غير مسمى، يبحث ترامب عن إنجازات ‏في الشرق الأوسط.

تال شاليف المراسلة السياسية لموقع واللا، ذكرت أنه "ماذا سيحدث لو أعلن رئيس ديمقراطي للولايات المتحدة، جو ‏بايدن أو باراك أوباما، عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين دون إبلاغ نتنياهو، وأجرى محادثات مع الإيرانيين بهدف ‏التوصل لاتفاق نووي، ووافق على أن تمتلك السعودية سلاحا نوويا مدنيا، حتى دون الاعتراف بدولة الاحتلال، والتطبيع معها، ‏وماذا كان سيحدث لو كانت حكومة إسرائيلية أخرى تتلقى هذا التعامل في واشنطن".‏

اظهار أخبار متعلقة



وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "لا داعي لتخيل السيناريو الأول؛ فيكفي العودة عقدا من الزمان للحملة ‏‏الصليبية التي شنها نتنياهو ضد الاتفاق النووي لأوباما في 2015، كنا سنرى رئيس الوزراء يطلق حملة عبر القارات، ويجري ‏مقابلات في جميع البرامج الصباحية الأمريكية، ويلقي خطابات نارية محملة بمقارنات تاريخية مع تشامبرلين واتفاقية ميونيخ في ‏الكنيست والكونغرس ومؤتمر أيباك، ويثير المتاعب للرئيس من وراء ظهره في السياسة الأمريكية". ‏

وأشارت: "ماذا لو تصرف ترامب بهذه الطريقة مع أي رئيس وزراء آخر، نفتالي بينيت أو يائير لابيد على سبيل المثال، ‏لكان زعيم المعارضة نتنياهو، على سبيل المثال، قد غمر الشبكات ووسائل الإعلام بمقاطع فيديو، ورسائل عن الهواية والضعف ‏والاستسلام، ومزقها إِربا عن تدمير أهم الأصول الاستراتيجية لأمن الدولة".‏

وأوضحت أنه "في الحياة الواقعية، حدث كل هذا، ليس فقط مع أوباما أو بايدن، ولكن مع ترامب الجالس في البيت ‏الأبيض، الذي أعلنه نتنياهو نفسه أنه أفضل صديق للاحتلال على الإطلاق، وسيل الأحداث والوقائع منذ زيارته المفاجئة لواشنطن ‏نهاية مارس، بما لا يترك مجالا للشك في أن "شهر العسل" بينهما قد ولى".‏

وشرحت أن "بوادر نهاية شهر العسل بين ترامب ونتنياهو عديدة، بدأ في استدعائه المحرِج للمكتب البيضاوي، فأعلن ‏لأول مرة عن المفاوضات مع إيران، وأشاد بصديقه العزيز أردوغان، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين الذي فاجأ تل أبيب تماما، ‏ولم يتضمن أي ذكر لإطلاق الصواريخ على مطار بن غوريون أو تل أبيب، يضاف إليها التقارير التي سبقت زيارته الأولى ‏للمنطقة حول الاتفاقات التي تلوح في الأفق مع السعودية، مع استبعاد الاحتلال من المشهد".‏

‏وأكدت أنه "عندما يتنقل ترامب بين قصور السعودية وقطر والإمارات، رغم محاولات مكتب نتنياهو، بأنه لا يزال لديه ‏موعد محدد في تل أبيب، فلا زال الأرشيف الإسرائيلي لا ينسى بالطبع، كيف زار أوباما تركيا ومصر والسعودية في 2009، ‏وتغاضى عن تل أبيب، ووصف فيها بأنه محب للمسلمين، ومعاد للإسرائيليين، لكن الأمر ليس كذلك، فقد حقق نتنياهو مكاسب ‏سياسية بإظهاره لفتات في عيون الرؤساء الديمقراطيين، لكن مواجهة رئيس جمهوري متقلب كترامب، تمثل له لعبة خطيرة قد تكشف ‏أنه هو المشكلة، وليس هم". ‏

وأضافت أن "من بنى مسيرته المهنية كسيد أمريكا، الذي يفهم ويتحدث لغة أروقة واشنطن أكثر من أي شخص آخر، ‏في طريقه لفقدان لقب آخر، بجانب سيد الأمن المسؤول عن فشل السابع من أكتوبر، وهو أكبر كارثة أمنية في تاريخ الدولة، كما ‏أن مفهوم الوزير رون ديرمر، المبعوث الملِم بجميع الملفات، ينهار، في ضوء فشل مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، والمفاجآت ‏الاستراتيجية التي يفصلها البيت الأبيض واحدة تلو الأخرى، وإقالة ترامب لمستشاره للأمن القومي مايك والز لأنه حافظ على قناة ‏تنسيق مع ديرمر بشأن إيران".‏

وأشارت إلى أنه "لسنوات، يسوق ديرمر على أنه شخص يجيد كل المكونات، وكل أساليب التحريك في المطبخ الأمريكي، ‏وهو تحديدا ما يخفق في خلطه في وصفة ترامب الثانية، ويقسم الرئيس الأمريكي الكعكة في الشرق الأوسط دون انتظار نتنياهو، ‏ويترك له الفتات، وكل ما وضع هو وديرمر من ضغوط على الفصيل الإنجيلي في الحزب الجمهوري دفع جانبا لصالح ‏الانفصاليين المؤيدين لجعل أمريكا عظيمة مجددا المحيطين بالرئيس هذه المرة، بقيادة نائبه فانس". ‏

وأكدت أنه "بعد قطع جسور التواصل مع الحزب الديمقراطي على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، لم يعد لديهم أي ‏نفوذ يذكر لكبح جماح تحركاتهم، ففي الكونغرس، يحاول نتنياهو وحاشيته إظهار رباطة جأشهم، وتجنب إشعال أجواء أزمة طارئة، ‏وتزعم أن "التحالف القوي بين الاحتلال والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى"، وتتمسك بذريعة أن كاميلا هاريس كان يمكن ‏أن تكون أسوأ، لكن بالنسبة لنتنياهو، العكس هو الصحيح، فترامب قادر على أن يفعل به كل ما لم يجرؤ بايدن على فعله، ويطلب ‏منه ثمنا باهظا إن رفض أو قاوم".‏

اظهار أخبار متعلقة



وأوضحت أن "أي مواجهة بين ترامب ونتنياهو ستعمق انهيار سمعته الأمريكية التي كان ينوي الركوب عليها في الحملة ‏الانتخابية القادمة، وستبعده عن الإنجازات التي حققها في إيران والسعودية، ويسعى لتخليدها في إرثه للنجاة من فشل السابع من ‏أكتوبر، والإهمال والتقصير اللذين سيسجلان باسمه للأبد، وقد تشير سلسلة تحديثاته اليومية إلى أن تراخي التقارب القوي مع ترامب ‏يضعف ثقته بنفسه، وقد تتفاقم أزمة المصالح مع ترامب أكثر خلال زيارته للدول العربية في المنطقة، وقد تزيد الفجوات الزمنية ‏بينهما من التحدي السياسي الوجودي له".‏

وأشارت إلى أنه "بينما يسعى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش لإطالة أمد الحرب في غزة لأجل غير مسمى، يسعى ترامب ‏لتحقيق إنجازات في الشرق الأوسط، وبسرعة، وأثبت بالفعل قدرته على فرض وقف إطلاق النار عليهم، حتى لو لم يريدوا ذلك، منذ ‏صفقة يناير، منحت الإدارة الأمريكية الاحتلال حرية التصرف في غزة، ووفرت تهديدات ترامب ضد حماس، بجانب رؤية ‏الريفييرا، للحكومة اليمينية المتطرفة الكثير من العمل على خطط الاحتلال والتهجير والنقل".‏

وقالت: "كما هو الحال مع السعودية وإيران، يمكن لترامب أن يفرض صفقة غزة على الاحتلال، لا سيما مع ‏تدفق المليارات لجيوبه من السعودية والإمارات وقطر التي سترحب به فور وصوله للمنطقة، لأنه الوحيد القادر على إيقاف طبول ‏الحرب في غزة، وإنقاذ المختطفين الـ59 الذين تخلت عنهم الحكومة".‏
التعليقات (0)