هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يخوض الكتاب الذي بين أيدينا" إنشاء الأحكام بين أصول الفقه وعلم الكلام: فلسفة الكم الشرعي في التراث الإسلامي" لمؤلفه عمر فرحات في جزئية جد دقيقة، تركز على سؤالين اثنين: ما السبب الذي يجعلنا نلتمس من الوحي من الإلهي الهداية لأفعالنا؟ وكيف يكون ذلك منا؟ ويجعل من التراث الإسلامي، وبخاصة التراث الكلامي والأصولي، مادته الأساسية للإجابة عنهما، بحيث لا يقتصر الكتاب على القرن الخامس الهجري وإنما يتعداه حتى لواقعنا المعاصر.
كشفت دراسة علمية جديدة أصدرها مركز الزيتونة للدراسات أن انخراط "إسرائيل" في منظومة العولمة الدولية يشهد تراجعاً ملحوظاً منذ سنوات، تفاقم بعد طوفان الأقصى، في ظل تنامي العزلة الدبلوماسية والضغوط الدولية، بينما تسعى "إسرائيل" إلى تعويض هذا التآكل عبر بوابة التطبيع العربي، مستثمرة التحولات الإقليمية لامتصاص تداعيات الانهيار في مؤشرات العولمة السياسية والاقتصادية.
رغم الحضور الانتخابي المتكرر للحركات الإسلامية في المشهد السياسي، فإنّها سرعان ما تُستأصل بسهولة ودون صدى مجتمعي، وهو ما يكشف عمق أزمتها البنيوية، لا في غياب الديمقراطية أو المؤامرات الخارجية، بل في افتقادها لحزام مدني صلب يقيها الانكشاف السياسي، ويمنحها شرعية مجتمعية تتجاوز سند الصندوق. ففي غياب الترسّبات الثقافية والعمل النقابي، ظلت هذه الحركات خارج الدولة وخارج المجتمع في آن، عاجزة عن بناء توازن قوى حقيقي، ومستسلمة لعزلة مزدوجة غذّتها مرجعيات فقهية مترددة ونظرة مرتابة للعمل المدني، ما جعلها دائمًا فريسة سهلة لكل موجة قمع أو إقصاء.
يسعى نتنياهو ليكون المؤسس الثالث لإسرائيل، ويعمل بقوة مع حلفائه من اليمين المتطرف على تحقيق حلم إسرائيل الكبرى وبناء شرق أوسط جديد تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة على شئونه. لذلك، فإن قراءة تفكيره السياسي أمر ضروري لفهم ما حدث في المنطقة منذ توليه رئاسة الوزراء أول مرة عام 1996، ولفهم حروبه الحالية، وتوقع خطواته المستقبلية.
يمثّل العنف موضوعا محفّزا للتفكير الفلسفي والسياسي والاجتماعي لما فيه من المفارقات العديدة، كأن يخلّف أذى عميقا في حياة الأفراد والمجتمعات ويمثّل في الآن نفسه أداة لا بدّ منها لضمان حياة اجتماعية مستقرّة أو كأن يكون مولّدا المفاهيم المختلفة، فتكون ذات غطاء إيديولوجي يبرّر مشروعيته شأن المناداة بـ"العنف الثوري أو "الفوضى الخلاقة" أو تصحب بنيرة تهجين وإدانة كالحديث عن "الوضع العنيف" أو الإفراط في استعمال العنف.
لا يكاد الجدل في فرنسا حول الإسلام والمسلمين يهدأ حتى يتجدد، في سياق مشحون بالهواجس الهويّاتية والتجاذبات السياسية، حيث تتحوّل قضايا المسلمين إلى مادة مفضّلة للتأزيم الإعلامي والتجييش الانتخابي، كما هو الحال مع التقرير الأخير حول "الإخوان المسلمين والإسلام السياسي"، الذي لم يحمل جديداً يُذكر، بقدر ما أعاد إنتاج سرديات أمنية معروفة، تسهم في تعزيز مناخ الريبة والإقصاء، وتكشف عن مأزق عميق تعيشه الجمهورية الفرنسية في تعاملها مع مكوّن أساسي من نسيجها المجتمعي.
تمثل طائفة العلويين في لبنان إحدى الأقليات الدينية الصغيرة التي لا يتخطى عدد أبنائها نسبة 1.5% من إجمالي عدد اللبنانيين. وبرغم قلّة عددهم، فإن العلويين يشكلون مكوّنًا دينيًا واجتماعياً نجح في الحفاظ على خصوصيته الثقافية لكنه لم ينجح دائماً في تعزيز مكانته الوطنية والسياسية ضمن التوازنات اللبنانية الدقيقة وذلك بفعل ارتباطاته الإقليمية ولا سيما مع سوريا طوال فترة حُكم آل الأسد، فواجه العلويون تحديات مرتبطة بالهوية والتمثيل والانخراط في الحياة السياسية، ما تُرجم أحياناً على شكل توترات طائفية في المناطق التي يتركزون فيها ولا سيما طرابلس.
ليست المقاصد ترفًا فقهيًا ولا اجتهادًا فكريًا مستحدثًا، بل هي في الأصل تجلٍّ لعقل الوحي حين يتحوّل إلى نظام حياة، وتعبير عن روح الشريعة حين تتنزّل في سياق العمران البشري وتدبير الاجتماع. من هذا المنطلق، يقدّم الدكتور مصطفى العرفاوي في كتابه "الاستراتيجية المقاصدية الشاملة في العهدين النبوي والراشدي" رؤية تجديدية تحفر في أعماق التجربة الإسلامية التأسيسية لاستخراج عقلها التدبيري، لا من باب الاستذكار التاريخي، بل من زاوية استئناف الوظيفة الحضارية للمقاصد.
يعد كتاب "ثقافة التصلب" محاولة مهمة وجادة لإعادة قراءة المجتمع العراقي، وترتيب المفاهيم التي تعلقت به من جديد وفق آلية رقمية دقيقة. ونحاول هنا في هذه المساحة الموجزة أن نقدم مراجعة مركزة لأبرز ما تضمنه الكتاب، مع تقديم ملاحظات تقييمية شكلية ومنهجية وموضوعية.
يصرّ المسيري على أن الإسلام ليس مجرد ممارسات تعبدية أو منظومة لاهوتية، بل هو "نسق حضاري" متكامل يشمل الأخلاق، الاجتماع، السياسة، والرموز الثقافية. من هنا فإن أي علمنة شاملة تحاول طرد الدين من الفضاء العام، أو اختزاله في الضمير الفردي، تُعدّ في رأيه اغترابًا عن جوهر المجتمع العربي الإسلامي.
يهدف هذا الجزء إلى تشخيص العقبات البنيوية التي تحول دون تطور تعليم العربية في بنغلاديش، وتقديم رؤية تطويرية تأخذ في الاعتبار المعايير الدولية، والمتغيرات المحلية، وضرورة دعم التعاون بين الدول العربية والجامعات البنغلاديشية في هذا المجال الحيوي.
يتناول هذا الكتاب موضوعاً مهماً ظل لسنوات طويلة بعيداً عن دائرة الضوء: دور الإسلام والمسلمين في تاريخ العبودية والتمرد في الأمريكيتين. من خلال بحث دقيق وسرد مدعوم بالأدلة، يستعرض الباحث داود عبد الله كيف أسهم العبيد المسلمون القادمون من غرب إفريقيا في إشعال حركات تمرد وثورات ضد نظام العبودية القاسي، مستلهمين في ذلك تراث الجهاد والمقاومة الذي حملوه معهم عبر الأطلسي. ويكشف الكتاب أن الإسلام لم يكن مجرد معتقد شخصي، بل كان قوة ثقافية وسياسية فعالة حافظت على الهوية، وأشعلت جذوة التمرد، وأسهمت في صياغة معالم النضال من أجل الحرية في العالم الجديد.
في زمن تتعالى فيه الأصوات المنادية بإنقاذ الليبرالية من أزمتها البنيوية في الغرب، يُعيد كل من عبد الله العروي وفرانسيس فوكوياما طرح الأسئلة الكبرى حول جدوى هذا المشروع، ولكن من منطلقين متباينين: فالعروي يستدعي الليبرالية كأداة تاريخية للخروج من التخلف، بينما يتمسك فوكوياما بها كعقيدة خلاص أخير من التفكك الديمقراطي. وبينما يرى الأول أن تبني الليبرالية ضرورة "سلفية" للحداثة، يراها الثاني مرجعية "كلاسيكية" يجب العودة إليها لمواجهة التفكك القيمي، ما يجعل من المقارنة بين رؤيتيهما نافذة حيوية لفهم التوترات الكامنة في المشروع الليبرالي بين عالمين مختلفين في التجربة والتطلعات.
في مقالة له نشرت في مجلة "فورين بوليسي" حذر أرباتوف الأميركيين من عواقب الإصلاحات الاقتصادية "الكارثية" التي أملتها الولايات المتحدة على روسيا، مع حلفائها في مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وسياسة واشنطن تجاه روسيا بشأن "جوارها القريب" أي بلدان أوروبا الشرقية، وما عرف سابقا بالجمهوريات السوفييتية.
جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على أبرز التحديات التي تعترض طريق الأساتذة والطلاب في ميدان تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش، مع تقديم مقترحات عملية وتوصيات بناءة، ووضع خطة استراتيجية شاملة لمعالجة تلك المشكلات وتجاوزها، بهدف الارتقاء بتعليم العربية وجودته في هذه الجامعات.
النموذج الحديث للقومية العربية ـ وبخاصة بعد عصر النهضة ـ تأثر بنماذج كانت موجودة في أوروبا بوجه خاص؛ من حيث تطور الفكر القومي والوطني في القرن التاسع عشر، وهو نشوء لغات قومية محددة، كانت قد بدأت بالنشوء أو النمو بالقرن الثامن عشر وقبله في السابع عشر، ولكن تطورت في الثامن عشر والتاسع عشر وأصبحت مركز فكر قومي معين.