بعد مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، تواجه "
إسرائيل" تحديات متزايدة في
سوريا بسبب تمددها العسكري العدواني الذي شمل الجنوب السوري ومناطق عدة أخرى. ورغم التهديدات والعمليات البرية والجوية المتواصلة، تصاعدت مقاومة السوريين والأقليات المحلية، بينما لعبت القوى الإقليمية والدولية، مثل تركيا والسعودية والولايات المتحدة، أدواراً متشابكة في حماية مصالحها وتثبيت النفوذ، ما جعل الجهود الإسرائيلية لتحقيق هيمنة استراتيجية في سوريا تواجه عقبات متنامية على الأرض والدبلوماسية.
وتكشف التطورات الأخيرة عن أن النهج الإسرائيلي العدواني قد يفضي إلى نتائج عكسية، إذ وصلت القدرات العسكرية الإسرائيلية إلى حد الإجهاد على عدة جبهات، فيما تعمقت المخاطر الدبلوماسية بعد التحولات في السياسة السورية ومواقف الحلفاء الإقليميين. ومع استمرار السيطرة الإسرائيلية على الجنوب السوري وشن الحملات الجوية والعمليات البرية، يبدو أن سوريا قد تتحول إلى نقطة الانهيار المحتملة لطموحات "إسرائيل" الإقليمية، مع توقعات بتصاعد الصراعات المفتوحة التي قد تخرج الأمور عن السيطرة.
وفيما يلي النص الكامل
لمقال الصحفي البريطاني، ورئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفيد هيرست، الذي جاء بعنوان: كيف قد يفضي تمدد "إسرائيل" داخل سوريا إلى سقوطها؟
بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، ها هي تل أبيب غارقة في الصراع على عدة جبهات بسبب ما تعتمده بشكل متزايد من استراتيجية إقليمية عدوانية
مر عام على سقوط الزعيم السوري بشار الأسد. كان العديد من اللاعبين الأجانب داخل الساحة السورية يحضرون منتدى الدوحة بينما كانت حلب وحمص وحماة ودمشق تتساقط الواحدة تلو الأخرى كما لو كانت بيوتاً من ورق أمام قوات الثوار المتقدمة.
كنت أشاهد وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف وهو يتلقى الخبر من شاشة التلفزيون. حتى الوجه الجامد لأطول وزير خارجية خدمة في العالم لم يتمكن من إخفاء ما كان يجول في خاطره. كانت قسمات وجهه تعرب عن إحساس عميق بالخيبة.
وعندما اعتلى المنصة بوصفه صانع حدث، نفر لافروف بانفعال من أي محاولة لسؤاله عن رأيه فيما ورد من أخبار، وطالب بدلاً من ذلك بأن يقتصر حديثه على التطورات في أوكرانيا.
ما أن سارع أبو محمد الجولاني إلى خلع زيه العسكري متحولاً إلى أحمد الشرع، حتى راح الرئيس السوري المؤقت يبشر بالسلام ويدعو إليه.
رغم إدراكه لحقيقة أنه كان قد اتخذ لنفسه اسماً حركياً مستمداً من تاريخ والده الذي كان لاجئاً من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل – ولحقيقة أنه كمقاتل كان ذات مرة قد قال "لن نكتفي بالوصول إلى
دمشق، بل إن القدس في انتظارنا" – ما لبث الشرع أن بذل كل ما في وسعه لكي يبعث برسائل طمأنة مفادها أن إدارته لا تشكل تهديداً لإسرائيل.
بل ذهب حاكم مدينة دمشق الجديد ماهر مروان إلى أبعد من ذلك حين قال في مقابلة مع الإذاعة الأمريكية إن بيه آر:
"ليس لدينا تخوف تجاه إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل. ونحن لا نرغب في التدخل في أي شيء من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي بلد آخر. إننا نريد السلام، ولا يمكننا أن نكون خصماً لإسرائيل أو خصماً لأي أحد."
صدرت هذه التصريحات في أوج الإبادة الجماعية في غزة، ولذا فقد أفزعت الفلسطينيين وآلمتهم، وهم الذين كانوا يتوقعون من سوريا أن تدعمهم.
ولكن النظام الجديد عكس حالة الإنهاك التي كان يعاني منها شعب خاض لأربعة عشر عاماً واحدة من أفظع الحروب الأهلية وأكثرها دموية في المنطقة.
تحول المزاج
ولكن بعد عام واحد، كم تحول المزاج لدى عامة السوريين.
ففي استعراض عسكري حضره الشرع مؤخراً، هتفت القوات المسلحة: "غزة، غزة، غزة شعار.. نصر وثبات، ليل ونهار.. طالع لك يا عدوي طالع، طالع لك من جبل النار.. أعمل لك من دمي ذخيرة، وأعمل من دمك أنهار".
بعد ذلك مباشرة صرح وزير في الحكومة الإسرائيلية بما يومئ باحتمال اندلاع الحرب مع سوريا.
قبل ذلك بأيام، كادت مداهمة لقرية جنوبي دمشق في ساعات ما قبل الفجر أن تتحول إلى كارثة عسكرية. ففي أواخر شهر نوفمبر / تشرين الثاني، قصفت المروحيات والمدفعية الإسرائيلية بيت جن، التي تقع على بعد خمسين كيلومتراً جنوب غربي دمشق، بينما قام الجنود بمداهمة البيوت والقبض على ثلاثة من القرويين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
اندلع قتال على أثر ذلك، حيث اجتمع كل أهل القرية لصد الغزاة الإسرائيليين. فنشر الإسرائيليون في الأجواء طائرات مقاتلة لفك الحصار عن قواتهم. وكانت حصيلة المعركة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية مقتل ثلاثة عشر سورياً وجرح خمسة وعشرين آخرين بينما أصيب ستة جنود إسرائيليين بجروح، جراح ثلاثة منهم خطيرة.
ما الذي حدث خلال عام حتى يتغير المزاج في سوريا؟
كان لدى إسرائيل خيار عندما جاء الشرع إلى السلطة: كان بإمكانها أن تتقبل ما حدث من تغير في النظام وتصنع لنفسها حليفاً جديداً في سوريا، وخاصة لو أنها عرضت مساعدة الشرع في واشنطن.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل قد يسر سبيل محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض، ومكنه من اغتصاب منصب ولاية العهد من ابن عمه الأكثر خبرة منه. كان يمكن للإسرائيليين أن ينهجوا نفس الاستراتيجية مع الشرع في سوريا.
بدلاً من ذلك، شنت إسرائيل حملات قصف مكثفة عملت من خلالها في بضعة أيام على تدمير قوة سوريا الجوية وإغراق أسطولها البحري وتدمير رادارات دفاعاتها الجوية. ثم بدأت القوات الإسرائيلية بعد ذلك مباشرة بالاجتياح البري للجنوب السوري، وكان هدفها الأول هو الاستيلاء على جبل الهرمل، ثم ما لبثت بعد ذلك أن وسعت نطاق سيطرتها داخل الأراضي السورية ليشمل مساحة تفوق مساحة قطاع غزة بأسره.
إضعاف سوريا
دافع وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتز عن الغزو قائلاً إنه "ضروري لحماية الجولان والمجتمعات الجولانية من الأخطار التي تتهددهم"، مستشهداً بهجوم حماس في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 باعتباره المحفز الأساسي. ولكن مثل هذه التبريرات ما هي سوى بضاعة للاستهلاك المحلي، إذ لطالما احتفظت إسرائيل بمخططات لإضعاف سوريا بشكل دائم من خلال تقسيمها إلى كانتونات، وتحويل البلد إلى ما آلت إليه اليوم ليبيا.
وكما كتبت وقت سقوط الأسد في ديسمبر / كانون الأول الماضي، لقد فاجأت السرعة التي سقط بها نظامه الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وكان من نتائج ذلك إحباط خطط تل أبيب إقامة علاقات عسكرية واستراتيجية مع الكرد في الشمال ومع الدروز في الجنوب، وترك الأسد في حالة من الضعف الدائم تحت سيطرة الإماراتيين.
كان من شأن ذلك أن يحقق أربع غايات: قطع خطوط إمداد حزب الله بالأسلحة الإيرانية، إضعاف سوريا بشكل دائم، عزل تركيا عن شمال سوريا، وإقامة ممر جوي فوق جنوب سوريا وشمال العراق تتمكن إسرائيل عبره من قصف إيران بشكل منتظم.
وردت الإشارة إلى هذه الخطة في تصريح لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون سعار قبل شهر واحد من سقوط الأسد حينما قال إن إسرائيل بحاجة إلى التواصل مع الكرد والدروز في سوريا ولبنان، مشيراً إلى "جوانب سياسية وأمنية" ينبغي أن تؤخذ بالحسبان.
وقال سعار: "ينبغي أن ننظر إلى التطورات ضمن هذا السياق، وعلينا أن نفهم أنه في منطقة سوف نظل فيها باستمرار أقلية، بإمكاننا أن نبرم تحالفات طبيعية مع الأقليات الأخرى."
كان اللعب بالورقة الدرزية وسيلة لإخفاء أطماع إسرائيل في الهيمنة الإقليمية. لا ريب أن الدروز أنفسهم لم يكونوا المبادرين بطلب
الاحتلال الإسرائيلي، فبعد أسابيع من وصول الشرع إلى السلطة، صرح زعيم الدروز الشيخ حكمت الهاجري في مقابلة مع ميدل إيست آي قائلاً: "يقلقني الغزو الإسرائيلي، وأرفضه تماماً".
وقال الزعيم الديني إن الاتصالات بين المجتمع الدرزي في سوريا والسلطات الجديدة في دمشق كانت إيجابية، وأضاف: "إننا بانتظار الإنجازات من قبل الحكومة الجديدة، وليس مجرد الكلام الإيجابي."
لكن هذا الصيف، وبعد اشتباكات طائفية نشبت بين مقاتلين دروز ومقاتلين من البدو أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 500 شخص وأفضت إلى انسحاب القوات الحكومية، تبنى الهاجري موقفاً معاكساً تماماً، إذ راح يدفع علانية بأجندة انفصالية، مطلقاً على السويداء اسماً عبرياً هو "جبل باشان"، ومطالباً بتدخل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
الارتطام بجدار
قصفت إسرائيل سوريا أكثر من 600 مرة منذ وصول الشرع إلى السلطة، ورغم ذلك قوبل احتلال إسرائيل لجنوب سوريا، وحملات القصف التي شنتها بتقاعس تام من قبل دمشق وأنقرة، مع أن الأخيرة هي التي ساعدت استخباراتها العسكرية قوات الثوار في الاستيلاء على حلب.
يقع المركز الحقيقي للتنافس بين تركيا وإسرائيل، بخصوص أي من الجارتين ينبغي أن تهيمن على المجال الجوي السوري، عند موقعين إلى الشمال من دمشق: قاعدة تي4 الجوية ومطار تدمر العسكري، والذي قصفته إسرائيل مراراً لمنع أنقرة من تركيب أنظمة دفاع جوي متقدمة.
في شهر إبريل / نيسان، قامت تركيا بتحركات للاستيلاء على قاعدة تي4 كجزء من تحالف دفاعي أبرمته مع دمشق. ولكن شيئاً لم يحدث، وقررت أنقرة بدلاً من ذلك الدخول في محادثات لتخفيف التوتر مع تل أبيب، والتي ما لبثت أن ارتطمت بجدار صخري. تبين فيما بعد أن الحلف الدفاعي لم يتجاوز كونه اتفاقاً على تدريب القوات السورية.
منذ ذلك الحين وكبار المسؤولين الأتراك يزورون العاصمة السورية بدون انقطاع، وتجري أنقرة الآن مباحثات حول نشر قوات للقيام بمهام استشارية. ولكن لم يزل نباح تركيا ضد الاستيلاء الإسرائيلي غير المبرر على السويداء أعلى نبرة من عضها.
أصدر مكتب المدعي العام التركي 37 مذكرة توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين – بما في ذلك نتنياهو وكاتز ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير وغيرهم – بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم أخرى ضد الإنسانية في غزة. إلا أن تموضع أنقرة العسكري يتصف بالحذر الشديد، مما مكن إسرائيل من ملء الفراغ وإملاء شروط السلام بعد ذلك.
إلا أن تركيا، تلك القوة العسكرية التي أسقطت ذات مرة طائرة مقاتلة روسية في أجواء الشمال السوري، ليست وحيدة في التردد في مواجهة القوة بالقوة.
كان أول رد فعل لرئيس سوريا، الشرع، على التهديد الإسرائيلي هو التوجه نحو المملكة العربية السعودية. يقال إن محمد بن سلمان رد على الشرع قائلاً له إن المملكة خسرت سوريا مرة من قبل ولا ترغب في أن تخسرها مرة أخرى.
قدم محمد بن سلمان الشرع إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان اللقاء بين الرجلين هو ما مهد الطريق أمام رحلة الشرع إلى البيت الأبيض وأمام رفع عقوبات قيصر عن سوريا، مما سمح لرؤوس الأموال الأجنبية بالتدفق ثانية على دمشق.
اختبار العلاقات
لا ريب أن أفكار ترامب عن سوريا، وأفكار سفيره في دمشق توم باراك، تصب بكل تأكيد في صالح الشرع. بل لقد دفع ترامب بنفسه، وبقوة بالغة، باتجاه رفع عقوبات قيصر، قائلاً إن الحكومة السورية تعمل بجد "من أجل بناء دولة حقيقية ومزدهرة."
في الأسبوع الماضي تعرض دعم ترامب للشرع إلى اختبار شديد عندما قُتل جنديان أمريكيان ومترجمهما المدني في هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في وسط سوريا. ولكن ترامب لم يسخط على الشرع الذي كان ذات يوم مقاتلاً في تنظيم القاعدة، بل وعمد بدلاً من ذلك إلى الإقرار بأن الزعيم السوري نفسه اشتاط غضباً إزاء الهجوم، مشيراً إلى أن دمشق لا تسيطر على المنطقة التي وقع فيها.
تعهد ترامب برد قاس، ولكن ضد تنظيم الدولة الإسلامية وليس ضد دمشق، رغم سهولة القيام بذلك.
تشعر إسرائيل، التي لا تجد من يتصدى لها في الجبهة العسكرية، بإحباط متزايد إزاء ترامب على الجبهة الدبلوماسية. وليس أدل على ما يجول بخاطر العسكريين الإسرائيليين مما صرح به مؤخراً العقيد آميت ياغور، الذي كتب في معاريف يقول إن توم باراك ليس أهلاً للثقة لأنه يقع تحت تأثير البلد الذي يعيش فيه حالياً، أي تركيا.
وقال ياغور إن سوريا لم تكن دولة تاريخية وإنما عبارة عن تجمع من الطوائف التي ما أوتي بها معاً إلا لتخدم احتياجات الانتداب الفرنسي. وقال إن الشرع، من الناحية العملية، ما هو إلا عمدة لمدينة دمشق وضواحيها.
كما قال ياغور إن إسرائيل لديها أربع مصالح مركزية: ضمان أن تتوقف سوريا عن أداء وظيفة الوكيل عن تركيا، ومنع الميليشيات الجهادية التابعة للشرع من الوصول إلى الحدود الإسرائيلية، ومنع وقوع مذبحة أخرى بحق مجتمع الدروس، ومنع تحول سوريا إلى دولة إسلامية تُحكم بالشريعة الإسلامية.
حرب بلا نهاية
في نفس الوقت صعد الشرع من خطابه. ففي منتدى الدوحة هذا العام، قال الرئيس المؤقت إن إسرائيل تصدّر الأزمات إلى البلدان في أرجاء المنطقة من أجل لفت الانتباه بعيداً عن المجازر التي ترتكبها في غزة. ولكنه مازال يعتمد على ترامب حتى يتوسط لإقناع الإسرائيليين بالانسحاب.
أما نتنياهو نفسه فقد تعهد بعدم الانسحاب من جنوب سوريا، بل وذهب إلى أبعد من ذلك في خطاب له أمام قمة ديل بوك التي نظمتها نيويورك تايمز، حيث وصف الحروب التي أطلقها بأنها حروب بلا نهاية.
وقال نتنياهو: "لقد كسبنا هذه الحرب، ولكنها بلا نهاية. إنها، كما تعلمون، أشبه بأن يكون لديك ورم سرطاني، تستأصله، ولكن كما تعلمون، يمكن أن يعود من جديد. في بعض أنواع السرطان، إذا لم تستأصله فإنك ستموت."
لا شك أن هذا التشبيه الذي لجأ إليه نتنياهو كاشف – ولكن من سوء حظه أن يستخدمه.
فكما سوف يخبرك أي طبيب، يعود السرطان من جديد لأن الخلايا السرطانية تصبح أقوى وأكثر ممانعة للعلاج، وبذلك يزداد المريض ضعفاً. وفي نهاية المطاف، يمكن للعلاج المستخدم لمواجهة السرطان أن يتسبب نفسه في قتل المريض.
يعترف نتنياهو بهذا التشبيه أن إسرائيل لن تتمكن يوماً من الانتصار في هذا الصراع، بل لا مفر من أن تخضع له في نهاية المطاف.
بظنها أنها تمكنت من هزيمة حزب الله وإيران، والآن حماس، ومن خلال انتهاكاتها المستمرة لاتفاقات وقف إطلاق النار التي وقعت عليها، ومن خلال السيطرة على جنوب لبنان وشرقي سوريا، من الواضح أن القوات الإسرائيلية وصلت حد الإجهاد بسبب تجاوز قدراتها في التمدد، وخاصة إذا ما أريد لهذه الجبهات أن تبقى مفعلة على الدوام.
قد تثبت سوريا أنها نقطة التحول في طموحات إسرائيل العسكرية التي تزداد عدوانية. وقد تتحقق نبوءة نتنياهو بفعل ذاتي، وعندما يحدث ذلك، سوف تخرج الأمور عن السيطرة.