حقوق وحريات

التفاصيل الكاملة لمقتل داعية مصري بارز في الفلبين رميا بالرصاص

نشاط الشوادفي الدعوي والإغاثي كان حاضرا يوميا في حملات مساعدة الفقراء - الفيسبوك
في حادثة هزت الأوساط الدعوية والإنسانية داخل الفلبين وخارجها، اغتيل الداعية المصري الدكتور عبد الرحمن الشوادفي محمد الفكي مساء السبت، بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من مسلح مجهول في مدينة زامبوانغا جنوب الفلبين، في جريمة نفذت بدقة لافتة وجرأة أثارت كثيرًا من التساؤلات حول دوافعها وخلفياتها.

وأكدت المعلومات الأولية التي حصلت عليها جهات التحقيق أن الشوادفي، البالغ من العمر 47 عامًا، كان يقود سيارته من طراز تويوتا إنوفا ذات اللون الرمادي، وبرفقته شخص آخر لم تكشف السلطات عن هويته بعد، وأثناء سير المركبة على أحد الطرق الفرعية، اقترب منها مسلح يستقل دراجة نارية، ترجل منها بخفة واضحة، وتقدم مباشرة نحو باب السائق قبل أن يطلق عدة رصاصات على رأس وصدر الداعية داخل السيارة من مسافة قريبة، ثم عاد إلى دراجته ولاذ بالفرار خلال ثوانٍ معدودة.

والتقطت كاميرات المراقبة المحيطة الواقعة بالكامل، وهو ما اعتبرته الشرطة دليلًا حاسمًا في تتبع خط سير الجاني وتحديد مسار هروبه، فيما تحدث سكان محليون عن سماعهم صوت إطلاق نار متتالٍ قبل مشاهدة الدراجة تنطلق بسرعة كبيرة باتجاه أحد الأزقة الداخلية.

وبحسب صحيفة ذا فلبين ستار الفلبينية أظهرت التحقيقات الأولية أن الشوادفي كان في طريقه لتفقّد أحد العقارات في حي لومبانغان، وكشفت كاميرات المراقبة أن المسلح اقترب بدراجته النارية ثم أطلق النار عليه داخل سيارته.

وسارع موظفو الطوارئ إلى نقله إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة فور وصوله متأثرًا بإصاباته المتعددة بالرصاص، حيث تبحث الشرطة عن الشخص الذي كان برفقته للاستماع إلى إفادته حول ما حدث.

وأضاف الصحيفة أن مسؤولين محليين، أكدوا كان الداعية المصري معروفًا في إقليم بانجسامورو ذاتي الحكم في مينداناو بسبب أعماله الدعوية والخيرية.

وقال مدير شرطة شبه جزيرة زامبوانغا العميد إدوين كويلاتس، إن الشوادفي كان معروفًا أيضًا في الأوساط الدينية الإسلامية بمدينة كوتاباتو بسبب مشاركته في أنشطة الدعوة للتعايش والسلام بين المسلمين والمسيحيين والسكان الأصليين.

وأضاف لاكي عبدالله، وهو زعيم قبلي في ماغينداناو: "كان شخصًا مهذبًا، لطيفًا، ومتواضعًا للغاية."

ومن ناحية أخرى بمجرد وصول فرق الطوارئ، نقل الشوادفي إلى أحد مستشفيات زامبوانغا، لكنه فارق الحياة قبل دخوله غرفة العمليات، بعدما أصيب بعدة طلقات نارية أدت إلى نزيف حاد وفقدان الوعي الكامل، المستشفى أعلن وفاته رسميًا بعد دقائق من وصوله، بينما طوقت الشرطة المكان وبدأت عملية فحص الأدلة الجنائية داخل السيارة وحولها.

وتعاملت السلطات الفلبينية مع الحادث منذ ساعاته الأولى باعتباره "اغتيالًا موجّهًا ومخططًا"، وليس هجومًا عشوائيًا، أن مسؤولون أمنيون أفادوا بأن طريقة التنفيذ الاحترافية تشير إلى متابعة مسبقة لتحركات الشوادفي، وأن المهاجم اختار توقيتًا ومنطقة تقل فيها الحركة، مما يسهل تنفيذ الجريمة دون مواجهة مقاومة أو ملاحقة مباشرة.

وكتب الباحث في شؤون المسلمين الجدد على عبد الرازق، على حسابه على الفيسبوك الدكتور عبد الرحمن الشوادفي، الذي عرف في منطقة مينداناو بلقب "معلم السلام" لم يكن مجرد داعية تقليدي، بل شخصية مؤثرة في العمل الخيري والدعوي داخل المجتمعات المسلمة والمختلطة في جنوب الفلبين، وفقد كرس سنوات طويلة من حياته لتقريب وجهات النظر بين المسلمين والمسيحيين والسكان الأصليين، وأسس قبل نحو عام مدرسة إسلامية صغيرة في قرية بورفايرز بمدينة كوتاباتو، كما شغل منصب المدير الإداري لمدرسة آسيا الأكاديمية التي تستقبل مئات الأطفال من الأسر الفقيرة.



وأضاف أن نشاط الشوادفي الدعوي والإغاثي لم يقتصر على التعليم، بل كان حاضرا بشكل شبه يومي في حملات مساعدة الفقراء، وتوزيع الإعانات، وتنظيم حلقات علم للشباب والمهتدين الجدد، ولذا اكتسب احترامًا واسعًا من السكان المحليين، سواء من المسلمين أو من المسيحيين الذين كانوا يشيدون دائمًا بخطابه الهادئ ومشاريعه الاجتماعية.