تناولت صحيفة مورنينغ ستار البريطانية تحذيرات الحرب في
أوروبا بافتتاحية جاءت بعنوان "مجابهة حُمّى الحرب التي تجتاح القارّة".
وقالت الصحيفة إن "حُمّى الحرب اجتاحتْ بالفعل الدوائر السياسية الأوروبية ففي ألمانيا ظهر قانون جديد يفرض على كل مواطن بلغ من العمر 18 عاماً أن يسلّم نفسه للتجنيد وفي فرنسا أثار قائد القوات المسلحة فابيان ماندون عاصفة سياسية حين حذّر من أنّ الأمة الفرنسية يجب أن تكون على استعداد لكي "تخسر أبناءها"، مع اقتراب شبح حروب أوروبية.
وفي بريطانيا مؤخرا، أثارت وزارة الدفاع جدلا عبر بيان اتهمتْ فيه سفينة روسية بالتجسس في مياه بريطانية.
وفي المقابل لم تظهر تقارير بالقدر الكافي توضّح أنّ السفينة الروسية كانت خارج المياه الإقليمية البريطانية، وأنها لم تنتهك أياً من القوانين البحرية المتعارَف عليها بحسب الصيحفة.
وأشارت "مورنينغ ستار" إلى أن من شأن مثل هذه التهويلات أن تستحضر شبح أوّل حرب مباشرة بين قوى عالمية منذ الحرب العالمية الثانية والحرب الأولى التي يمتلك العديد من أطرافها سلاحاً نوويا.
كما أكدت الصحيفة أن القوى الكبرى العالمية الآن في سباق على تعظيم قدرات ترساناتها النووية، ولا يتورّع القادة العسكريون عن التلويح مرارا وتكرارا بالاستخدام الفِعلي لهذه الأسلحة حال احتدام الصراع.
ولفتت إلى حملة لنزع السلاح النووي تنطلق هذه الأيام، وتدعوا إلى وقف التوسّع النووي والحيلولة دون الذهاب للحرب، قائلة إن هذه الحملة "جاءت في وقتها".
وأوضحالصحيفة أن الواقع الرهيب الذي تنطوي عليه الحروب النووية، ينبغي تعريف الجماهير بحقيقة ووَيلاته، بحيث ينشأ ضغط شعبي يُمارَس بدوره على الساسة وأصحاب القرار.
وكذلك الحال فيما يتعلق بحقيقة مصادر إعادة التسلّح، والتي ستكون على حساب الإنفاق في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والمعاشات التقاعدية كما اعترف بذلك رئيس حلف الناتو مارك روته.
وبينت الصحيفة البريطانية أن الأصوات المناهضة للحرب، سواء ظهرتْ في أروقة
السياسة أو الصحافة، يجب أن تكون أعلى صَدى مما كانت عليه في أي وقت.
وختمت قائلة إن ثمة حاجة عاجلة إلى العمل بمزيد من الجديّة من أجل مجابهة التهديد الخطير المُحدق بنا جميعا والمتمثل في الزحف إلى الحرب بقيادة الطبقات الحاكمة.