صحافة إسرائيلية

انتقادات إسرائيلية لترامب بعد دعوته للعفو عن نتنياهو

طالب أعضاء في الكنيست بإلغاء محاكمة نتنياهو بعد أن استأنفت جلسات محاكمته عقب أيام من دعوة ترامب- جيتي
لا زال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكنيست يثير كثيرا من النقاشات داخل دولة الاحتلال، لكن لفتته المفاجئة بطلب العفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شكلت، وفق توصيف إسرائيلي، لحظةً "مُضحكة ومأساوية ومُثيرة للشفقة"، حيث ظهر رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ مُحرجا متلعثماً، فيما وقف أعضاء الائتلاف الحاكم على أقدامهم يصفقون ويهتفون "بيبي.. بيبي".

وذكر خبير الشئون القانونية باروخ كارا أن "طلب ترامب قابله نتنياهو في غاية البرود، ووقف بلا مبالاة، وانحنى له على هذه اللفتة المؤثرة، ولاحقًا، تبين أنه أبلغه مُسبقًا برغبته بهذه اللفتة، رغم أن القانون واضح في هذه المسألة، وهي عمليةٌ قانونيةٌ منظمةٌ تمر عبر قسم العفو في وزارة القضاء، صحيح أن مؤسسة العفو تقع بالفعل تحت سلطة رئيس الدولة، لكنها تطورت على مر السنين بقواعد قانونية، تنص على أن طلب العفو يجب أن يكون من الشخص المدان، لا من مبعوثيه، وأن عليه تحمل المسؤولية الكاملة عن أفعاله، والتوبة عنها".

وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أنه "لم تُسجل حالة عفو أثناء المحاكمة، إلا إذا كان هرتسوغ سيتخذ إجراءً غير مألوف، وسابقة قانونية، لأنه من الواضح أن نتنياهو لا ينوي تحمل مسؤولية أفعاله، والندم عليها، لأنه دائما احتقر من قدموا ضده لائحة الاتهام، ومن يقوم بمحاكمته، بل إن أعضاء ائتلافه يقاطعون رؤساء السلطات القضائية، حتى أن رئيس الكنيست، أمير أوحانا، لم يدعُ رئيس المحكمة العليا والمستشار القانوني للحكومة، لحضور خطاب ترامب، خلافا للبروتوكول، بينما استدعى نشطاء اليمين".

وأشار إلى أن "ازدراء نتنياهو وفريقه للمحكمة تكرر حين استؤنفت محاكمته قبل يومين، وبعد مرور فترة قصيرة فقط على بدئها، أخبر القضاة عن معاناته من خفقان القلب، والتهاب الشعب الهوائية، والحلق، والأمراض المزعجة الأخرى التي تهاجمه، عقب جراحة البروستاتا، أو موعد مع طبيب أسنان، أو أنه متعب جدًا، لا يستطيع الإدلاء بشهادته إلا لساعتين، أو التهاب معوي يتطلب منه ثلاثة أيام راحة".

وأوضح أن "القضاة، بالطبع، يوافقون مرارًا وتكرارًا على طلبات نتنياهو، رغم أنهم يرونه يأخذ صورا ومقاطع فيديو في مكان ما، في لحظة حيوية، مثل الشيطان، ورغم ذلك فإنهم لا يُعلّقون عليه، لأنهم كسالى، مُرهقون، مُنهكون، يتوقون لإنهاء الأمر، لكنهم بسلبيتهم هذه لا يفعلون سوى تأخير النهاية، حتى تقدم أخيرا بطلب لتقصير يوم جلسات محاكمته".

وأشار إلى أن "العودة إلى الرئيس الأمريكي، فلا شك أن كل إسرائيلي مدين له بدينٍ كبير، لأن ترامب هو من فرض الاتفاق على نتنياهو لإعادة الرهائن، لقد أنقذ حياتهم، ولو كان نتنياهو بالغًا مسؤولًا، لكان من الممكن أن يُنهي حياتهم مثل الستة الذين قتلوا في الأنفاق في آب/أغسطس 2024، ومثل عشرات الرهائن الآخرين الذين قُتلوا في الأسر، ولكن مع كل الاحترام الواجب، يجب ألا يسيطر علينا تفكير معسكر ترامب، لأنه خطير للغاية".

وختم بالقول إن "ترامب نفسه يضطهد المدعين العامين الذين حققوا معه في بلاده، ومنح العفو لمهاجمي الكابيتول، ويشن حملات بشعة وسافرة ضد معارضيه، حتى أنه لو قال على منصة الكنيست بطريقته الساحرة: "يا أصدقاء، حان وقت إلغاء هذا الهراء المسمى المحكمة العليا"، لقفز أعضاء الائتلاف اليميني فرحًا بتصفيقهم الأخرق، وصرخوا بحماس: "ترامب، ترامب، بيبي، بيبي".