أعلن
الجيش السوداني، تصديه لهجوم شنته "قوات
الدعم السريع" عبر محورين على مدينة
الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، وقال الجيش، في بيان له، إن الفرقة السادسة مشاة، بالتعاون مع القوة المشتركة (للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام) والقوات المساندة، تمكنت من صدّ هجوم عنيف شنّته مليشيا الدعم السريع، على مدينة الفاشر من محورين؛ الشمالي والشمالي الشرقي، منذ ساعات الصباح عبر المشاة والمركبات القتالية والمصفّحات.
وأضاف، "كبّدت قواتنا العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إذ قُدّر عدد المركبات المهاجمة بنحو 50 مركبة قتالية، تم تدمير 10 مركبات منها، والاستيلاء على مركبتين بكامل عتادها"، كما أشار البيان، إلى مقتل عشرات العناصر من الدعم السريع وإصابة آخرين، ولاذ من تبقى منهم بالفرار في اتجاهات متفرقة.
واشنطن تعدّل خطابها تجاه الجيش السوداني
وفي تغير لافت في خطاب الإدارة الأمريكية تجاه الجيش السوداني، تستعد واشنطن لاحتضان اجتماعات للآلية
الرباعية الدولية في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الحالي، تركز على التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف شامل لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واستبق كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس الاجتماعات المنتظرة، بتصريحات بدت إيجابية إلى حد ما تجاه العلاقة مع الجيش السوداني، وقال بولس في تصريحات صحفية إن المؤاخذات السابقة على الجيش كانت مرتبة بعلاقته مع إيران والمتطرفين.
وكانت الرباعية الدولية التي تضم إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، الإمارات والسعودية، عرضت في سبتمبر الماضي مبادرة لتهدئة إنسانية في السودان، لمدة ستة أشهر يتم خلالها فتح باب التفاوض بين طرفي الصراع.
مصر والرباعية الدولية
واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث بحثا الأزمة السودانية والاجتماعات المنتظرة في واشنطن، وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فقد أكد الجانبان تطلعهما لأن تسفر اجتماعات الآلية الرباعية عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب في السودان.
وجدد السيسي، تأكيد دعم بلاده الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها القاطع لأيّ محاولات من شأنها تهديد أمنه أو النيل من تماسكه الوطني أو تشكيل أيّ كيانات حكم موازية للحكومة السودانية الشرعية"، وفي غمرة الحراك الذي استبق اجتماعات الرباعية أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي إعادة تفعيل تمثيلها الدبلوماسي لجمهورية السودان من العاصمة المصرية، عبر تعيين السفير وولفرام فيتر لمباشرة مهامه من القاهرة خلال المرحلة الراهنة التي تشهد تصاعدا في الأزمة الإنسانية.
أسوأ حرب في المنطقة
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا، وفي إطار هذه الحرب، تفرض "قوات الدعم السريع" حصارا على الفاشر منذ أيار/مايو 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبار أن المدينة هي مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمسة.