صحافة دولية

هل يرفع اتفاق غزة حظوظ ترامب بجائزة نوبل للسلام؟

لجنة نوبل النرويجية قد تتردد في اختياره بسبب الجدل المحيط بشخصيته- جيتي
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن فرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام ارتفعت بشكل كبير، بعد توقيع الاتفاق الذي أعلن عنه مساء الأربعاء بين دولة الاحتلال وحركة حماس، بوساطته، والذي تضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين في غزة، ووقفا كاملا للأعمال العدائية، وبدء عملية دولية لإعادة إعمار القطاع.

وقالت الصحيفة، في تقرير لإيتاي جال، إن الاتفاق الذي وُقّع ليلة أمس بات محور اهتمام عالمي، إذ دفعت نماذج الذكاء الاصطناعي وأسواق المقامرة والتوقعات الدولية إلى ترجيح فوز ترامب بالجائزة، المقرر إعلانها بعد ظهر الجمعة في العاصمة النرويجية أوسلو.

وأوضحت أن لجنة نوبل، رغم إعجابها بجهود إنهاء النزاعات، تميل عادةً إلى الحذر في قراراتها، لتجنب الخلافات السياسية أو منح الجائزة لشخصيات تثير الجدل العام.

وأشارت "معاريف" إلى أن عملية اختيار الفائز تتم وفق وصية ألفريد نوبل، التي تنص على منح الجائزة لمن يحقق أقصى جهد لتعزيز الأخوة بين الشعوب وتقليص النزاعات المسلحة.


وتُقدَّم سنويا مئات الترشيحات حتى نهاية كانون الثاني/يناير، من برلمانات وحكومات وأكاديميين ومنظمات دولية، حيث بلغ هذا العام، عدد الترشيحات 338، بينها 244 من أفراد و94 من مؤسسات.

وبيّنت الصحيفة أن لجنة الجائزة، المكوّنة من خمسة أعضاء، تراجع المقترحات وتُكلف خبراء بإعداد تقارير حول تأثيرات السياسات واستدامة مبادرات السلام، قبل أن تضيق القائمة في الصيف وتجري تصويتها النهائي في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

وفي حال تعذر الإجماع، يُتخذ القرار بالأغلبية، ومن المقرر أن تُعلن اللجنة الفائز الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت النرويج، أي الثانية عشرة ظهرا بتوقيت فلسطين.

وبحسب التقرير، تعتمد لجنة نوبل على ثلاثة معايير رئيسية: تحقيق إنجاز ملموس في إنهاء العنف، والمساهمة الدائمة في السلام العالمي، والالتزام الأخلاقي بحقوق الإنسان.

ومع أن توقيع اتفاق سلام لا يضمن نيل الجائزة بالضرورة، إلا أن ما أنجزه ترامب، وفق "معاريف"، يُعد خطوة نادرة في الشرق الأوسط: إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق نار شامل، والشروع في إعادة الإعمار بإشراف أمريكي ومصري.


ورأت الصحيفة أن نجاح الاتفاق واستمراره قد يُحوّله إلى إنجاز دبلوماسي عالمي، من النوع الذي تُكرمه لجنة نوبل عادة، لكنها لفتت إلى أن ترامب شخصية مثيرة للجدل، ما قد يدفع اللجنة إلى تجنب اختياره.

ونقلت عن مصادر نرويجية لصحيفة "لوموند" قولها إن "اللجنة تميل إلى تفضيل الشخصيات التي تعمل بهدوء بعيدا عن الأضواء، على من يديرون حملات علنية لنيل الجائزة".

وبعد توقيع الاتفاق، أوضحت "معاريف" أن مواقع المراهنات العالمية حدثت توقعاتها فورا، إذ وضع موقع Oddspedia ترامب في الصدارة بنسبة فوز تقارب 30 بالمئة، فيما قدرت منصة Action Network حظوظه بنحو 10 بالمئة.

أما نماذج الذكاء الاصطناعي، التي حللت مئات الآلاف من التغطيات الإعلامية وردود الفعل العالمية، فقد رفعت احتمال إدراج ترامب في القائمة النهائية إلى 70 بالمئة، وفرصة فوزه الفعلية بين 20 بالمئة و25 بالمئة، معتبرة أن "مدة وقف إطلاق النار" ستكون العامل الحاسم.


وأضافت الصحيفة أن النماذج الإلكترونية اعتمدت على معايير تشمل التأثير الدولي، والمزاج الإعلامي، وردود الفعل الرسمية، ومؤشرات التعاطف العام مع ترامب منذ توقيع الاتفاق، وأظهرت البيانات زيادة بأربعة أضعاف في الإشارات الإيجابية خلال 24 ساعة فقط.

وذكرت "معاريف" أن منتدى عائلات الأسرى في إسرائيل وجه هذا الأسبوع رسالة رسمية إلى لجنة نوبل، طالب فيها بمنح الجائزة لترامب، وجاء في الرسالة أن "تصميم الرئيس ترامب وجهوده الشخصية أعادا عشرات العائلات إلى أحبائها، وأثبت أن القيادة الشجاعة والوساطة الفعالة يمكن أن تضع حدًا للمعاناة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة، رغم صداها الإعلامي الواسع، لا تملك وزنا رسميا في عملية الترشيح، لكنها تحمل رمزية معنوية مؤثرة، إذ تأخذ اللجنة في الاعتبار المشاعر العامة دون أن تعتمد عليها في التصويت.

وفي ختام التقرير، قالت "معاريف" إن ترامب يحتل المركز الأول أو الثاني في توقعات جائزة نوبل للسلام لعام 2025، مضيفة أن نجاح اتفاق غزة حوّل ترشيحه من رمزي إلى واقعي، لكن اللجنة النرويجية معروفة بحذرها وتفضيلها لمرشحين أقل جدلا.

وأكدت أن فوز ترامب، إن تحقق، سيكون من أكثر قرارات الجائزة دراماتيكية في تاريخها، لأنه أول رئيس أمريكي ينجح في إنهاء حرب طويلة وإعادة مئات الأسرى إلى ديارهم، مشيرة إلى أنه حتى في حال عدم فوزه، سيظل هذا الاتفاق "لحظة حبس فيها التاريخ أنفاسه".