شهدت
تركيا صباح الأربعاء، واحدة من أوسع الحملات الأمنية التي استهدفت مشهورات الفن والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بتهم متعلقة بالتعاطي والترويج للمخدرات.
وبناءً على تعليمات النيابة العامة في إسطنبول، نفذت فرق قيادة الدرك الإقليمي ومكتب مكافحة المخدرات والجرائم الاقتصادية عملية واسعة طالت 19 شخصية معروفة من مجالات الغناء والتمثيل والتأثير الرقمي، وُجهت إليهم اتهامات تتعلق بـ"تعاطي مواد مخدّرة" و"التحريض أو الترويج لاستخدامها" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشير التحقيقات إلى أن القضية بدأت بعد رصد منشورات وصور ومقاطع مصوّرة على تطبيقات إنستغرام وتيك توك ومنصة X، تضمنت -بحسب النيابة- "إشارات أو إيحاءات مباشرة وغير مباشرة" إلى تعاطي المخدرات، ما اعتبرته السلطات "تشجيعًا ضمنيًا" يوجَّه إلى جمهور واسع من المتابعين الشباب.
التحقيق يستند إلى المادتين 191 و192 من قانون العقوبات التركي، اللتين تنصان على السجن من سنتين إلى خمس سنوات لمن يثبت تعاطيه أو ترويجه لمواد مخدّرة، أو قيامه بتسهيل أو تشجيع استخدامها.
وقالت مصادر قضائية إن الصور ومقاطع الفيديو المنشورة كانت جزءًا من الأدلة الرقمية المقدمة إلى النيابة.
المشاهير في حافلة واحدة
انطلقت العملية في ساعات الصباح الأولى بمداهمات شملت مناطق عدّة من إسطنبول. نُقلت الشخصيات المستهدفة في حافلة واحدة إلى مركز الدرك في منطقة "مسلك" لاستجوابها، قبل تحويلها إلى معهد الطب الشرعي في بهتشلي إفلر لإجراء فحوص دم وشعر وبول.
وأوضحت المصادر أن العملية لم تتضمن أوامر توقيف احترازية، وأن الهدف كان أخذ الإفادات والعينات البيولوجية.
واستمرت التحقيقات نحو ثماني ساعات، قبل أن يُفرج عن جميع الأسماء في المساء. وأكدت قناة CNN Türk أن الإجراء تم "بناءً على استدعاء قضائي وليس احتجازًا جنائيًا"، فيما نقلت صحيفة حرييت عن مسؤول أمني قوله إن النتائج ستُعلن خلال أيام، "لكن التحقيق سيستمر بغضّ النظر عن نتائج التحاليل".
أسماء بارزة
شملت القائمة عدداً من أبرز وجوه الفن والترفيه في تركيا، بينهم: المغنيتان إيرم ديرجي وهاديسه، والممثلون كوبيلاي آكا، ديميت إيفجار، بيرراك توزونآتاتش، أوزغه أوزبرينتشجي، ميرت يازجي أوغلو، وبيرجه أكالاي.
كما استُدعي الثنائي ديلان وإنجين بولات، اللذان يواجهان أصلاً اتهامات في قضية غسل أموال ضخمة، إلى جانب شخصيات مؤثرة مثل ديرين وتالُو ديرن تالو، ابنتي الإعلامية دِفنه ساميلي.
وسرعان ما انتشرت الأسماء على المنصات الرقمية، واحتل الوسم #UyuşturucuOperasyonu (عملية المخدرات) المراتب الأولى على "إكس"، وسط تفاعل كبير.
الدفع بالبراءة
في أول تعليق لها، قالت إيرم ديرجي عبر حسابها على منصة "إكس": "هذا تشويه متعمد، سأدافع عن نفسي أمام القانون".
أما هاديسه فطالبت عبر مدير أعمالها بـ*"احترام حياتها الخاصة وعدم الزج باسمها في قضايا مفتوحة".
بينما يواجه ديلان وإنجين بولات تحقيقًا إضافيًا لوجود صلات محتملة بين القضيتين.
ورغم أن النتائج الأولية للفحوص لم تُعلن بعد، إلا أن النيابة أكدت أنها قد تُعدّ لائحة اتهام مستقلة في حال ثبوت "الترويج أو التحريض" عبر المحتوى المنشور، حتى لو جاءت التحاليل سلبية.