أكد سلجوق
بيرقدار، المدير الفني لشركة "
بايكار" التركية المصنعة للطائرات
المسيرة، أن
تركيا حققت تقدماً لافتاً في مجال تطوير المحركات والطائرات غير المأهولة، بما في ذلك مسيرات TB2 وTB3 و"أكينجي" و"كيزيل إلما"، إلى جانب نجاحات بحرية وتسليحية متقدمة جعلت البلاد من الدول الرائدة عالمياً في الصناعات الدفاعية.
وخلال تصريحات له على هامش مهرجان "تكنوفيست 2025"، الذي تضمن عرضاً عسكرياً ومسابقات تكنولوجية أوضح بيرقدار أن الجدل حول اعتماد
الطائرات التركية على محركات أجنبية لم يكن دائماً في محله، مشيراً إلى أن بعض المحركات، وخصوصاً الصغيرة، تُنتج محلياً بالفعل، فيما تسعى أنقرة لتطوير محركات أكثر تطوراً لمسيرات TB3، وقد أنتجت بالفعل محركاً خاصاً لمروحية "غوك باي" يصلح أيضاً لـ"أكينجي".
وأضاف بيرقدار أن تطوير المحركات النفاثة عملية معقدة تستغرق سنوات، مشيراً إلى أن مشروع محرك المقاتلة التركية "قآن" لا يزال قيد التطوير، على غرار التجربة الصينية مع مقاتلة J-20 التي استُخدمت بمحركات روسية قبل تطوير بكين محركاتها الخاصة.
وشدد على أن القيمة الاستراتيجية للطائرات لا تكمن في المحرك فقط، بل في الأنظمة الإلكترونية والرادارات والكاميرات والبرمجيات، موضحاً أن شركة "بايكار" تركز على الإلكترونيات والتحكم الذاتي والبرمجيات، بينما استثمرت تركيا في أنظمة رادار متقدمة وكاميرات كهروبصرية وحواسيب جوية مطورة محلياً.
وأشار بيرقدار إلى أن الطائرة الجديدة "كيزيل إلما" دخلت مرحلة الإنتاج المتسلسل هذا العام، مع ست طائرات قيد التجميع، ومن المتوقع دخولها الخدمة عام 2026، معتبراً أنها أكثر تعقيداً بعشر مرات من "أكينجي" على صعيد الأنظمة الميكانيكية والإلكترونية، وجميع مكوناتها تُصمّم وتُنتج محلياً بالتعاون مع شركات تركية صغيرة ومتوسطة.
كما كشف بيرقدار عن نجاح TB3 في اختبارات الإقلاع والهبوط على مدارج قصيرة على السفن، لتصبح أول طائرة مسيرة في العالم تحقق ذلك، وشاركت في مناورات بحرية بمشاركة 42 دولة، حيث أثبتت قدرتها على توجيه ضربات دقيقة عبر أنظمتها الكهروبصرية ورادارات "أسيلسان". كما أشار إلى تطوير صواريخ جديدة، بينها صاروخ كروز أسرع من الصوت بسرعة 5 ماخ، قادر على ضرب أهداف بحرية على بُعد 50 كلم من ارتفاع 20 ألف قدم، ما يجعل اعتراضه شبه مستحيل، معززاً مفهوم "القوة البحرية الجوية" لدى تركيا.
وبيّن بيرقدار أن تكلفة "كيزيل إلما" أقل بخمس إلى عشر مرات مقارنة بمقاتلات الجيل الخامس والسادس، مع الإشارة إلى أن 90% من الطلعات الجوية عادة ما تكون تدريبية، ما يجعل الطائرات غير المأهولة بديلاً اقتصادياً وأكثر أماناً من المقاتلات المأهولة. وأضاف أن التجارب في سورية وليبيا وأذربيجان أثبتت أن المسيّرات التركية غيرت قواعد اللعبة، حيث أصبحت أدوات حسم قتالي وليست مجرد استطلاع.
وأشار بيرقدار إلى آلية التصدير، مؤكداً أن "كيزيل إلما" تمثل خياراً استراتيجياً للدول التي لا تمتلك قوة جوية متقدمة، موضحاً أن الطائرة توفر قدرات تضاهي المقاتلات المأهولة بكلفة أقل بعشرات المرات، لتصبح العمود الفقري للقوة الجوية المستقبلية، مثلما أصبحت أنظمة أندرويد العمود الفقري لعالم الهواتف الذكية.
وعرض بيرقدار خلال المهرجان أحدث معداته، بما في ذلك TB3 و"كيزيل إلما"، إلى جانب نموذج أولي لمركبة بحرية مسيرة، مؤكداً أن المستقبل يتجه نحو أسراب من الطائرات المسيرة الذكية القادرة على العمل المنسق في الجو والبحر والبر.
كما شهد المهرجان عرض "موغيم"، أول حاملة مقاتلات وطنية تصمم وتبنى بالكامل في تركيا، وأكبر سفينة حربية في تاريخ البلاد، متفوقة على حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، ومن المتوقع تسليمها للبحرية التركية عام 2030، ليصبح "تكنوفيست الوطن الأزرق" منصة لإبراز القدرات الدفاعية والتكنولوجية التركية البحرية والجوية.