سلطت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية، الضوء على الآثار المترتبة على تل أبيب من التطورات
الأخيرة في
اليمن، وتحركات المجلس الانتقالي
الجنوبي المدعوم من الإمارات، ما
يُحدث تغييرا في التوزان الإقليمي ويؤثر على السعودية والإمارات والحوثيين
وإسرائيل.
وذكرت الصحيفة أنه "في
السنوات الأخيرة، نظرت
إسرائيل إلى اليمن كساحة ثانوية، وإن كانت مثيرة للقلق، لا
سيما في ضوء قدرات
الحوثيين الصاروخية بعيدة المدى والطائرات المسيّرة، والتي
أثبتت قدرتها على إلحاق الضرر بالمجال الاستراتيجي الإسرائيلي، ويمكن أن يُفضي
تعزيز المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سيناريوهين متناقضين".
وأوضحت أنه السيناريو الأول
يتمثل في إضعاف الأطر الموالية للسعودية وانخفاض القدرة على ممارسة ضغط متعدد
الجبهات على الحوثيين، مضيفة أنه "إذا لم ينسق الجنوب والشمال جهودهما ضد
صنعاء، فإن الحوثيين سيستمرون في سيطرتهم على الأراضي وسلام نسبي يسمح لهم
بالاستثمار في تطوير أنظمة الأسلحة، وتحديث أنظمة الدفاع، وتعميق علاقاتهم مع
إيران وحزب الله".
وتابعت: "السيناريو
الثاني يُتيح تعزيز قوة جنوبية مستقرة، تتمتع بالانضباط العسكري والسيطرة على
السواحل الاستراتيجية، والدعم الفعال من الإمارات، فرصة دبلوماسية وأمنية
لإسرائيل، فالإمارات التي تربطها علاقات وثيقة مع تل أبيب، قد ترى في كيان جنوبي
آلية احتواء لتوسع نفوذ طهران في بحر العرب وخليج عدن".
وأردفت: "على المدى
البعيد قد يُفضي ذلك إلى تعاون مع إسرائيل، لا سيما وأن شخصيات من الانفصاليين في
الجنوب قد أعربت عن دعمها لإسرائيل في الماضي".
ورأت أن "سيطرة المجلس
الانتقالي الجنوبي على مينائي عدن والمكلا، إلى جانب الوجود الإماراتي في جزيرة
سقطرى، تُعزز قدرته على التحكم في طرق التجارة العالمية الحيوية لإسرائيل: مضيق
باب المندب والبحر الأحمر وممرات الوصول إلى قناة السويس، ويُمثل ضعف الحوثيين في
هذه المنطقة مصلحة استراتيجية إسرائيلية واضحة".
واستدركت: "مع ذلك،
يجب على إسرائيل أن تُدرك أن الجنوب الجديد ليس "مؤيداً لإسرائيل" بل
مؤيداً للإمارات في المقام الأول. وهذا يعني أن فرصة تحقيق ذلك تعتمد على القدرة
على الحفاظ على علاقات وثيقة قائمة على الثقة مع أبوظبي، وتجنب ربط الجنوب
بإسرائيل بشكل مفرط، والتصرف بحساسية في مواجهة التنافس الإقليمي الداخلي بين
الرياض وأبوظبي".
وشددت الصحيفة على أن
"الوضع الراهن لا يغير التهديد الذي يشكله الحوثيون بشكل فوري على إسرائيل،
لكن محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي إقامة دولة مستقلة تتيح فرصا استراتيجية
واعدة (..)".