شارك آلاف المواطنين، اليوم الأحد، في مسيرة جماهيرية حاشدة بالعاصمة
المغربية،
الرباط، للتنديد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة
الاحتلال الإسرائيلي على قطاع
غزة المحاصر، والهجوم على "أسطول الصمود" العالمي والمغاربي الذي حاول كسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ نحو 18 عاما.
المسيرة الحاشدة التي انطلقت من ساحة "باب الأحد" التاريخي نحو مبنى البرلمان، رفعت جُملة من الشّعارات، أبرزها: "في ذكرى الطوفان.. مقاومة وصمود حتى تحرير فلسطين وإسقاط التطبيع"، وذلك تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لبدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الواسع على كامل الأهالي بقلب قطاع غزة.
وردد المشاركون، أيضا، شعارات أخرى تطالب برفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف محاولات تهجير الفلسطينيين. كما رفعوا الأعلام الفلسطينية إلى جانب المغربية، وأكّدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، بهتافات من بينها: "مغاربة مرابطون، للتطبيع رافضون" و"تحية مغربية لفلسطين الأبية".
وشارك أطفال مغاربة بارتداء أزياء ترمز للمقاومة الفلسطينية، في إشارة إلى صمود سكان القطاع في وجه القصف والحصار. كما حمل المحتجون عدّة صور لصحفيين فلسطينيين استشهدوا خلال العدوان، من بينهم أنس الشريف، مرددين شعارات تشيد بصمودهم وتضحياتهم.
وفي مشهد رمزي قوي، جسد المشاركون رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هيئة شخصية تقوم بذبح الأطفال الفلسطينيين، تعبيراً عن إدانتهم للمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين. كما عبّر المتظاهرون عن غضبهم من الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الصمود"، وأحرقوا علم الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الأسطول، المؤلف من نحو 42 سفينة، قد تعرّض إلى هجوم من البحرية الإسرائيلية خلال إبحاره في المياه الدولية باتّجاه غزة، حيث تم اعتقال مئات النشطاء على متنه، قبل أن تبدأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيلهم.
إلى ذلك، تخللت المسيرة الوطنية، التي أتت بدعوة من هيئات مدنية أبرزها "مجموعة العمل من أجل فلسطين" و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"؛ فعاليات رمزية جسّدت معاناة الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك تمثيلات لمشاهد المجاعة والدمار، ومجسمات تعبّر عن وحشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصفها على مناطق عدة في قطاع غزة، رغم دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لـ"وقف القتال" فورا بعد موافقة حماس على خطته التي طرحها قبل أيام لوقف الحرب
وكانت حدة القصف قد تراجعت صباحا على أجزاء واسعة من قطاع غزة للمرة الأولى منذ استئناف الحرب الوحشية في آذار/ مارس الماضي، مع أنباء عن "تجميد" جيش الاحتلال عمليته لاحتلال مدينة غزة على إثر الاستعدادات للمضي قدما في تطبيق خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإنهاء الحرب، عقب موافقة حركة حماس عليها، لكنها عادت مجددا إلى وتيرتها السابقة خلال الساعات القليلة الماضية، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.