توقف الإسرائيليون مطولا عند
اعتذار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو إلى
قطر، عقب محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في الدوحة، وذلك خلال اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، حيث اتصل برئيس وزراء قطر، واضطر لتقديم الاعتذار، وإبداء الندم على فعلته، بسبب انتهاك السيادة القطرية، ووعد بعدم تكرار ذلك، بل إن القطريين يطالبون بدفع تعويضات لعائلة الجندي القتيل خلال العملية.
ولكن البروفيسور عيران شاليف٬ المؤرخ في قسم التاريخ بجامعة حيفا ذكر أنه "رغم الاعتذار عن العملية الفاشلة في الدوحة، لكن أصواتا من الحكومة بقيت تسوق مزاعم بأنها نجاح باهر، بادعاء أنه "مهما كانت النتائج، فليس من الصواب اعتبارها فاشلة"، فيما زعم مؤيدو الهجوم من دائرة نتنياهو أن أهميته تكمن في إيصال رسالة مفادها أن قادة حماس أينما كانوا فليسوا في مأمن، ورغم ذلك، اضطر نتنياهو لإذلال نفسه بالاعتذار".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنها "ليست المرة الأولى التي يعتذر فيها نتنياهو عن أخطائه أمام "دولة معقدة"، في المرة الأخيرة، كانت أمام تركيا أردوغان التي طالبته باعتذار علني، وحصلت عليه في عام ٢٠١٣، بناءً على طلب الرئيس باراك أوباما، حيث اعتذر عن مقتل تسعة من مواطنيها على يد جنود الجيش الإسرائيلي في حادثة أسطول مافي مرمرة قرب شواطئ غزة".
وأوضح أن "نتنياهو ليس السياسي الوحيد الذي أُجبر على الاعتذار، فقائمة الاعتذارات الرسمية والعلنية تشمل عشرات القادة، لكن قضية نتنياهو فريدة من نوعها، لأنه لم يعتذر عن أخطاء سابقة، بل عن فعل ارتكبه شخصيا، حيث شهدنا مشهدا محرجا ومُهينا ونادرا لرئيس وزراء اضطر للاتصال برئيس وزراء آخر من دولة منافسة خطيرة، و"معقدة"، وطلب العفو، وكمكافأة لها، فقد تعهد بعدم تكرار أي هجوم آخر، ولاشك أن نتنياهو في ظل هذا الوضع، لم يستطع إلا الاعتذار".
وأشار أن "من الواضح الآن أنه ما كان ينبغي له أن يهاجم في الدوحة، لأنه بذلك انتهك سيادة الوسيط الرئيسي في المفاوضات المعقدة، وسيادة قادة حماس خلال المفاوضات، مما أظهر عمىً تاما لقائد عاجز عن تقييم المخاطر بشكل صحيح، فقد خالف قراره موقف جميع قادة المؤسسة الأمنية الذين أوصوا بعدم الهجوم، وبالتأكيد ليس أثناء المفاوضات، ولذلك لم يكن سواه من قرر الهجوم، وبالنظر للماضي، نفهم بوضوح أن هذا تم ضد المصالح الأمريكية، الحليف المهم الوحيد المتبقي لإسرائيل المعزولة".
وأكد أن "ندم نتنياهو مجرد أداة، لأنه افتقر لأي من مظاهر الصدق، هدفه الأساسي، كطفل يوبخ في مكتب المدير، هو التهرب من العقاب، وتعالوا نفترض سؤالا افتراضيا حول كيفية رد فعله لو اعتذر أي سياسي إسرائيلي سواه لقطر، فالإجابة ستكون واضحة، ولذلك يبدو الآن أن الظروف خدعته مرتين: أولاهما بالقرار المتهور بمهاجمة الدوحة، وثانيهما بإجباره على دفع غرامة والاعتذار مباشرة للعالم لها".
يمكن الاستنتاج من هذه السطور أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة دفع ترامب لوضع خطته لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، وهو أمر حاول نتنياهو منعه من خلال تنفيذ الهجوم٬ والآن، كل ما تبقى هو انتظار اعتذاره للجمهور الاسرائيلي عن فشله وإخفاقه في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر التي وقعت في عهده، وربما يجدر بالإسرائيليين أن يطلبون من ترامب إجباره على ذلك.