صحافة إسرائيلية

تقرير إسرائيلي يحذر من اختبار إيران لصاروخ سري قد يغيّر معادلة الشرق الأوسط

يُرجح أن الصاروخ الإيراني الجديد يعتمد على تقنية الصواريخ العاملة بالوقود الصلب- الأناضول
حذرت أوساط إسرائيلية من "إنذار حقيقي للعالم"، وأن إيران اختبرت سرا صاروخا باليستيا قادرا على الوصول إلى كل قارات العالم، بينما كشفت صور أقمار صناعية عن علامات "حرق مشبوهة" في منصة إطلاق "عم الخميني" الإيرانية.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن صور الأقمار الصناعية من "بلانيت لابز" تُظهر بوضوح عملية إطلاق في منشأة تبعد حوالي 230 كيلومترًا جنوب شرق طهران. وصرح فابيان هينتز ، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن مدى الاحتراق يشير إلى إطلاق صاروخ يعمل بالوقود الصلب، إذ تُسبب جزيئات أكسيد الألومنيوم المحترقة هذه العلامات.

وجاء في تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الحدث الذي تحاول إيران إخفاؤه انه أنه "في 18 أيلول/ سبتمبر نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانيون صورًا غامضة للسماء فوق محافظة سمنان، يظهر فيها ذيل صاروخ عند غروب الشمس. رفض المسؤولون الإيرانيون تفسير سبب هذه الظاهرة، وتجاهلت "وسائل الإعلام الإيرانية المذعورة" الحدث تمامًا. 

وأضاف التقرير أن "الصمت الرسمي يتناقض مع ادعاء مفاجئ أدلى به النائب الإيراني محسن زنكنة على التلفزيون الرسمي. وزعم أن الجمهورية الإسلامية أطلقت بنجاح أحد أكثر صواريخ البلاد تطورًا، وهو صاروخ عابر للقارات".

وأكد التقرير أنه "صاروخ قادر على تهديد أوروبا بأكملها. إذا صحت الادعاءات، يُعدّ تقدمًا كبيرًا في قدرات إيران. يتجاوز مدى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات 5500 كيلومتر، متجاوزًا بكثير الحد الحالي البالغ 2000 كيلومتر الذي حدده المرشد الأعلى علي خامنئي. وبينما يغطي المدى الحالي الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة، فإن صاروخًا عابرًا للقارات سيضع أوروبا بأكملها في نطاقه".

وأضاف ويُخشى أن تعتمد إيران في الصاروخ الجديد على تقنية الصواريخ العاملة بالوقود الصلب القادرة على إطلاق الأقمار الصناعية إلى الفضاء. وقد أثار الصاروخ، الذي سُمي على اسم حصان والدته حسين، مخاوف أمريكية سابقًا نظرًا لقدراته التقنية المتقدمة.

يرى بيهان بن تالبلو، المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أن الاختبار جزء من استراتيجية إيرانية أوسع. وصرح لوكالة أسوشيتد برس: "إن نجاحات إسرائيل في الحرب التي استمرت 12 يومًا ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية عززت لدى طهران أهمية تطوير المزيد من الصواريخ الباليستية ونسخ أفضل منها. اعتبروا هذا جزءًا من جهود طهران لإعادة البناء بشكل أفضل، وفي أسرع وقت ممكن". 

ويكتسب التوقيت أهمية خاصة، إذ يأتي الاختبار في الوقت الذي تُصلح فيه إيران مواقع الصواريخ التي دمرها الإسرائيليون، وتستعد فيه الأمم المتحدة لتجديد العقوبات على برنامجها النووي.

وأوضح التقرير الإسرائيلي "مع ذلك، لا تزال أسئلة كثيرة عالقة. فبدون تأكيد رسمي من طهران، يصعب تحديد ما تم اختباره بدقة، وقد يشير الذيل غير المستقر المرصود إلى فشل في الإطلاق. ولم يُبلغ مسؤولو الفضاء الأمريكيون عن إطلاق أي أقمار صناعية إيرانية جديدة إلى الفضاء في ذلك اليوم.

ربما استخدمت إيران الاختبار كإشارة للغرب بأنها ستواصل برنامجها الصاروخي رغم العقوبات والضغوط الدولية، كما يشير الباحث هينتز: المشكلة هي أن الكثير يحدث مع إيران - من الصعب التمييز بين ما هو مصادفة وما هو نمطي".