قالت الكاتبة
الإسرائيلية سمدار بيري إن إسرائيل بمختلف مكوناتها تستطيع أن تمنح نفسها لحظة من "الرضا وابتسامة من المتعة الشريرة" عقب اعتقال الشاعر المصري
عبد الرحمن القرضاوي، وهو الذي تم في لبنان وجرى ترحيله إلى
الإمارات، وذلك بعد زيارة قام بها إلى سوريا من محل إقامته في تركيا.
وأشارت بيري في مقال لها بصحيفة "
يديعوت أحرنوت"، إلى أن القرضاوي (55 عامًا)، المتزوج وأب لثلاث بنات، صدر بحقه في مصر مذكرة توقيف بعد أن نشر سلسلة من القصائد والنصوص على مواقع التواصل الاجتماعي ضد رئيس النظام عبد الفتاح السيسي من تركيا، التي "فر إليها عقب وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة والإطاحة بالرئيس مبارك".
وذكرت الكاتبة أن القرضاوي وصف السيسي بـ"الصهيوني، واتهامه بالسرقة، ووصفه بأنه موظف حكومي يضع كل ما تكسبه مصر في جيبه الخاص"، مضيفة أن "تسليمه إلى القاهرة كان سيعرضه للسجن لفترات طويلة، وربما للمحاكمة أمام محكمة عسكرية، مع ظروف احتجاز قاسية في سجون بعيدة".
ولفتت إلى أن السلطات اللبنانية ألقت القبض على القرضاوي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي قبيل عبوره الحدود إلى سوريا، لكن بعد أسبوع، و"نتيجة منافسة شرسة بين مصر وأبو ظبي، وُضع على متن طائرة هبطت في العاصمة الإماراتية، حيث أصرّ حاكم أبوظبي محمد بن زايد على تسليمه للسلطات القضائية الإماراتية".
وأشارت الكاتبة إلى أن القرضاوي أهدى بن زايد قصيدتين سياسيتين، واصفًا إياه بـ"خادم الصهاينة"، وهو اعتقال يُعد الأول من نوعه لمواطن أجنبي في تاريخ الإمارة القصير بتهم التحريض وإهانة شرف الإمارة وحكامها.
أوردت بيري أن لـ"إسرائيل حسابًا طويلًا مع القرضاوي"، مشيرة إلى كتاباته السابقة عن يحيى السنوار، الذي وصفه بعزيز الأمة، ودعوته العرب إلى توحيد الصفوف ومواجهة الكيان الصهيوني.
وأوضحت أن عشية اعتقاله، جاب القرضاوي شوارع دمشق بعد الإطاحة ببشار الأسد مرتديًا كوفية فلسطينية مخططة بالأبيض والأسود، ملتقطًا صورًا مع المارة وهاتفًا بشتائم ضد "شعب إسرائيل القاتل".
واستعرضت الكاتبة أيضًا الخلفية العائلية للقرضاوي، حيث أشار إلى والده، الداعية يوسف القرضاوي، المعروف بإصداره "فتاوى تدعو إلى قتل والإسرائيليين"، مع توثيق القرضاوي في إحدى قصائده على أن "طريق تحرير فلسطين يمر بقتل الإسرائيليين".
لكن على الرغم من هذه المواقف، حظي الشاعر المصري التركي بشعبية كبيرة لدى منظمات حقوق الإنسان حول العالم، حيث يمتلك محامين متطوعين ونشطاء، أغلبهم من النساء، يطالبون بإطلاق سراحه من السجن في أبوظبي.
وأكدت بيري أن القرضاوي كان واثقًا من شعبيته في الشارع العربي، وحرص على عدم العودة إلى القاهرة، ولم يتوقع أن الإمارة الإماراتية ستقبض عليه. وذكرت أن آخر فيديو صوره القرضاوي عند المعبر الحدودي اللبناني السوري أنشد فيه أبياتًا حول "الحكام العرب الصهاينة الوقحين في مصر والإمارات والسعودية الذين يعملون معًا ضد النظام الجديد في دمشق".
وأضافت أن السعودية لم تُبدِ أي اهتمام بالاعتقال، رغم فتح القرضاوي حسابًا لديهم، وأن هناك عملًا دؤوبًا للإمارات ولبنان لضمان تنفيذ هذا الاعتقال، وسط استعداد الإمارات لمواجهة الانتقادات الدولية.
وأشارت الكاتبة أيضًا إلى تصريح محامي القرضاوي اللبناني، الذي أوضح سبب تسليم موكله إلى أبوظبي، قائلًا: "مصر دولة فقيرة لا تفيد لبنان، الإمارات تتبرع بالتأكيد بأموال طائلة"، مضيفًا: "أما إسرائيل؟ لم تطلب ولن يُستجاب لها".