سلطت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية، الضوء على ما وصفته "التنافس الخليجي" في كسب
الصورة المتعلقة بقطاع
غزة، وذلك في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش
الاحتلال لمدة عامين، وما خلّفه من دمار واسع إلى جانب الحصيلة الدموية غير
المسبوقة ضد الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن
"
السعودية والإمارات اللتان تسعيان إلى اعتبار نفسيهما القوة المُعيدة للسلطة
في غزة، تجدان صعوبة في تقبّل الدور المهم لقطر، فكلتاهما تشترطان تعاونهما
الاقتصادي والأمني مع تل أبيب بإنهاء حكم حماس ونزع سلاحها بالكامل".
وتابعت: "بينما تفضّل
قطر استعادة سريعة وغير مشروطة تقريبا، مما قد يُعيد التمويل المباشر لحركة حماس
ويُعمق نفوذ الدوحة"، مشيرة إلى أن التوقعات في تل أبيب أن تكون الرياض وأبو
ظبي هما القوة الأساسية لقيادة عملية إعادة
إعمار قطاع غزة.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية: "الدولتان
الخليجيتان تضعان شروطا أساسية لمشاركتهما المحتملة، الأول تفكيك منظومات أسلحة
حماس على الأقل الهجومية منها، وتشكيل حكومة جديدة لا تكون فيها حماس صاحبة
السيادة، إلى جانب وقف إطلاق نار طويل الأمد، وانسحاب إسرائيلي تدريجي".
وذكرت "يديعوت"
أن السعودية والإمارات تعتقدان أن إعادة إعمار غزة جزءا من إطار أوسع لإعادة تصميم
الساحة الفلسطينية، ولكنه إطار سيستند إلى تغيير جذري في هيكل السلطة في القطاع.
وأوضحت أن "مطلب نزع
السلاح لا ينبع من المخاوف الأمنية المتعلقة بحماس فحسب، بل من إدراك أن استمرار
وجود منظمة مسلحة كقوة سيادية سيُديم حالة عدم الاستقرار ويُعرض استثماراتها
للخطر، إذ أن عشرات المليارات على المحك، ويسود شعور عام بالإرهاق في العالم
العربي من الحرب الدائرة والخوف من تدهور إقليمي يُعيق مسيرة التوسع الاقتصادي
لدول الخليج".
وأكدت أنه في نظر الولايات
المتحدة تعد قطر وسيطا موثوقا ساهم في تحقيق وقف إطلاق النار، ولهذا السبب يصعب
على تل أبيب التحرك ضدها، نظرا لأن ذلك سيعتبر محاولة لانتهاك المصالح الأمريكية
وآفاق التوصل إلى اتفاق.
وأشارت إلى أن غياب القادة
السعوديين والإماراتيين عن قمة شرم الشيخ، يظهر عدم رضاهم عن الخطة الأمريكية
والمكانة الممنوحة لقطر وتركيا.
وختمت "يديعوت"
أنّ "مستقبل الترتيب في غزة يعتمد على إمكانية إيجاد آلية تضمن نزع سلاح حماس
تدريجيا دون انهيار الإطار بأكمله"، مضيفة أن "الجمع بين نزع السلاح
التدريجي والانسحاب الإسرائيلي المنسق ونشر قوات أمن فلسطينية مدربة، سيسمح باستقرار
العملية الإقليمية، ودون ذلك ستبقى إعادة الإعمار حبرا على ورق وستعود
الحرب".