تحاول واشنطن تهدئة
الإمارات والسعودية وإشراكهما مجددًا في تنفيذ خطة الرئيس المريكي دونلد ترامب في قطاع غزة، وفي ذروة حملة التهدئة هذه، التقى جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، في جدة وأبو ظبي بقادة البلدين، وأكدا لهما حفاظهما على مكانتهما القيادية في المنطقة، وأن تعزيز العلاقات بين
الولايات المتحدة وقطر لن يلحق بهما أي ضرر.
ونشرتت صحيفة "إسرائيل اليوم" ما قالت إنها انتقاداتٍ سعودية وإماراتية لتسليط الأمريكيين الضوء على دور
قطر القيادي في المنطقة، وللاتفاقية العسكرية الشاملة التي وقعتها معها، ونقلا عن مسؤول سعودي رفيع المستوى قوله: إن "هذا يعني ضمان قطر بقاء حماس في غزة وعودتها إلى السلطة في أول فرصة".
وقد هددت الدولتان الخليجيتان بالانسحاب من إعادة إعمار غزة، وبالتأكيد في المناطق التي تسيطر عليها حماس.
وقلت إن "الانتقادات وُجِّهت إلى واشنطن، التي تحاول إقناعها بأن الخطوة ضد قطر لا تضر بالسعودية والإمارات، وأن كوشنر وويتكوف نقلا، خلال زيارة الأخير، رسائل إسرائيلية إلى السعوديين تتعلق بمرحلة ما بعد انتهاء الحرب بشكل كامل، والتطبيع، وتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام".
من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس، ج. د. فانس، الخميس بقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإضافةً إلى إشادته بأسلوب إدارة الحرب، سيسعى، عقب خطاب ترامب في الكنيست، إلى توضيح أن أي خطوة عسكرية تُتخذ قريبًا قد تكون لها عواقب وخيمة، ولذلك يجب توخي الحذر الشديد.
سيتلقى فانس إحاطات حول كيفية التعامل مع البنية التحتية العسكرية لحماس، بالإضافة إلى إنشاء مساحات إنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش في قطاع غزة، ومشاركة "إسرائيل" في خطة إعادة الإعمار متعددة الجنسيات الجارية حاليًا.
وسيصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى "إسرائيل"في زيارة سريعة، تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على المبادئ الأساسية المتعلقة بطبيعة وتكوين الحكومة المدنية وقوات الأمن التي ستتولى المسؤولية. ومن المرجح أيضًا مناقشة الحل الفردي لعملية نزع سلاح حماس، مع ترجيحات بوجود تقدم في هذه القضية في محادثات الوسطاء مع حماس.
خلال لقائه برئيس الوزراء نتنياهو، أدلى فانس بتصريح مثير للاهتمام حول مستقبل الشرق الأوسط في عهد "اتفاقيات أبراهام". وفانس، المعروف بتأييده للسياسات الانعزالية الأمريكية، والذي يسعى للتخلي عن دور "شرطي العالم"، قال ردًا على سؤال من صحفي إن من مصلحة الولايات المتحدة أن يحقق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الاستقرار ويحرروا واشنطن من "القلق" بشأن ما يحدث هنا.
وقال: "نريد بصدق أن تكون إسرائيل حليفًا لنا، لا أن نعاملها والمنطقة كطفلٍ صغيرٍ يحتاج إلى إشراف. إن تطوير اتفاقيات أبراهام، إلى جانب الفوائد الاقتصادية وغيرها، سيسمح أيضًا "للناس الطيبين" هنا بتحمل مسؤولية مستقبل المنطقة واستقرارها. وهذا يصب في المصلحة الأمريكية والإسرائيلية على حدٍ سواء".