بعد إعلان حماس موافقتها على صفقة جزئية لإطلاق سراح
الأسرى الإسرائيليين في قطاع
غزة، صدرت دعوات إسرائيلية بضرورة اغتنام الفرصة لإنقاذ من تستطيع إنقاذهم، بالنظر لحالتهم الحرجة، نظرا لأن الرفض الإسرائيلي لذلك يعني الآن حكمًا بالإعدام عليهم، وبالتالي فإن هذه هي الطريقة الوحيدة، لـ"تحقيق هدفي الحرب".
وذكر الضابط الإسرائيلي الكبير دورون هدار، وهو قائد وحدة الأزمات والمفاوضات في الجيش، وعضو سابق في فريق التفاوض لإطلاق سراح الأسرى، أن "حماس وافقت على قبول صفقة ويتكوف 2، التي تبدأ بإعادة نصف الأسرى الأحياء، ثم عودة القتلى، ثم تبدأ مفاوضات مكثفة لإنهاء الحرب، ونظرًا للوضع الراهن للرهائن، الذين نعلم أن حياتهم مهددة، فيجب على الدولة الدخول فورًا لغرفة المفاوضات، وإنقاذ من تستطيع منهم فورًا، لأن رفضها لذلك ضمن صفقة جزئية يعني موتهم".
وأضاف هدار في مقال نشرته "
القناة 12" وترجمته "عربي21"، أنه "ضمن إطلاق سراح النصف الثاني من الرهائن، كما هو الحال في العديد من عمليات التفاوض، ستكون مجموعة من العمليات خارج غرفة المفاوضات، والعمليات الداخلية التي تمر بها الأطراف، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تم تنفيذ صفقة النساء والأطفال، نتيجة للضغط الأمريكي على قطر، ومن خلالها على حماس، ومورست ضغوط متواصلة عبر الميدان، مما دفع بحماس والاحتلال للتمسك بصفقة لم تكتمل بالكامل، نتيجة محاولة حماس توسيع نطاق الإفراج ليشمل الرجال الكبار".
وأوضح أن "إسرائيل لم تكن مستعدة لذلك في ذلك الوقت، وأرادت العودة للمناورة العسكرية، في كانون الثاني/ يناير 2025، مع انتخاب الرئيس دونالد ترامب، تم الضغط مرة أخرى على الجانبين لتنفيذ الصفقة المرحلية بين نتنياهو وبايدن منذ أيار/ مايو 2024، ونتيجة لذلك، تم تنفيذ المرحلة الأولى بإطلاق سراح 33 أسيرا: أحياء وأمواتًا، لكن مراحل الصفقة التالية لم تكتمل، وسعت إسرائيل لتحقيق الهدف الآخر والأهم من الحرب، وهو هزيمة حماس، وتحصيل ثمن أكبر لخسارتها".
وأشار إلى "أننا اليوم نمر بمرحلة فاصلة بين عدة عمليات، حيث واصلت إسرائيل القضاء على الطبقة الثانية من قيادة حماس، واستولت على مناطق إضافية، وزادت الضغط العملياتي على عناصرها الذين يحتجزون رهائن في أنفاق غزة، وفي الوقت نفسه، نجحت حماس، من خلال حملة إعلامية، بتصوير إسرائيل بأنها تُجوّع سكان غزة، مما أدى لأزمة دولية غير مسبوقة له، ودفعتها لزيادة المساعدات الإنسانية، لكن هذا التوجه الدولي خلق أزمة أخرى، وهي نية السعي للحصول على اعتراف دولي بقرار الأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية".
وأوضح أنه "في ظل هذه الخلفية، تُعد إسرائيل خطة لتوسيع المناورات العسكرية واحتلال مدينة غزة، ويرى الوسطاء أن الوضع يزداد سوءًا أكثر من الوضع المعقد الحالي، فالجانب الأمريكي عازم على إنهاء الحرب، وتخفيف الضغط الدولي على تل أبيب، وربما حتى تأجيل مناقشة إعلان الأمم المتحدة، ولذلك التقى ممثلو الإدارة الأمريكية بكبار المسؤولين في قطر ومصر، ثم سافر رئيس الوزراء القطري للقاهرة للقاء ممثلي حماس، التي أدركت تقلص مساحة مناورتها، واضطرت لدخول غرفة المفاوضات باتفاق جزئي أولاً، معلنةً أن المفاوضات في المرحلة المقبلة ستخضع هذه المرة لمراقبة مكثفة من الوسطاء".
وأكد أنه "في المقابل، يتقلّص هامش مناورة إسرائيل، التي ستستلم نصف الأسرى أولاً، ويمكنها طرح مطالبه لإنهاء الحرب، والإفراج عن نصفهم الآخر، وقد أوضحت مقاطع الفيديو مدى إلحاح إطلاق سراحهم، لأنهم في وضع متدهور، وتشير جميع الدلائل إلى نية الوسطاء الدفع بمفاوضات جادة لإنهاء الحرب، ومن ذلك الخطة المصرية لتجميد أسلحة حماس، واستعدادها لإرسال قوات لدعم الحكومة البديلة في غزة، صحيح أن الطريق إلى اتفاق شامل مليء بالعقبات، لكنه السبيل الوحيد لتحقيق هدفي الحرب".