في الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا وكندا وأستراليا، أكبر دول الكومنولث البريطاني، اعترافها تباعا بدولة فلسطينية، باتت الخطوة تُشكّل ضغطًا متزايدًا على دولة
الاحتلال، وتُثير تساؤلات حول ردّها المتوقع بين ضمّ لأجزاء واسعة من الضفة الغربية، والتصعيد الدبلوماسي مع فرنسا، وتعريض اتفاقيات التطبيع للخطر.
وأكد الكاتب في موقع "
واللا" عيدان كيفلر، أنه "من الصعب القول إن دولة
إسرائيل فوجئت بموجة الاعترافات في يوم واحد بدولة فلسطينية، أو ربما توقعتها، لأنّ لحظة إعلان كندا وأستراليا وبريطانيا، الدول الثلاث المهيمنة في الكومنولث البريطاني، في وقتٍ شبه متزامن، الساعة الرابعة مساءً، اعترافها بدولة فلسطينية، تُجسّد تنسيقًا مثاليًا، وإن كان غير مُعلن".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "العالم يبدو كما لو أنه ينقلب رأسًا على عقب، إلا أن هذا في الواقع لا يحمل أي دلالة عملية على أرض الواقع، فهو لا يُغيّر الواقع بالضرورة، وليس قرارًا من مجلس الأمن، حيث تمتلك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، ومن المهم أيضًا أن نتذكر أن 141 دولة قد اعترفت بالفعل بفلسطين قبل هذه الظهيرة العاصفة".
وأوضح أنه "لماذا لا يزال هناك شعور بتسونامي دبلوماسي قادم باتجاه إسرائيل، لأن مجموع جميع التصريحات يخلق كتلة حرجة من الآراء التي تؤثر على الرأي العام العالمي، ويزيد الضغط عليها، حيث تجد الولايات المتحدة، التي تواصل دعم إسرائيل دون تحفظ، نفسها معزولة بشكل متزايد في الساحة الدولية، وهي مقامرة مؤكدة تخلق من ناحية دعمًا قويًا لإسرائيل، لكنها أيضًا تحمل إمكانية العزلة".
وتساءل الكاتب عن "خيارات تل أبيب في مثل هذا الوضع، حيث تتصدر جدول أعماله خطوة إعلان الضم على أجزاء واسعة في الضفة الغربية، على الأقل في أجزاء مثل غور الأردن وشمال البحر الميت، صحيح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متردد، لكن التقدير أنه من غير المتوقع أن يستخدم البيت الأبيض حق النقض (الفيتو) ضدها، تمامًا كما حذر وزير الخارجية روبيو زملائه الأوروبيين من أن الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية سيؤدي لردّ على الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب".
وأشار إلى أنه "بينما قد تتمكن أوروبا من التأقلم مع هذه الخطوة، فإن الصعوبة الحقيقية تكمن في دول الخليج، حيث تعتمد سلامة اتفاقيات التطبيع على توازن دقيق، حيث يسمع رئيس الوزراء وعودًا بإمكانية تمرير خطوة ضم مع دول الخليج أيضًا، ولكن عمليًا، لم يحدث هذا بعد، ولذلك ربما تتضح الصورة أكثر في اجتماع ترامب-نتنياهو يوم الاثنين المقبل في واشنطن".
وأضاف أن "هناك احتمال آخر يتمثل بالرد على فرنسا، التي برزت في قيادة موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد تشمل هذه الخطوة إغلاق القنصلية الفرنسية، بل واتخاذ خطوات ضد المواقع الفرنسية في دولة إسرائيل، مما سيُمثل إشارة واضحة على استيائها، لكن فرنسا، حذرت من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى رد فعل قاسٍ من جانبها، وربما تصعيد دبلوماسي، بل وحتى طرد دبلوماسيين إسرائيليين من باريس".