سياسة عربية

الاحتلال يتوغل أكثر داخل مدينة غزة والمستشفيات مهددة بالتوقف الكلي

سبق هذا التقدم الإسرائيلي قصف جوي مكثف على الأحياء الشمالية الغربية لمدينة غزة- جيتي
يجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة بريا، مع استمراره بقصف وتفجير المباني والمنشآت السكنية في تلك المناطق، ضمن مساعيه لاحتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها، بينما أكدت وزارة الصحة أن المنظومة الصحيفة في المدينة غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وجرى رصد ظهور جديد لآليات جيش الاحتلال في المحور الشمال الغربي للمدينة، حيث تقدمت الآليات باتجاه الأطراف الشمالية الغربية لحي النصر في محيط "مفترق المزنر"، وبذلك يكون تقدم مئات الأمتار انطلاقا من منطقة المخابرات وأبراج المقوسي باتجاه الجنوب، فيما تتواجد آلياته أيضا بمحيط "حي الكرامة".

وسبق هذا التقدم، قصف إسرائيلي جوي مكثف على الأحياء الشمالية الغربية لمدينة غزة خاصة في حي النصر ومخيم الشاطئ، فيما تحلق مسيرات الجيش من نوع "كواد كابتر" في "شارع الشفاء" وتطلق نيرانها صوب منازل المواطنين.

والاثنين، تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الأمتار شمال حي تل الهوى في المحور الجنوب الغربي للمدينة، انطلاقا من محيط مفترق الدحدوح في شارع "8"، ومحيط الكلية الجامعية، التي وصل إليها خلال الأسابيع الماضية.

وفي محور الشمال، تواصل آليات الجيش التي رُصدت مساء الأربعاء، تواجدها في محيط مفترق "الصاروخ" في تقاطع شارعي الجلاء والصفطاوي، حيث تطلق النار بين الفينة والأخرى صوب منازل المواطنين.

ومن محور شمال الشرق، يتواجد جيش الاحتلال في محيط "بركة الشيخ رضوان"، ويعكف على الدفع بعربات مُفخخة في المناطق السكنية المحيطة لتفجيرها.

وفي محور الشرق، ما زال جيش الاحتلال يفجر ويدمر المباني السكنية في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، اما في محور جنوب الشرق، تقدم خلال الأسابيع القليلة الماضية باتجاه حي الصبرة.

وخلال عملية "عربات جدعون 1" التي انتهت أوائل آب/ أغسطس الماضي، تمركزت آليات إسرائيلية ثقيلة بينها دبابات وحفارات في عدة محاور، منها شمال شرق حي الشيخ رضوان، ومنطقة جباليا النزلة، وفي أحياء التفاح والزيتون والشجاعية.

هذه التوغلات في الأحياء الشرقية أجبرت الفلسطينيين في تلك المناطق على النزوح والتكدس في الأحياء الغربية للمدينة، التي شهدت في فترات لاحقة قصف واسع ومكثف لتهجيرهم نحو جنوب القطاع.

والسبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن 900 ألف فلسطيني ما زالوا يتواجدون في مدينة غزة وشمالها رغم وحشية القصف الإسرائيلي والإبادة المتواصلة.

وفي 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، قال الجيش إنه شرع في "عملية برية واسعة"، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36.

وفي 8 آب/ أغسطس الماضي أقرت حكومة الاحتلال خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

وبدأ الجيش في 11 الشهر الماضي أيضا الهجوم على المدينة انطلاقا من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقا "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.

ويأتي ذلك بينما حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن "أيام قليلة تفصلنا عن توقف المستشفيات نتيجة نفاد الوقود من المستشفيات، وهو ما سيؤدي إلى مرحلة غاية في الخطورة".

وأضافت الوزارة "أيام قليلة قد تحمل معها مشاهد توقف عمل الأقسام الحيوية ما يعني تفاقم الأزمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للموت المحقق، والاجراءات الفنية والهندسية لجدولة فترات التشغيل أصبحت غير مجدية مع توقف إمدادات الوقود".

وجدد النداء العاجل إلى كافة الجهات المعنية بالتدخل لضمان تعزيز أرصدة الوقود بالمستشفيات لتجنب كارثة لا يمكن توقع نتائجها.

وحذرت أن "المنظومة الصحية في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكل محاولات إنقاذ ما تبقى قد تفشل تحت وطأة التدمير الممنهج للمستشفيات والخدمات الصحية".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و344 شهيدا، و166 ألفا و795 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.