سياسة دولية

أزمة ستارمر تتفاقم.. استقالات وفضائح تهز حزب العمال وانهيار الثقة بزعيمه

تزايدت الأصوات داخل حزب العمال المطالبة ببحث بدائل لقيادة الحزب قبل الانتخابات المقبلة، وسط ما وصفه نواب بـ"حالة طوارئ تقدمية".. الأناضول
تتعمّق الأزمة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوما بعد آخر، فبعد استقالة ثلاثة من أبرز معاونيه خلال أسبوعين فقط، أظهر استطلاع جديد انهيارا مقلقا في شعبيته بين أعضاء حزب العمال، في وقت يستعد فيه لاستقبال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسط ضغوط داخلية متصاعدة.

وأعلن بول أوفندن، مدير الاستراتيجية السياسية في داوننغ ستريت، استقالته إثر تسريب رسائل قديمة تضمنت ترديد "نكات بذيئة" بحق النائبة المخضرمة ديان أبوت، في ضربة ثالثة لستارمر بعد رحيل نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر وسفيره لدى واشنطن بيتر ماندلسون.

وقالت صحيفة "الغارديان" إن الرسائل تعود إلى ثماني سنوات مضت، حيث نقل أوفندن لأحد زملائه تفاصيل "لعبة" في إحدى الحفلات تضمنت تعليقات مهينة عن أبوت، التي وصفت ما ورد بأنه "مسيء للغاية" ومشابه لثقافة التنمر والعنصرية الموثقة سابقا في الحزب. ورد متحدث باسم داوننغ ستريت بالقول إن "هذه الرسائل مروعة وغير مقبولة"، مشيدا بأبوت كـ"رائدة سياسية" واجهت هجمات عنصرية بغيضة طوال مسيرتها.

بالتوازي، كشف استطلاع أجرته مؤسسة Survation بالتعاون مع موقع "LabourList" أن 26% فقط من أعضاء الحزب ينظرون إلى ستارمر بشكل إيجابي، مقابل 59% عبّروا عن موقف سلبي، بينما اعتبر 25% فقط أن الحزب يسير في "الاتجاه الصحيح". كما أظهر الاستطلاع تفوق النائبة لوسي باول على وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون في سباق منصب نائب الزعيم، ما عُدّ إشارة إلى تنامي المعارضة الداخلية لستارمر.

وتزايدت الأصوات داخل حزب العمال المطالبة ببحث بدائل لقيادة الحزب قبل الانتخابات المقبلة، وسط ما وصفه نواب بـ"حالة طوارئ تقدمية"، خصوصا بعد اتهام ستارمر بالفشل في اتخاذ موقف صارم من مظاهرة لليمين المتطرف شهدتها لندن نهاية الأسبوع الماضي.

وكان ستارمر يأمل في استثمار زيارة ترامب الرسمية لإبراز أجندته الاقتصادية والخارجية، لكن الأزمات الداخلية طغت على الحدث، لتترك صورة رئيس وزراء محاصر من معارضيه داخل الحزب ومن خصومه خارجه، وسط تحذيرات من نواب عماليين من أن "الوضع قد يفلت من السيطرة ما لم يتحرك داوننغ ستريت بسرعة لإصلاحه".