سياسة دولية

زاك بولانسكي رئيسا لـ "الخضر" في إنجلترا وويلز.. أطلق حركة "الشعبية البيئية"

يمثل فوز بولانسكي فصلًا جديدًا في تاريخ حزب الخضر، الذي قد يتحول من بناء قاعدة انتخابية تدريجية إلى حركة جماهيرية سياسية بيئية ذات حضور إعلامي قوي.. (إكس)
فاز زاك بولانسكي بمنصب زعيم حزب الخضر في إنجلترا وويلز، متجاوزًا الفريق المشارك المكون من أدريان رامزي وإيلي تشاونز، في تصويت أعضاء الحزب، ليعلن دخول الحزب مرحلة جديدة تركز على ما وصفه بولانسكي بـ حركة "الشعبية البيئية" لمواجهة حزب الإصلاح البريطاني (Reform UK).

وحصل بولانسكي، الذي كان نائبًا للزعيم وعضوًا في جمعية لندن عن الخضر، على 20,411 صوتًا مقابل 3,705 صوتًا للفريق المشارك رامزي وتشاونز، ليعكس ذلك تأييد قاعدة أعضاء الحزب لرؤيته الأكثر حدة وحضورًا إعلاميًا مقارنة بالنهج التقليدي الذي كان يركز على زيادة عدد النواب والمستشارين المحليين تدريجيًا.

حزب الخضر في إنجلترا وويلز يُعرف بمواقفه البيئية والاجتماعية والعدالة الاقتصادية، ويعتبر جزءًا من الحركة الخضراء العالمية التي تناضل من أجل الاستدامة وحماية البيئة. ركّز الحزب تاريخيًا على بناء قاعدة انتخابية تدريجية من خلال الفوز بالمقاعد المحلية، مع التأكيد على القضايا الاجتماعية مثل التعليم والصحة وحقوق العمال، إضافة إلى تعزيز الشفافية والمشاركة الديمقراطية.

على الصعيد البرلماني، يملك الحزب حاليًا نائبين في البرلمان وعددًا أكبر من المستشارين المحليين، ويحقق تأثيرًا نسبيًا في المجالس المحلية. ومع ذلك، يظل حضوره الوطني محدودًا مقارنة بالأحزاب الكبرى، لكن فوز زاك بولانسكي يمثل محاولة لتحويل الحزب إلى حركة جماهيرية ذات حضور إعلامي أقوى، مع اعتماد خطاب أكثر تصادمًا وجاذبية للشباب والناخبين المهتمين بالقضايا البيئية والاجتماعية.



رؤية "الشعبية البيئية"

أكد بولانسكي أن حزبه سيواصل التركيز على المكاسب الانتخابية، لكنه يسعى لتسريع التقدم الأخضر من خلال نهج إعلامي أكثر وضوحًا وأحيانًا تصادميًا، مستلهمًا من سرعة تقدم حزب الإصلاح تحت قيادة نايجل فاراج. ويهدف هذا التحول إلى جذب قاعدة أوسع من الناخبين من خلال خطاب مباشر وحضور قوي في وسائل الإعلام.

من جانبهم، أشار رامزي وتشاونز إلى أنهم يقدّرون مهارات بولانسكي في التواصل ـ كونه ممثلًا سابقًا ـ لكنهم أعربوا عن قلقهم من أن نهجه اليساري الصريح قد يبعد الناخبين المعتدلين، خصوصًا في المناطق الريفية التي يمثلونها في البرلمان، حيث يلعب التقليد السياسي المحلي دورًا مهمًا في دعم الحزب.

ويمثل فوز بولانسكي فصلًا جديدًا في تاريخ حزب الخضر، الذي قد يتحول من بناء قاعدة انتخابية تدريجية إلى حركة جماهيرية سياسية بيئية ذات حضور إعلامي قوي، في محاولة لمنافسة الأحزاب الأخرى في المشهد السياسي البريطاني بشكل أكثر صراحة وفعالية.

يعتبر حزب الخضر لاعبًا صغيرًا نسبيًا مقارنة بالأحزاب الكبرى مثل المحافظين والعمال، لكنه يتميز بخطاب واضح يركز على البيئة والعدالة الاجتماعية، ما يمنحه حضورًا مميزًا بين الشباب والمناطق الحضرية. ومع قيادة زاك بولانسكي، يسعى الحزب إلى تعزيز تأثيره الوطني عبر الحملات الإعلامية المباشرة وزيادة التغطية الإعلامية، استعدادًا للانتخابات المقبلة، حيث يطمح إلى تحقيق مكاسب برلمانية إضافية وتوسيع تمثيله في المجالس المحلية، بما يعكس طموحه في أن يصبح قوة انتخابية أكثر فاعلية وتأثيرًا في المشهد السياسي البريطاني.