سياسة دولية

ستارمر يلوح مجددا بالاعتراف بدولة فلسطين الشهر القادم

ستارمر: بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين ما لم تعالج "إسرائيل" أزمة غزة الإنسانية - الأناضول
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء أن حكومته ستُقدم على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، ما لم يستجب الاحتلال الإسرائيلي لمعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.

وقال ستارمر، في تصريحات نُشرت على لسانه: "أشعر بالاشمئزاز إزاء معاناة سكان غزة"، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية مطالبة باتخاذ خطوات "جادة وعاجلة" لتخفيف الكارثة، تتضمن وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات، والالتزام بحل الدولتين، ووقف سياسات الضم في الضفة الغربية.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن بلاده "بحاجة إلى ضخ كميات ضخمة من المساعدات إلى قطاع غزة"، مشدداً على ضرورة "بذل كل ما في وسعنا لتخفيف الوضع المروع على الأرض".

ووفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها ستارمر في 29 حزيران/يونيو الماضي، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لن يكون رمزياً أو دعائياً، بل مرتبط بخطوات عملية من الجانب الإسرائيلي"، تشمل: وقف إطلاق النار في غزة والقبول بسلام طويل الأمد. والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية باستئناف تقديم المساعدات داخل القطاع المحاصر. وعدم المضي في أي عمليات ضم إضافية في الضفة الغربية، التي تُعد بموجب القانون الدولي أرضاً محتلة.

وفي ما يتعلق بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال ستارمر إن عليها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والموافقة على وقف إطلاق النار، ونزع سلاحها، و"قبول أنها لن تلعب أي دور في حكومة غزة المستقبلية". إلا أن رئيس الوزراء أوضح أن هذه المطالب لا تُعد شرطاً مسبقاً للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أن "حماس ليست جزءاً من معادلة حل الدولتين".

تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة ستارمر
تأتي تصريحات ستارمر في وقت يتزايد فيه الضغط الداخلي على حكومته للتحرك تجاه إنهاء المجازر في غزة، خصوصاً في ظل مشاهد المجاعة والدمار الجماعي، التي صدمت الرأي العام البريطاني.

فقد وقع أكثر من 250 نائباً من أصل 650 في مجلس العموم على رسالة تطالب الحكومة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره خطوة ضرورية لإحياء عملية السلام.

كما أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن نسبة البريطانيين المؤيدين للاعتراف بدولة فلسطين تفوق بكثير نسبة المعارضين، رغم وجود نسبة غير قليلة لم تحسم موقفها بعد.

وتعكس لهجة ستارمر الجديدة تحولاً ملحوظاً في الموقف البريطاني التقليدي الذي كان يُحجم عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام شامل. 

لكن مع تصاعد الحرب وتوسع الاستيطان وتهجير سكان غزة، تُبدي لندن قلقاً متزايداً من أن حل الدولتين "قد أصبح شبه مستحيل".

وقالت وزيرة النقل البريطانية، هايدي ألكسندر، في تصريح لراديو تايمز: "حان وقت التحرك. هناك ضم فعلي يحدث للضفة الغربية". وأضافت: "إذا لم نفعل شيئاً الآن، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يعود ذا معنى".