سياسة دولية

قيادية في حزب العمال تدعو بريطانيا للاعتراف بدولة فلسطين قبيل مؤتمر أممي حاسم

الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يكفي وحده، لكنه يمنح الزخم السياسي اللازم لإعادة تحريك مسار الحل السياسي.. (أنستغرام)
دعت إميلي ثورنبري، النائبة البارزة ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، حكومة بلادها إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، معتبرة أن ذلك يمثل خطوة ضرورية نحو تحقيق السلام وإنهاء الحرب الدامية المستمرة في غزة.

وقالت ثورنبري، خلال حديثها لبرنامج "توداي" على إذاعة BBC4 صباح الإثنين، إن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يكفي وحده، لكنه يمنح الزخم السياسي اللازم لإعادة تحريك مسار الحل السياسي"، مؤكدة أن "السلام لن يتحقق دون قيام دولتين ـ إسرائيلية آمنة وفلسطينية معترف بها".

الضغوط تتصاعد قبيل مؤتمر نيويورك

وتأتي تصريحات ثورنبري، وفق صحيفة "الغارديان"، قبل أيام من مؤتمر دولي في الأمم المتحدة بنيويورك، تشارك في رئاسته فرنسا والسعودية، من المتوقع أن يشهد إعلانات جديدة من دول غربية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 58,000 فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023.

وأشارت ثورنبري إلى البعد الرمزي في انخراط كل من بريطانيا وفرنسا ـالدولتين اللتين وقعتا "اتفاقية سايكس ـ بيكو" قبل أكثر من قرن ـ في مبادرات نحو تسوية جديدة في الشرق الأوسط، قائلة: "هناك دلالة سياسية قوية في اجتماع الدولتين اللتين رسمتا حدود المنطقة ذات يوم، لمحاولة تصحيح المسار".

انقسام داخلي في السياسة البريطانية

يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه حزب العمال الحاكم ضغوطاً متزايدة من قاعدته البرلمانية، إذ يساند دعوة ثورنبري أكثر من 60 نائباً عمالياً، بينما لا يزال موقف الحكومة بقيادة كير ستارمر غامضاً، إذ تُصرّ وزارة الخارجية على أن الاعتراف يجب أن يتم في "اللحظة المناسبة لتحقيق أكبر تأثير ممكن"، دون تحديد تلك اللحظة.

إلا أن ثورنبري ألمحت إلى وجود نية لدى ستارمر للاعتراف، قائلة: "الأمر لا يتعلق بالنية، بل بالتوقيت".

دعوات لفرض عقوبات على الاستيطان

في سياق موازٍ، شدّدت النائبة البريطانية على ضرورة أن تُظهر الحكومة موقفًا واضحًا من الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية، داعية إلى فرض عقوبات على المتورطين في التوسع الاستيطاني، في خطوة من شأنها تعزيز مصداقية بريطانيا كـ"وسيط نزيه" في المنطقة.

واختتمت بالقول: "قتل كثير من الأبرياء. لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه... لا بد من حلّ سياسي، وهذا يبدأ بالاعتراف".