سياسة دولية

زامير يستبعد إمكانية "هزيمة" حماس دون خطة سياسية لمستقبل غزة

أكدت تقديرات إسرائيلية أنه "من دون قرار لليوم التالي فهذه المناورة ستنتهي كسابقتها"- الأناضول
اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، أنه لا يمكن "هزيمة" حركة حماس دون خطة سياسية لمستقبل قطاع غزة لما بعد انتهاء الحرب، قائلا إن "النصر غير مرجح دون خطة سياسية".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة التابعة للجيش الإسرائيلي تحتشد قرب غزة استعدادًا لعملية عربات جدعون 2، بهدف استعراض القوة والضغط على حماس وطمأنة الإسرائيليين".

وأكدت أنه "إلى جانب الخطر الذي يتهدد الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) في مدينة غزة فإنه في المناقشات الأخيرة، شدّد زامير مراراً وتكراراً على مبدأ السلامة قبل السرعة تفادياً للوقوع في فخاخ حماس في الأزقة والأنفاق".

وأضافت أن "أكثر ما يُحبط زامير، بحسب الحاضرين، هو تردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، في اتخاذ قرار طويل الأمد من المفترض أن يبدأ بالتبلور مع نهاية العملية".

وفي إشارة إلى اليوم التالي للحرب قالت الصحيفة: "من دون قرار كهذا، من المتوقع أن تنتهي هذه المناورة كسابقتها، مع تلاشي مكاسب الجنود يوما بعد يوم مع إعادة تنظيم حماس".

واعتبرت أن "الجيش الإسرائيلي سينفذ أي قرار سياسي، مهما كان مثيرا للجدل: سواء أكان حكما عسكريا إسرائيليا على مليوني فلسطيني في غزة، أم إدارة بقيادة عربية برعاية أمريكية، أم نقلا تدريجيا للمناطق إلى السلطة الفلسطينية بعد أن يقضي الجيش الإسرائيلي على حماس".

وتابعت الصحيفة: "لقد فشلت بالفعل مقترحات أخرى، مثل تسليح عشائر غزة أو تشجيع الهجرة".
وكشفت النقاب عن أنه "في الأيام الأخيرة، تدرب الجنود في قاعدة تساليم (جنوب إسرائيل) على أساليب قتالية جديدة مثل تدمير المباني دون دخولها، وتجنب الانكشاف الفوري أثناء الكمائن، والتقدم عبر الأنقاض التي يستخدمها مقاتلو حماس كغطاء".

وقالت الصحيفة: "كاد رئيس الأركان أن يتوسل إلى القيادة السياسية: قرروا ما يجب فعله بغزة، إن إرسال الجنود مرارا وتكرارا إلى الأحياء نفسها للقتال الدائري ثم إلقاء اللوم لاحقا على الجيش وقادته لفشلهم في هزيمة حماس لن يحقق النصر ولن يعيد الرهائن".

وأضافت الصحيفة: "يعتقد جميع قادة الألوية والكتائب تقريبا الذين يقاتلون في غزة أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى مواصلة العمليات البرية ضد حماس في السنوات القادمة لتعميق مكاسبه والحفاظ عليها، والسؤال هو ما إذا كان نتنياهو سيقدم القرار الاستراتيجي المفقود".

وفي 3 أيلول/ سبتمبر الجاري، أطلق جيش الاحتلال عدوانا باسم "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل (شمال)، ما أثار انتقادات واحتجاجات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومرارا، أكدت حركة حماس، استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب عبر التمسك باستمرار احتلال غزة.

وترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلّفت 64 ألفا و718 شهيدا، و163 ألفا و859 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 411 فلسطينيا بينهم 142 طفلا.