أبلغت
مصر الولايات المتحدة أن أي هجوم من
الاحتلال الإسرائيلي على أراضيها سيكون له تداعيات كارثية، وذلك وسط حديث عن نية القاهرة استضافة قيادات من الفصائل
الفلسطينية، بحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر دبلوماسية مصرية.
وجاء التحذير المصري في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قيادات حركة
حماس في العاصمة
القطرية الدوحة الثلاثاء الماضي، والذي أسفر عن استشهاد عنصر من قوى الأمن الداخلي ونجاة رئيس الوفد المفاوض خليل الحية، بينما استشهد مدير مكتبه جهاد لبد، وابنه همام الحية، وثلاثة من المرافقين.
وأكدت المصادر أن القاهرة ترى أن الاحتلال الإسرائيلي اختار تنفيذ عمليته في الدوحة بعد فشل محاولة سابقة كانت تستهدف تركيا، خشية التصعيد مع حلف شمال الأطلسي. وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية كانت تعتقد أن إدارة ترامب ستتمكن من معالجة الأمر مع الدوحة، على عكس أنقرة التي قد تصعد الأزمة دولياً.
وفي الوقت نفسه، أوضحت المصادر أن قنوات الاتصال المصرية مع تل أبيب "انخفضت إلى أدنى مستوياتها"، مقتصرة على اللجنة العسكرية المشتركة لمتابعة اتفاقية كامب ديفيد، بينما تركّزت الاتصالات مع واشنطن على "استئناف مسار التهدئة" في غزة، دون تحقيق أي تقدم ملموس، بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي تقديم اعتذار رسمي عن الهجوم.
وأشارت المصادر إلى استمرار المضايقات الإسرائيلية لشاحنات المساعدات المصرية الموجهة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، مع تجاهل المطالب المصرية المتعلقة بأنواع وكميات المساعدات.
وأكدت القاهرة للأمريكيين أنها مستعدة لاستضافة قادة الفصائل الفلسطينية على أراضيها وتوفير الحماية لهم، معتبرة أي محاولة إسرائيلية مماثلة داخل الأراضي المصرية "ستكون تبعاتها كارثية".
ويأتي هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية مع استمرار الهجمات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، في ظل تجاهل الانتهاكات الإسرائيلية للنداءات الدولية، ما يزيد المخاطر على مسار التهدئة واستقرار المنطقة.