ملفات وتقارير

كاتبة إسرائيلية: أسباب متراكمة تدفع نحو إنهاء حرب غزة

يعاني الاحتلال من عزلة دولية وخلافات داخلية وسط استمرار عدوانه على غزة- جيتي
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها بتاريخ 3 أيلول/ سبتمبر 2025، مقالا، للكاتبة ميراف بطيطو، تسرد فيه عدة أسباب لإنهاء الحرب، وعرضت فيه سلسلة من المبررات التي تراها كافية لوضع حد لعدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج المستمر في غزة.

أشارت بطيطو إلى أنّ: "ما قاله رئيس الأركان، باعتباره مرجعية عسكرية عليا وشريكا كاملا في قرارات المستوى السياسي".

وحذّر المقال، أيضا، من أنّ: "خطوة احتلال غزة تعرض حياة المخطوفين للخطر، وأنه لا معنى للدخول إلى المدينة المكتظة بالمقاتلين والأنفاق من دون خطة مرتبة مسبقا لحكم عسكري، في وقت يعاني فيه الجنود من التعب والاستنزاف".

ولفتت بطيطو إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كدولة يهودية يحظر عليها وفقا للتوراة التضحية بأبنائها، معتبرة أنّ: "الأسرى والجنود أصبحوا جزءا من طقوس عبادة متواصلة للدم والأرض"، فيما أشارت إلى أنه: "من دون أن يظهر حاخام واحد يوقف هذه "العبادة الجماعية"، بل إن قادة الحرب يواصلون ما وصفته بـ"تدنيس باسم الرب" عبر استنزاف مزيد من العائلات".

واستندت الكاتبة إلى التاريخ لتؤكد أن الحروب الطويلة لا تحقق نتائج أفضل، مشيرة إلى شهادة والد أحد الجنود الذي قارن بين حرب غزة المستمرة منذ عامين، وحرب فيتنام، التي استمرت عشرين عاما، ودعا إلى "نيكسون إسرائيلي" للتحرر من الأوهام، مذكّرة بأن معظم الحروب الناجحة في القرن الأخير كانت قصيرة نسبيا.

واعتبرت الكاتبة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ليست جاهزة فعلا لمواصلة القتال، إذ أنّ بيانات التجنيد لا تعكس الواقع، حيث يتزايد الرفض الصامت للخدمة الاحتياطية، فيما يتلاعب الجيش بالنسبة المعلنة للامتثال، بينما يفضل كثير من الجنود البقاء مع عائلاتهم بعد جولات متكررة من الاستدعاء.
 
ولفتت الكاتبة إلى أنّ: "رئيس الأركان الذي يصرخ للتغيير، ورئيس الشاباك الذي استقال وأخذ على عاتقه المسؤولية، وصولا إلى مراقب الدولة وقادة الشرطة الذين يرون أن ثقة الجمهور تتعرض لضربة قاضية".

وأضافت بأنّ: "وزارة الصحة التي نشرت بحثا جديدا يوضح أن واحدا من كل ثلاثة إسرائيليين يعاني القلق أو الاكتئاب بسبب الحرب، وهو ضعف النسبة مقارنة بالفترة التي سبقت 7 أكتوبر، في ظل انهيار خدمات الصحة النفسية وعدم قدرة الحكومة على توفير استجابة مناسبة".

وتناولت الكاتبة الكلفة الاقتصادية، مشيرة إلى أنّ: "غلاء المعيشة بلغ مستويات قياسية فيما تذهب أموال الدولة إلى تمويل القذائف أكثر من أي وقت مضى، وأن ميزانيات الوزارات المدنية تتعرض لاقتطاعات متواصلة، فيما تهوي البورصة ويضعف التصنيف الائتماني، بينما يدفع جنود الاحتياط من أصحاب المصالح والعاملين ثمن غيابهم الطويل عن أعمالهم".

وذكرت العزلة الدولية، حيث أكدت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي باتت منبوذة في الغرب، وأن رؤساء الدول يتراجعون عن وعود سابقة ويتجاهلون تصاعد معاداة السامية في بلدانهم. واعتبرت الكاتبة أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تتمسك بشعار "شعب وحده يسكن" بينما العالم الخارجي هو من يحدد الكلمة الأخيرة.

وأردفت الكاتبة سببا آخر، حيث تمثل في فقدان الإيمان بالإنسان وبالوحدة المدنية وبالقدرة على إعادة التأهيل الوطني، محذرة من أنّ: "استمرار الحرب بلا نهاية يقلص الموارد المخصصة لشفاء الجراح"، مؤكدة أنه لا يوجد ما يريده الإسرائيليون أكثر من اليوم الذي ينتهي فيه "هذا الكابوس"، عبر صفقة شاملة تعيد الأسرى وتنهي الحرب ويعود الجنود إلى بيوتهم بسلام.

وختمت بطيطو بالقول إنّ: "هذه الأسباب مجتمعة تجعل إنهاء الحرب ضرورة ملحّة، ليس فقط لإنقاذ الجنود والمخطوفين، بل أيضا لإعادة الأمل للشعب ومستقبله".