أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى لحماعة أنصار الله
اليمنية "
الحوثي"، مهدي المشاط، قرارا بتكليف محمد أحمد أحمد مفتاح، النائب الأول لرئيس الوزراء في حكومة الجماعة، بالقيام بمهام رئيس الوزراء.
وجاء القرار بعد إعلان الحوثيين اغتيال رئيس الوزراء أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، في غارة جوية
إسرائيلية استهدفت العاصمة
صنعاء الخميس الماضي، وأدت أيضاً إلى إصابة آخرين بجروح خطيرة. ويعد الرهوي أبرز شخصية قيادية في الجماعة المدعومة من إيران تم اغتياله منذ بدء العدوان ال؟الإسرائيلي.
وفي كلمة بثتها قناة "المسيرة"، قال المشاط إن ما حققته إسرائيل "ضربة حظ" لا أكثر، مؤكداً أن القوات المسحلة اليمنية في موقع قوة واقتدار. وأضاف أن دماء القادة اليمنيين ستكون سبباً في إسقاط "كيان العدو"، مشدداً على أن الثأر آتٍ وأن الجماعة لن تسمح لـ"إسرائيل" بالعيش في أمن. كما وجّه رسالة إلى سكان غزة، أكد فيها استمرار الدعم حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
وأضاف مهدي المشاط: "كما عبر شعبنا مراحل الخطر في ظروف قاسية ومتعددة فهو قادر على تجاوز كل الصعوبات التحديات، فالدماء اليمنية إذا أريقت تسقط عروش امبراطوريات حكمت العالم، ودماء الرموز الوطنية في حكومتنا كفيلة بإزالة كيان العدو الإسرائيلي الزائل"، حسب وصفه.
وقال المشاط مخاطبا سكان غزة بحسب ما نقلت عنه وكالة "سبأ": "الموقف هو الموقف وسيظل حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنكم مهما بلغ حجم التحدي".
وأضاف مهدي المشاط: "العدو الغادر ألمنا بهذا المصاب، إلا أننا نعاهد الشعب اليمني وأسر الشهداء والجرحى أننا سنأخذ بالثأر وسنصنع من عمق الجراح النصر".
وأردف مخاطبا إسرائيل: "لن تتمكنوا من كسر صمودنا، ولن تخيفنا الغارات أو ترعبنا التهديدات، وسنواصل ونواجه التحدي بالتحدي ولن تذوقوا طعم الأمن بعد اليوم".
وتعهد بأن "ثأرنا لا يبات"، ملوحاً بأيام "سوداوية" تنتظر إسرائيل، وداعياً الشركات الأجنبية إلى مغادرة الأراضي المحتلة قبل فوات الأوان.
وتزامنت الضربة الجوية اجتماعا لكبار مسؤولي الحوثيين، الذي قيل إنه كان لمشاهدة خطاب لزعيم الجماعة، حيث كان فرصة لإسرائيل لاستهداف قادة جماعة أنصار الله المدعومين من إيران في عملية واحدة.
وقال وزير الدفاع الحوثي، اللواء محمد ناصر العاطفي، في بيان بثه التلفزيون التابع للحوثيين بعد وقت قصير من إعلان الخبر، إن الحوثيين مستعدون "على جميع المستويات لمواجهة العدو الصهيوني المدعوم من أمريكا".
وجاءت الغارة الإسرائيلية، بعد أيام من إطلاق الحوثيين صاروخا جديدا مزودا بذخائر عنقودية صغيرة، وتعد هذه العملية أول استهداف لقيادة الصف الأول في الجماعة، بعد أن سبق لإسرائيل أن اغتالت قادة من حماس وحزب الله خلال العام الماضي.
وشملت الغارة الإسرائيلية الأخيرة أيضاً قصف قاعدة عسكرية تضم القصر الرئاسي في صنعاء، ومحطتين لتوليد الطاقة، وموقعاً لتخزين الوقود، ويُنظر إليها كخطوة لتوسيع الاستهداف نحو البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون.
ويستهدف الحوثيون سفن الشحن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وأطلقوا عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، تم اعتراض معظمها.
ويأتي هذا الاستهداف في سياق تحول استراتيجي اعتمدته دولة الاحتلال منذ حرب غزة، يقوم على ضرب قيادات حركات مدعومة من إيران في المنطقة، حيث اغتالت العام الماضي إسماعيل هنية في طهران، وحسن نصر الله في بيروت، ويحيى السنوار في غزة.
ويواصل الحوثيون منذ سنوات السيطرة على مناطق واسعة شمال اليمن، بعدما استولوا على صنعاء عام 2014 وأطاحوا بالحكومة المعترف بها دولياً، فيما فشل التحالف المدعوم من السعودية في إنهاء نفوذهم المتصاعد.