تحذيرات إسرائيلية من مخاطر استراتيجية بحال تواصلت الحرب في غزة

تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، التحذيرات الإسرائيلية بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة، في ظل الحديث عن خطط عسكرية لإعادة احتلال مدينة غزة، مشددة على أن مخاطر استراتيجية تنتظر تل أبيب بحال المضي قدما في هذه الخطط.

وقال رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي البروفيسور يديديا شتيرن، في مقال نشرته "يديعوت أحرونوت"، إن "إسرائيل انتصرت مع نهاية المعركة في إيران وستعل بتضارب مع مصلحتها الاستراتيجية، إذا ما واصلت هذه الحرب إلى داخل أحياء غزة".

وأوضح شتيرن أن "المعركة الحالية بلا مبرر موضوعي، ويجب إنهاء الحرب وهذه المسألة مصلحة استراتيجية إسرائيلية عليا"، مؤكدا أنه "يجب شطب عدد من الخيالات مثل الهجرة الطوعية أو تهويد غزة".

وتابع قائلا: "احتلال كامل يمكنه أن يجدي، ظاهرا، في المستوى الردعي فقط، الذي هو حرج للأمن. ولكن هذا حساب مغلوط: الردع هو موضوع وعي ينشأ عن تفسير الوقائع. الوقائع هي أننا انتصرنا على المحور الشيعي، مع ذكاء وجسارة استثنائيين، واستخدمنا تصميما مبهرا، بخلاف توقعات السنوار، في الطريقة التي عملنا بها في القطاع، في ظل تدميره عمليا. نحن نخطيء بحق المصلحة الإسرائيلية والوقائع حين نختار إعطاء "قوة فيتو" على تحديد وعي النصر لمسألة حسم الكتائب الحماسية المتبقية في غزة".



وذكر أن "نتنياهو ليس خبير في تصميم الوعي"، متسائلا: "هل من لم يردع حتى الآن في غزة سيردع مع نجاح عملية عربات جدعون2؟". وقال إنّ "احتلالا كاملا للقطاع، يؤدي على ما يبدو إلى حكم عسكري، سيلقي علينا بأثقال اقتصادية هائلة".

وذكر أن "وزير المالية الذي خصص هذا الأسبوع فقط المليارات لإطعام غزة، يمتنع عن عرض الكلفة المقدرة لحكم عسكري في غزة. التقديرات تتحدث عن مبالغ خيالية بعشرات المليارات في السنة".

وختم بقوله: "الاستراتيجية الوطنية ملزمة بأن تفكر أيضا بتعابير اجتماعية. الإسرائيليون هم ممزقون بالخلاف حول الأسرى. استمرار الحرب يعده الكثيرون كتخل عنهم بحكم الأمر الواقع. نحن نتردد في مسائل أخلاقية، كل يوم يقتل العشرات وأكثر من غير المشاركين بالقتال".