اتهمت لجنة شعبية سودانية، الأحد، قوات
الدعم السريع" باختطاف ثمانية نساء بينهم طفلتان بعد اقتحامها مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة
الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وذكرت "غرفة طوارئ مخيم أبو شوك"، في بيان، أن "قوات الدعم السريع" اقتحمت المخيم السبت، و"اقتادت ثمانية نساء إلى جهة غير معلومة، من بينهن طفلتان".
وأضاف البيان: "بلغت نسبة المفقودين من داخل المخيم (جراء اقتحامات الدعم السريع المتكررة) أكثر من عشرين شخصا، وأسماؤهم موثقة لدينا".
والثلاثاء، أعربت الأمم المتحدة، عن صدمتها إزاء التقارير التي أفادت بوقوع هجوم واسع النطاق لـ"قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر المحاصرة، بما في ذلك مخيم أبو شوك للنازحين.
كما أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 500 شخصا من مخيم أبو شوك إلى مواقع أخرى داخل مدينة الفاشر، مع استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار الأمني.
ودأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام "قوات الدعم السريع" بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة، التي تفرض عليها حصارا منذ 10 أيار/ مايو 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك في الفاشر باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وفي السياق نفسه، وصفت مديرة عمليات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، إديم وسورنو، أوضاع الفاشر بالمروعة، مضيفة:" يُقتل المدنيون سواء في الفاشر أو كردفان أثناء محاولتهم الفرار إلى المخيمات، بحثًا عن الأمان".
إلى ذلك، يعيش ما يناهز 300 ألف شخص في مدينة الفاشر، عزلة خانقة، جرّاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ حزيران/ يونيو 2024، وسط قصف يومي ونقص كبير في الخدمات وآلاف العائلات التي تتضور جوعًا، معلنة عن وفاة 63 شخصا خلال شهر آب/ أغسطس الجاري، بسبب سوء التغذية؛ ناهيك عن تهديدهم بوباء الكوليرا، وسط انهيار كامل في القطاع الصحي.
ووجه رئيس الوزراء
السوداني، كامل إدريس، نداء للأمين العام للأمم المتحدة وناشد مجلس الأمن والجمعية العامة، بفك حصار الفاشر وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات للسكان ومنع استخدام سلاح التجويع ضد المواطنين، قائلا:" سيذكر التاريخ ما إذا كانت الأمم المتحدة قد اختارت الصمت أم التضامن وهل سمحت لمدينة بأكملها أن تفنى أم وقفت بثبات لحماية الأبرياء".
وأضاف، بأنه: "في الوقت الذي يتهدد الجوع بموت مئات الآلاف بصورة متعمدة ومقصودة في مدينة الفاشر، تُصدر "مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" بيانا بعيدا عن الحقيقة"، في إشارة إلى وضع أطراف النزاع ضمن كفة واحدة.
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.