ملفات وتقارير

ما التداعيات الأمنية والعسكرية لمحاولة اغتيال "الضاوي" غرب ليبيا؟

توقع خبير ليبي أن "تقتصر تداعيات هذا الحادث داخل منطقة ورشفانة فقط"- إكس
عاد التوتر الأمني مجددا إلى غرب ليبيا بعد محاولة اغتيال فاشلة لقائد مجموعة مسلحة هناك، ما أثار تساؤلات عن عودة الفوضى والاقتتال للعاصمة الليبية، وتأثير ذلك على الوضع الأمني والعسكري والسياسي خاصة بعد طرح خارطة طريق أممية جديدة.

وتعرض آمر الكتيبة "55" مشاة، معمر الضاوي اليوم الأحد إلى محاولة اغتيال في منطقة المعمورة بمدينة ورشفانة (غرب ليبيا)، لكنه نجا منها وسقط 12 قتيلا من بين صفوف المهاجمين ومقتل أحد مرافقي الضاوي.

من جهته، أعلن المتحدث الرسمي ومسؤول مكتب الإعلام في الكتيبة "55"، محمد مسيب، أن "عناصر الكتيبة تصدوا لهجوم مسلح خلال اشتباكات استمرت نحو الساعة، في محاولة لاغتيال آمر الكتيبة".

وأشار إلى أن "مسلحين (لم يكشف عن هويتهم) هاجموا رتلاً تابعًا للكتيبة في منطقة المعمورة بورشفانة أثناء وصول آمر الكتيبة لمقر سكنه في المنطقة نفسها، لكن حراسات الكتيبة تصدت لهم، وقتلت منهم 12 مسلحا أغلبهم من جنسيات إفريقية ".

صراع نفوذ
وكشفت مصادر شبه حكومية لـ"عربي21" أن "المعلومات الأولية تقول إن جهاز دعم الاستقرار وخاصة رئيسه الجديد، حسن بوزريبة قد يكون هم المتورطون في هذه الحادثة التي لم تكشف بعد كامل تفاصيلها، نظرا لقرب مقرات الطرفين من بعضهما ولوجود صراع نفوذ وسيطرة بينهما منذ زمن"، وفق كلامهم.

وأكدت المصادر، التي طلبت عدم ذكرها، أن "قوات حكومة الدبيبة بعيدة عن الحدث كون الضاوي حتى اللحظة حليفا للحكومة ولم يحاربها يوما، وكذلك لأن هناك تعهدات من قبل الدبيبة للمجتمع الدولي والبعثة بعدم القيام بأي أعمال عسكرية في غرب البلاد في الوقت الراهن"، حسب روايتهم.



من جهته، كلف وكيل وزارة الدفاع الليبي عبد السلام زوبي المدعي العام العسكري وجهازي الاستخبارات والشرطة العسكرية بفتح تحقيق شامل في الهجوم الذي استهدف آمر الكتيبة 55، وضرورة متابعة مجريات التحقيق بشكل عاجل وتحديد الجهات المسؤولة عن الهجوم.

وليست المرة الأولى التي تشهد المنطقة أحداثا أمنية، فقد وقعت اشتباكات مسلحة موسعة في ورشفانة، التي تقع تحت سيطرة الضاوي، أواخر تموز/ يوليو الماضي نتيجة نزاع بين عائلتي اللفع والهدوي بمنطقة أولاد عيسى نتج عنها مقتل أحد قادة التشكيلات المسلحة مع 5 من أفراد عائلته.

من هو الضاوي؟
معمر الضاوي أحد أبرز القادة في غرب ليبيا، ويقود كتيبة تدعي "55" تسيطر على محيط منطقة ورشفانة وبعض مناطق الزاوية وتتبع الكتيبة رسميا حكومة الوحدة الوطنية، وشاركت في عدة أحداث مسلحة مع تشكيلات أخرى، كما لعبت دورا بارزا في عدة حروب اندلعت بالعاصمة طرابلس منذ 2011.

وبعد اغتيال رئيس جهاز الدعم والاستقرار السابق، غنيوة الككلي تجنب الضاوي ومجموعته الدخول في صدام مع بقايا الجهاز أو إعلان دعمه للحكومة وعمليتها، لكن قواته انكمشت في منطقتها ومنعت دخول اي قوات أخرى لها.



سارع الدبيبة إلى احتواء الضاوي وضمه للقوات الموالية له مع ضمان بقاء نفوذه في مناطقه وإبعاده عن العملية العسكرية التي بدأتها الحكومة بمساندة رئيس جهاز الاستخبارات وآمر اللواء 444 قتال، محمود حمزة والتي استهدفت الميليشيات في العاصمة وضواحيها، ما يعني أن الدبيبة اعتبر كتيبة الضاوي ليست من الميليشيات.

"خارطة طريق أممية"
وجاءت محاولة اغتيال القيادي العسكري "الضاوي" بعد ساعات قليلة من تقديم المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه خارطة طريق جديدة تتضمن غجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة خلال مدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرا، مع ضرورة تشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على العملية الانتخابية.

وسبق الخارطة مطالبات رسمية من قبل البعثة الأممية لرئيس حكومة الوحدة الليبية "الدبيبة" والقيادات العسكرية في العاصمة طرابلس بوقف أعمال الاقتتال والعمليات العسكرية في المنطقة بشكل عاجل وفوري ومنع وقوع أي اشتباكات تهدد السلم والاستقرار وتعطل الانتخابات.

والسؤال: ما تأثير محاولة اغتيال الضاوي على المشهد الأمني والعسكري والسياسي في غرب ليبيا؟


من جهته، رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبدالله أن "تفاصل الحادث الذي وقع اليوم ما زالت مبهمة، خاصة مع عدم وجود تعليق رسمي واضح وشارح لهذا المحاولة، لكن الأعداد المتداولة حول الحادث مبالغ فيها، وهناك تضارب بشأن هوية الأطراف المتورطة.



وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "الحادث رغم حساسيته قد لا تكون له تداعيات كبيرة، فالاغتيالات لمسؤولي التشكيلات المسلحة في ليبيا هو بمثابة إنهاء هذه المجموعات كونها تشكيلات وحيدة خلية، كل شئ ينتهي باغتيال المسؤول عنها، لغياب التسلسل والتشكيل الواضح، ولنا في جهاز دعم الاستقرار مثال بعد اغتيال غنيوة الككلي".

وحول تداعيات محاولة اغتيال الضاوي على المشهد الأمني والعسكري، توقع عبد الله أن تقتصر تداعيات هذا الحادث داخل منطقة ورشفانة فقط، دون امتدادها إلى مناطق أخرى، وفق تقديراته.