بدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة
التعاون الإسلامي، الاثنين، اجتماعا استثنائيا بمدينة جدة
السعودية، لبحث سبل مواجهة حرب الإبادة التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي ضد
الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 10 أشهر.
ويرأس الاجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية المنظمة التي تضم 57 دولة.
وقالت المنظمة، في بيان عبر منصة "إكس"، إن الاجتماع ينعقد لمناقشة "العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني"، فيما أوضحت وزارة الخارجية التركية، الأحد، أن الوزراء يبحثون "الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين وقرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة".
إبادة متواصلة
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا وُصفت بالأكثر دموية في تاريخها ضد قطاع غزة، بدعم أمريكي، متجاهلة جميع الدعوات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف المجازر.
وأسفرت هذه الحرب عن 62,686 شهيدا و157,951 مصابا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الركام، وفق وزارة الصحة في غزة. كما تسببت في تهجير مئات آلاف الفلسطينيين قسرا، واندلاع مجاعة أودت بحياة ما لا يقل عن 300 مدني، بينهم 117 طفلا.
الموقف السعودي
وفي كلمته أمام الاجتماع، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن "المسارات الإسرائيلية الحالية تهدد الأمن والسلم الدوليين"، مشددا على أن المملكة "عازمة على مواجهة هذه التهديدات، وستواصل حشد الدعم الدولي من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
أبعاد سياسية
يأتي الاجتماع الوزاري الطارئ في جدة غداة اجتماع تحضيري لكبار الموظفين في المنظمة، أكد خلاله المشاركون ضرورة تحرك جماعي إسلامي أكثر فاعلية لوقف المجازر الإسرائيلية، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتمسك بحل الدولتين على أساس حدود ما قبل 1967.
وتحتل إسرائيل، منذ عقود، فلسطين وأراضٍ عربية في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في تحدٍّ لقرارات الشرعية الدولية.
ومن المقرر أن يعتمد وزراء الخارجية في ختام اجتماع جدة مشروع قرار جديد بشأن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، على أن يشكل أساسا لتحركات دبلوماسية أوسع في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.