سياسة عربية

مقاطع صادمة توثق إعدامات ميدانية وانتهاكات لقوات "الدعم السريع" في الفاشر (شاهد)

المقاطع بها مشاهد لاعتداءات وضرب وإهانات - صفحة الدعم السريع على الفيسبوك
أثارت مقاطع فيديو مروّعة تم تداولها بشكل موسع خلال الأيام الماضية بالسودان موجة غضب عارمة، بعد أن وثقت انتهاكات ارتكبتها قوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، شملت اعتداءات وتعذيباً وتصفيات ميدانية بحق مدنيين عزل.

وظهر في أحد التسجيلات جندي من قوات الدعم السريع وهو يحقق مع رجل أعزل حول قبيلته ومكان وجود قائد عسكري، قبل أن يطلق النار عليه بدم بارد، رغم توسلاته قائلا: "أنا مواطن مدني، ربنا يكرمك لا تقتلني"، في مشهد وصفه حقوقيون بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان" ويعكس نمطاً متكررا من الانتهاكات.

ووثقت المقاطع المصورة التي نشرها ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لاعتداءات وضرب وإهانات ذات طابع عنصري، بينما أجبر عناصر من المليشيا بعض المدنيين على الإدلاء باعترافات قسرية أمام الكاميرا تحت التعذيب.


وقد تلاحقت الإدانات السياسية والمدنية في الداخل السوداني، حيث اعتبر حزب التجمع الاتحادي أن الجريمة "ترتقي إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية"، بينما وصف حزب الأمة القومي ما حدث بأنه "جريمة حرب" تستوجب محاسبة قيادات الدعم السريع.


وقال رئيس حزب المؤتمر عمر الدقير إن الحادثة "تهز الضمير الإنساني" وتجسد أبشع صور ازدراء الحياة البشرية، مجددا الدعوة إلى تحقيق مستقل ووقف فوري للعمليات العسكرية.

أما حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي فقد وصف قوات "الدعم" بأنها "ميليشيا إرهابية" ترتكب إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا، منتقدا صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بالمشاهدة دون تحرك.

ومن جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 31 شخصاً بينهم سبعة أطفال وامرأة حامل وإصابة 13 آخرين، إثر قصف مدفعي نفذته قوات "الدعم السريع" على مخيم أبو شوك للنازحين شمالي دارفور، محذرة من كارثة إنسانية مع تفاقم نقص الأدوية وانعدام المعينات الطبية في المدينة المحاصرة.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قلقه البالغ من الهجوم، مشيرا إلى أن المخيم يعاني أصلاً من المجاعة ويؤوي آلاف المدنيين.


في المقابل، أصدر تحالف "تأسيس" الذراع السياسية لقوات الدعم السريع، بياناً أعرب فيه عن "إدانته الشديدة" للحادثة، مؤكدا فتح تحقيق للتأكد من هوية الفاعل ومحاسبته، لكنه ربط تصاعد الانتهاكات بالحرب مع القوات النظامية الموالية للحكومة المركزية، في تبرير اعتبره مراقبون محاولة للتنصل من المسؤولية.

ويأتي هذا التصعيد الجديد في وقت يواصل فيه السودان نزيف الحرب المستعرة منذ نيسان / أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، التى أودت – وفق الأمم المتحدة – بحياة أكثر من 20 ألف شخص وأجبرت نحو 15 مليونا على النزوح واللجوء، فيما تشير تقديرات أكاديمية أمريكية إلى أن عدد الضحايا قد يناهز 130 ألف قتيل، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات التي تهدد بانزلاق البلاد نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.