صحافة إسرائيلية

مكتب رئيس وزراء الاحتلال يكشف عن قائمة هداياه.. بعضها من مسؤولين عرب

قائمة الهدايا التي تلقاها نتنياهو منذ 2017 - جيتي
في خطوة جاءت بعد تقديم التماس قانوني لمحكمة إسرائيلية، نشر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي قائمة تفصيلية بالهدايا التي تلقاها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال زياراته الرسمية منذ عام 2017، وذلك في اليوم الأخير الذي أتيح فيه للمكتب الرد على دعوى ازدراء المحكمة، بعد فشله في تزويد المؤسسة الطاعنة بالمعلومات التي تعهد بتقديمها سابقا.

وجاء الكشف عن القائمة في شكل جدول بيانات، أرسل إلى الجهة الحقوقية التي تقدمت بالطلب، وتضمن تفاصيل أكثر من 1050 هدية تلقاها نتنياهو على مدار ثماني سنوات. كما شملت السجلات 193 هدية لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، و23 هدية فقط لخلفه يائير لابيد.

ورغم نشر القائمة، إلا أنها أثارت مزيدا من علامات الاستفهام، إذ تغيب عنها هدايا بارزة تم توثيقها سابقا، من بينها:

◼ إنجيل مع تفسير راشي الذي أهداه الرئيس الروسي.

◼ تمثال النسر الذهبي من الرئيس الأمريكي.

◼ صندوق عملة ذهبي من البابا.

◼ صينية فضية من الرئيس الفرنسي.

◼ صندوق مزخرف بورق الذهب من تصميم الفنان شلينسر.

إضافة إلى مقتنيات أخرى وافقت لجنة الهدايا على عرضها في أماكن عامة، لكنها لم تُدرج في السجلات ولم يُعرف مصيرها.

وتنص القوانين الإسرائيلية بوضوح على أن الموظف العام لا يجوز له قبول هدايا أثناء تأديته لمهامه، كما تنص لوائح لجنة الوزراء على أنه "لا يجوز للوزير أن يتقاضى أي منفعة أو راتب سوى ما تمنحه الدولة". 

وفي حال مخالفة ذلك عمدا، يفرض القانون غرامة مالية تعادل ثلاثة أضعاف قيمة الهدية، سواء بتاريخ الاستلام أو يوم صدور الحكم.

هدايا فاخرة وغريبة
تشمل قائمة الهدايا المعلنة مجموعة واسعة من المقتنيات التي تتراوح بين الرمزية والفاخرة، ومنها:

◼ ساعة رخامية من رئيس كازاخستان في يناير 2017، سُلّمت إلى القائم على الحفظ.

◼ تماثيل شوكولاتة من السفير الأمريكي آنذاك سام فوكس.

◼ علب شمبانيا وفودكا وهدايا من السفير الروسي لمستشار نتنياهو آنذاك يتسحاق مولخو.

◼ تمثال بوذا فضي من مسؤول أفريقي.

◼ سوار ذهبي مرصع باللؤلؤ وبروشات وهدايا من أستراليا.

◼ تمثال خنزيرين رخامي من حاكم كيبيك – في هدية اعتبرت "غير لائقة دينيًا".

◼ مجموعة شطرنج فرعونية من قائد القوات الجوية المصرية.

◼ قناع من الغابون، وقلادة مصرية مزينة بأحجار حمراء، وسيف عليه شعار الجيش الإسرائيلي من أفيف كوخافي.

◼ مجموعة من المشروبات الفاخرة والسيجار من عدة دول، من بينها مولدوفا وروسيا.

◼ شوكولاتة وتماثيل وأعمال فنية، ومزوزاه حجرية، وهدايا من سلطنة عمان.


مصير مجهول
ورغم أن معظم الهدايا صُنفت على أنها نُقلت إلى غرفة الحفظ الحكومية، إلا أن تقارير سابقة، ومراجعات قضائية، تشير إلى غياب الشفافية في تسجيل ومصير عدد من المقتنيات. 

بل وجرى تصنيف مصير بعض الهدايا "تحت بند أمن الدولة" كما حدث مع التماثيل المصنوعة من الشوكولاتة.

وتزامن نشر القائمة مع استمرار التغطية الإعلامية الإسرائيلية لقضايا تتعلق بسلوك نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو في ما يخص الهدايا، خصوصا خلال الفترات التي خضع فيها رئيس الوزراء للتحقيقات في ملفات فساد سابقة، منها "قضية 1000" المتعلقة بالهدايا من رجال أعمال أثرياء.

جدل قانوني ومطالب بالمحاسبة
إلى جانب الجدل الأخلاقي، يواجه نتنياهو ضغوطًا قانونية متزايدة، إذ أن قبول الهدايا من شخصيات أجنبية أو محلية يُعد خرقا محتملاً لقوانين الخدمة العامة في الاحتلال الإسرائيلي. 

وقد دعت منظمات حقوقية إسرائيلية إلى فتح تحقيق شامل في مصير الهدايا المفقودة، واحتمال استخدام المنصب الرسمي لتحقيق منافع شخصية.

كما سلطت وسائل إعلام عبرية، أبرزها صحيفة "معاريف" العبرية، الضوء على غياب التوثيق الكامل لبعض الهدايا التي سُلمت مباشرة، ولم تُسجل، أو لم يُفصح عن مصيرها حتى بعد تسليمها إلى الجهات المختصة.

رغم نشر قائمة موسعة من الهدايا الرسمية، إلا أن الغموض لا يزال يلفّ مصير مقتنيات فاخرة ومثيرة للجدل، بعضها مرتبط بزعماء عالميين بارزين.